facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صناعة القرار


الدكتور مفلح الزيدانين
06-08-2017 05:00 PM

إذا ترك السيل بدون تدخل الإنسان لتعديل مساره فهو الذي يحدد مجراه، ولتجنب جرف وهدم بعض الأبنية القويّة والهامة التي تقع ضمن مجراه، والتي تشكل العنصر الأساسي في بناء المنطقة وجغرافيتها. لابد من تدخل العنصر والفكر البشري في تحديد ورسم الاتجاهات وتحديد الرؤيا والرسالة والأهداف لمنع الخراب، قبل أن يأتي السيل ليفرض ويحدد مجراه ومساره بنفسه، وبعدها لا ينفع الندم ولا اللوم.

لا يمكن أن يكونوا قادة فكر اصحاب الاجندة الخاصة والمصالح الشخصية الضيقة، اللذين يرددون ما يقوله بعض المغرضين، حيث كثروا اللذين يدعوا بانهم من قادة الفكر في الآونة الأخيرة. وقد يكون بعضهم أبواق في أيدي من يريدون المناكفة والخراب ووضع العصا في الدولاب، ولا خير في البوق مهما كانت اليد التي تحمله. كان بعض أهل من يدعي الفضائل يذمون تربية الشارع ولفظ الشارع. وأصبح البعض يدعي بانه من النخب الفكرية التي تتنافس في مجارات رأي الشارع. ولم يعد الشارع كما كان مسؤولية النخبة تنصحه وتقوده الى مصلحة الوطن والمواطن بناءً على رؤيا وضمن معايير لتنفيذ الخطط الاستراتيجية المرسومة والتي تعزز من عناصر قوة الدولة ، بل أصبح بعض النخبة يوجهها المناكفين واصحاب الاجندة التي تخدم مصالحهم الى ما يريدوا قوله و ويسعوا الى تحقيقه.

هناك العديد من القرارات التي يجب أن تتخذها بعض المؤسسات والدوائر الحكومية بناء على خطط واهداف مرسومة ضمن معايير واضحة المعالم، أصبح الآن يتخذها أفراد يسعوا الى تحقيق مصالحهم من خلال ايهام بعض صانعي القرار بان لهم دور مؤثر في صياغة القرار ومتابعة تنفيذه. وليس من أجل تحقيق الأهداف التي رسمتها الحكومة لتحقيق خططها الاستراتيجية. لذلك اذا كان المريض يصف الدواء للطبيب ليقرر ما يريد أن يأكل وما يريد أن يشرب ودور الطبيب انحصر على ان يكتب للمريض ما يمليه عليه، فقد ضاع الطبيب والمريض معا.

وظهر الآن ما يسمى الادارات المرعوبة من قبل بعض الادارات المتوسطة والتنفيذية والتي تتأثر بآراء الاخرين من اصحاب الاجندة الخاصة و ليس لها القدرة على اتخاذ القرار والدفاع عنه، وبالتالي تكون القرارات الصادرة مترددة وتؤثر على تنفيذ الخطط الموضوعة، وهذا يعود الى الضبابية في اعداد الخطط واحتمالية تفسيرها بأكثر من اتجاه واكثر من معنى، و الخوف من تحمل المسؤولية وسهولة القاء اللوم على الاخرين، و لن تتحقق الأهداف في يوم من الأيام اذا بقيت كذلك، لأنها تعتمد على الفعل وردة الفعل. وليس على التخطيط المبني على دراسة البيئة الداخلية والخارجية والعوامل المؤثرة عليها وماهي الفرص المتاحة التي يجب استغلالها، وماهي نقاط الضعف التي يجب معالجتها وتلافيها من قبل المختصين، والذي يأتي من خلال وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ومن خلال تجنب الواسطة والمحسوبية وخاصة في دوائر ومراكز صياغة وصناعة القرار الاستراتيجي. الذي اشار له جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه. في جميع توجيهاته وخاصة ما حدده في الاوراق النقاشية بدا من تحديد المطالب والمصالح الوطنية والاستراتيجيات الوطنية ضمن رؤيا ورساله واضحة المعالم تقود الى اهداف محدده يجب انجازها ضمن فترة زمنية محددة.

وفي النهاية: هناك العديد من يسعى الى تحويل الانجازات التي يحققها صانعو القرار ومتخذوه الى أنفسهم ويدعون بأنهم هم من خططوا ورسموا الاتجاهات وحددوا الاهداف، هدفهم اغتنام الفرص وتجيير الاعمال الى صالحهم وكسب الشعبيات. وهذا ما يسمى تجيير الانجازات وبلورتها بصورة تقنع بعض المواطنين من خلال الايعاز الى منفذي اجندتهم بان يروجوا لها، وقد يقع هذا في باب سرقة الفكر والانجاز. ولكن المواطن الاردني لديه القدرة على تمييز ذلك من خلال ما يتمتع به من ذكاء وحكمة ومعرفة. ونقول بأن جلالة الملك عبد الله الثاني ــ حفظة الله ورعاه ــ يواصل العمل في الليل والنهار من اجل حماية الوطن والمواطن والمحافظة على نعمة الامن والاستقرار الذي تتمتع به المملكة الاردنية الهاشمية، والذي تفتقده بعض دول العالم وتتمناه بعض الدول المجاورة.

mfz_1961@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :