facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إسرائيل تقتلنا والعرب يدفعون الديـّة


03-01-2009 08:55 PM

هؤلاء" الغزازوة " هم مثال حي للشعب الفلسطيني الذي اشترك جميع البارونات في قتله وطنيا ومكانيا ومعنويا ، حينما لم يضرب على يد من خانوا وطنهم قبل النكبة ، ثم تترك عصابات الهاجاناه والحركة الصهيونية ومرتزقة السفن المهاجرة لتسطو على الأرض العربية بنـَفس وأنفس القوة الإنجليزية البربرية ، لتحول برتقال يافا الى قنابل تنسف كل أحلام النساء اللواتي يلدن أبناءهن كي يزرعوا أرضهم ، لا ليزرعوا أرض غيرهم .

زرافات اليهود المهاجرين احتلت كثيرا من أرض فلسطين ، وهجّرت أهلها ، واجتثت عائلاتها من جذورهم ، وقتلت من صادفته فوهات البنادق التي أصبحت كالمناجل تحصد كل رأس شامخ .. فماذا حصل ؟ .. لقد أوجد الجميع لهؤلاء المهجرّين أوطانا جديدة غير فلسطين ، ففتحوا لهم بوابات العبور من أقصى الأرض الى أقصاها ، وتكفلت الأمم المتحدة بإنشاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ومولتها دول العالم الغربي ، كي تبقى صنبور ماء يسقي تلك المخيمات التي بنيت في العرّاء ، ثم لترسم سياسة ترحيلهم الى دول المال السهل كي يعملوا فيها ويأنسوا عالما غير عالم فلسطين ، وأرضا غير أرض فلسطين ، ولا بأس ان تبقى فلسطين مجرد هوية في ذاكرة الكبار ، وحكاية يسمعها الصغار ، ليذوب الأحفاد في مجتمعات الأولاد والأسياد ، لا يمتون الى فلسطين إلا بمعاناتهم التي استوحوها من الثقافات التي رسمتها أحلام العودة الضاغثة .

منذ ذلك الحين ، حين انفجار السرطان في الجسم العربي وظهور الكيان الصهيوني ، لتعلن دولة إسرائيل .. وهي تغسل أيديها بالدماء العربية ، وتكحل عينيها بالتراب العربي ، وتسرح شعرها الأشعث بأمشاط الزيتون العربي .
كانت قرابينها رقاب العرب في فلسطين ، وهواية قادتها تدمير بيوت العرب في فلسطين ، ومنذ ذلك الحين الأول ولهذا الحين الأخير ، والمشهد ذات المشهد ، إسرائيل تقتل والعرب يدفعون الديةّ ، وإسرائيل تدمر والعرب يتبنون مشاريع إعادة الإعمار ، ولكن في غير ذات الديار ، ديار مريم ابنة عمران التي جاءها المخاض تحت تلك النخلة التي لم تطأطىء على مر القرون والأزمنة .


ليس هناك أجمل من أن ترى الشعوب العربية أو بعضها أو أكثر منها وقد خرجت الى الشارع ، لتمزق غشاء بكارة أصواتها ، و تخرج ما يعتمل في نفوس حشودها من هموم وشجون وغضب تجاه العديد من القضايا التي تراها هامة، وتراها جهات أخرى أقل أهمية ، و تبقى الجماهير المتجمهرة والحناجر التي تزأر ، دليل حي على أن هناك شعب حي ّ لا يزال ينبض بالشعور ويمتلئ بالأحاسيس ، ولكن كل تلك المسيرات والمظاهرات والاعتصامات أمام المقرات والسفارات ، لا تسمن ولا تغني من جوع على أرض الواقع ، بل هي تخدم كثير من القضايا بشكل معاكس عن طريق التنفيس وإعادة شحن النفوس بوساوس العدائية للأنظمة ، وخلق جدران من الكراهية بينها وبين النظام الرسمي .

اليوم يخرج العرب بحكوماتهم ليطالبوا العالم والأمم المتحدة بأن توقف تلك المجازر وهم يعلمون إن هذا ليس قرارا أمميا ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان تنصاع هيئة الأمم المتحدة أو مجلس الأمن للرغبة العربية المخجلة و غير الخجولة .. فلم يعد للولايات المتحدة مصلحة في موافقة صورية لمجلس الأمن لحصار العراق واحتلاله فيما بعد أو غزو أي دولة في العالم ، بعدما استطاعت غير مرة من أخذ الموافقة تلك بهمسة من مندوبها وقبل ان تصل قواتها الى مبتغاها بساعات .

إذا كان الأرض تنتظر صاحبها الى الأبد ، فهي لا تموت ولا تنسى ، ولكن الإنسان يموت ويـُنسى ، بل قد ينسى قبل أن يموت ، والسنين كفيلة بذاكرته لتمسحها ، وإلا فمنذ الثلاثينات من القرن الذي شهد خروج الدابة الصهيونية التي ابتلعت الأرض وشربت دماء أهلها ، مذ تلك التواريخ التي انفجر بها الشعب العربي الواحد ، والمظاهرات والمسيرات يسجلها التاريخ ، تأريخا للحظة التي سال فيها الدم ، أو اقتلعت قرية ، أو ذيـّل توقيع خانع وثيقة استسلامية تراجعية ، مذ تلك التواريخ الأولى للغضب العربي ، لم تغير أصوات الحناجر أي شيء على أرض الواقع ، بينما غيرت أصوات الطائرات وهديرها ، وجلجلة الدبابات وجنازيرها ، وأزيز الرصاص وذبائحها ، غيرت وجه الخريطة ، غيرت وجه الوطن ، ورسمت احداثياتهم على أرضنا ، هذا إن كنا فعلا عربا ، ولم نعد عربانا ، وغربانا ليس لنا سوى الخرائب نسكنها ونـُسكن التاريخ معنا في خرائبنا .

اليوم تمر القوافل قوافل " المساعدات " وليتها لم تكن ، ولم يكن ذلك الاعتداء الآثم الذي سيبقى يطاردنا بكوابيسه حتى في قبورنا ، وستطاردنا وجوه الأطفال الذين ذهبوا عصافيرً تجرح بريشها الأزغب مآقي عيوننا ، حين قتلت الوحشية الصهيونية المستذئبة براءة وجوههم ، وفرحة عيونهم ، واغتالت آخر أحلامهم بحضن دافىء في قرّ شتاء غزة الهامدة ، غزة الصامدة ، غزة التي غزّت أعلى سارية في تاريخ الأعلام العارية ، لترفرف العزة ، وتخفق الكرامة ، وتضمخ الأيدي التي امتدت نحو الحياة بخضاب الموت الأحمر القاني .. دم حرمه الله حين خلقه ، وتوعد من سفكه بغير حق بأن له ضنك الحياة ، وسوء المنقلب .. فهل سألنا أنفسنا : ماذا سنجيب تلك الدماء حينما تحاججنا أمام الله حينما تركناها فريسة لتلك الصواريخ التي لم تعد صمّاء ، تلك الصواريخ والقذائف التي حملت تواقيع بني صهيون الذين نذروا أنفسهم لهدم المساجد والكنائس على رؤوس المشمعلين فيها والعابدين ، والبيوت التي ما كانت إلا درءا لبشر أقسموا إلا أن يموتوا على ترابهم وتحت سماءهم ، والله بين عيونهم .

قوافل تتسابق الى إطعام أهل غزة ، وسبقتها " لوحات المنّة " تسجل موقف باعثيها ، و تؤكد إننا العرب تحولنا الى وكالة غوث وإطعام اللاجئين في وطنهم ، لنمن على أهلنا ، الذين لا تغفوا أعينهم خوفا ووحشة ، وتنام أعيننا ملئ جفونها ، دفئا وشبعا ، وسكرا وعربدة ، وضحكا وفرحا ، وانتظارا لغد تشرق الشمس فيه لنتناكح ونتوالد دودا يأكله الدود ، وأطفال غزة كما هم أطفال العراق والصومال وجنوب السودان يحلمون بيد تهش الذباب عن وجوههم وأنوفهم ، وعن الشج الدامي في رؤوسهم .

فلتبقى إسرائيل ألف عام تقتل وتهدم ، فسنبقى ألف ألف عام نهتف بألسن كاذبة ، ونتظاهر بمظاهر زائفة ، ونؤلب أنفسنا على أنفسنا ، مابين فصيل وفصيل ، وشعب وشعب ، فصائل تشاغب ، و آبار نفط تستر عورة قاتلنا ، ليصنع مقاتلات تقتلنا ، ويصنع بساطير تدوس كرامتنا ، ويصنع زعامات لا تريد للشعب ان يتحرر ، بل تريد قطعان من نعاج تخز كباشها ، وتحز رقابها ، و تجز أصوافها ، وتصنع من جلودها أحذية تطأ بها أروقة الأمم المتحدة من أجل إسرائيل ومجلس الأمن الآمن لإسرائيل .

وليبقى العرب يدفعون الدية اليهودية ، أرزا استراليا ، وسكرا برازيليا ، وبطانيات هندية ، ولحما صينيا معلبا .

ولتبقى يا أردن العرب ثغرا مرابطا ، وخيمة فضائية ، تهزك أصوات العائدين بلا سفينة ، المجدفين بلا ماء وجه ولا حياء .. وستبقى القلعة الأولى والأخيرة منذ عهد السابقين السابقين وحتى اللاحقين الحاضرين دم واحد وصوت واحد بلا استحياء ، شعب من التراب والى التراب ومن النهر وحتى الصحراء ، شريان من عمان حتى غزة ، تفدي أهلك في غزة بالدماء ، فالزعامات التي جاءت بها الدبابات حساباتها بالبترول والدولار ، في الوقت الذي تدار حسابات النساء والأطفال والشيوخ في غزة بالدماء .

Royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :