facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العلاقات التّركيّة الأردنيّة وتطلُّعاتُ الشّعوبِ


أ. د. احمد الخصاونة
23-08-2017 01:44 AM

تشرّفت المملكة الأردنيّة الهاشميّة يوم الإثنين الموافق 21/ آب /2017م بزيارة الرّئيس التّركي رجب طيّب أردوغان في أوّل زيارةٍ رسميّةٍ له بعد تولّيه الرّئاسة، في شهر آب 2014م _بعد آخر زيارةٍ له منذُ 9سنواتٍ_، بصحبة عددٍ من الوزراء المرافقين له، هذه الزّيارة التي كان لها عظيم الأثر في تعميق العلاقات الأردنيّة التّركيّة التي تمتدّ جذورها إلى عام 1937م، عندما زار الملك المؤسّس عبدالله الأوّل تركيا والتقى الرئيس التّركي مصطفى كمال، كأوّل زعيمٍ عربيٍّ يقوم بزيارة للجمهوريَّة التركيّة منذ نهاية الإمبراطوريّة العثمانيّة، وتوطدت العلاقات الثّنائية بين البلدين بتوقيع اتفاقيّة الصّداقة بين الملك المؤسّس والرئيس التركي في ذلك الحين عصمت أينونو في الحادي عشر من كانون الثاني عام 1947م والتي كانت بداية العلاقات الدبلوماسية، حيث افتتحت سفارة للجمهوريّة التركيّة في عمّان في تلك الفترة.

ومنذ ذلك الوقت وحتّى يومنا هذا فقد استمرّت هذه العلاقات والرّوابط بين البلدين في التجذّر حتّى جاءت زيارة الرئيس التّركي رجب طيّب أردوغان للأردنّ بدعوةٍ خاصّة من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لتعزيز العلاقات الثُّنائية المشتركة التي تُكرّسُ أهميّة الدّور الذي يضطلع به كلا البلدين والشّعبَين؛ فتركيّا دولةٌ إقليميّة محوريّة مُنخرطةٌ بقوّةٍ وعمق في مختلف القضايا الإقليميّة، والأردن يتمتع بحضور فاعل على المستويَين الإقليميّ والدّوليّ؛ نظرًا لما يتمتّع به من أهميّة جيوسياسية كبيرة.
وقد نظر كلٌّ من الشّعبين الأردني والتركي إلى هذه الزّيارة في هذا التوقيت بكثيرٍ من الأمل في أن تكون بمثابة إعادة إحياءٍ لما ظنّه البعض أنّه فتورٌ وجفاءٌ في العلاقات الأردنيّة التّركيّة، ففتحت صفحة جديدة من العلاقات الأخويّة الجيّدة بين بلديهما انطلاقًا من المصالح المشتركة التي تجمعهما إلى جانب الموروث الحضاري والثّقافي المشترك بينهما بعيدًا عن سياسة المحاور والاصطفافات.
فالعلاقة بين الشّعبين الأردنيّ والتّركي علاقةٌ تتجاوز حدود المصالح السياسيّة والدّبلوماسيّة والاقتصادية؛ فهي أخوّةٌ لا تحول دونها الحواجز، وهي دعمٌ معنويّ ولٌحمةٌ بدت متجسّدةً في غيرِ موقفٍ، وقد كان من أبرزها ما شَهدهُ الأردنّ ملِكًا وحكومةً وشعبًا من رفضٍ غاضبٍ، للمُحاولة الانقلابيّة الفاشلة التي حدثت في تركيّا في تموز من العام الماضي 2016م، كما عبّرت الحكومةُ الأردنيّة عن قلقها من الاضطرابات التي شهدتها تركيا وأسفرت عن وقوع عشرات الضّحايا ومئات المصابين، فاستقرار تركيا عاملٌ مهمٌ في استقرار وأمن المنطقة؛ ممّا يلفتُ النّظر إلى دور الأردنّ الحاضر في مكافحة الإرهاب أينما حلّ وارتحل.
ويُذكر أنّ الرئيس التّركي رجب طيب أردوغان كان قد تحدّث في مؤتمرٍ صحفيٍّ عُقد في مطار أتاتورك في إسطنبول قبيلَ زيارته لعمّان عن أهميّة دور الأردنّ في حماية الأماكن المقدّسة، ومحاربة الإرهاب أينما وُجد، هذا الدّور الذي تحتّمه علينا عقيدة الإسلام السّمحة من جهة، وواجب المسلمين في التكافل والتعاضد من جهةٍ أخرى، الأمر الذي أكّد عليه أردوغان قبيل مغادرته أيضًا بقوله: "لا نُريدُ أن تتكرّر مثل تلك الانتهاكات للحقوق مرّة أخرى إطلاقًا".
ولم يقف الرئيس التركي عند هذا الحدّ في التّعبير عن دور الأردنّ في مكافحة الإرهاب؛ فقد ثمّن ما قامت به الحكومة الأردنيّة من إغلاق للمدرسة التّابعة للدّاعية التّركي فتح الله غولن في عمّان، الذي اتُّهم بمسؤوليّته عن المحاولة الانقلابيّة الفاشلة في تمّوز من العام الماضي، الأمر الذي ساهم في تعميق العلاقات الأردنيّة التركيّة ومساهمة الأردنّ في الحفاظ على الأمن الإقليمي في المنطقة.
وبالنّظر إلى التّعاون المُشترك بين البلدين فقد أثبتت السّنوات السّابقة مدى النّشاطات الثّقافيّة والاقتصاديّة والأمنيّة والعسكريّة المشتركة بينهما، والتي كان من أهمّها: إيفاد الطّلبة في مختلف التّخصّصات من وإلى الجامعات الأردنيّة، وتحمّل البلدَين العديد من الأعباء الماليّة والأمنيّة نتيجة اللجوء السّوري في الآونة الأخيرة، إضافةً إلى تدريب المئات من الضّبّاط الأردنيين في تركيّا، كما مثّلت الأردن وتركيّا حلفًا دوليًّا مشتركًا إلى جانب السّعوديّة لمحاربة داعش في العراق وسوريا. وقد صدر عن موقع تركيّا بوست أنّ حجم التّبادل التّجاريّ بين البلَدين قد بلغ حوالي مليارَي دولارٍ في الآونة الأخيرة، ورغم أن هذا الرقم يبدو متواضعاً إلا أنه تضاعف عدّة مرّات، بعد إلغاء التأشيرات بين البلدين، بعد أن كان حوالي 150 مليونًا عام 2010، وانطلاقًا من وجود هذه التحدّيات المشتركة فقد كان هناك تطور بالعلاقات الاقتصادية إلى أن أصبحت تركيّا اليوم الشّريك الهامّ بعد الولايات المتّحدة وأوروبا، وهذا دليل على تطور العلاقات وقوتها.

وقد ذكرَ الرّئيس التّركي أردوغان خلال اجتماعهِ بجلالة الملك بقصر الحسينيّة في عمّان أنّ التعاون التّركي الأردني سيظلّ قائمًا وأنّ بلاده ستواصل الدّعم والعمل مع الأردنّ لمنع تكرر الاعتداءات والانتهاكات التي وقعت في الحرم الشريف بالقدس، خاصّةً مع ما يدركه من حساسيّة مكانة الحرم القدسيّ الشّريف بالنّسبة للشعب الأردني عامّةً، ولجلالة الملك عبدالله الثّاني خاصّة.
وقد أضاف أردوغان قائلًا: أنّ “العالم الإسلاميّ يعيشُ أيامًا عصيبةً، ويجب أن نستمرّ في تضامُننا بمزيدٍ من الدّقة في هذه الفترة الحسّاسة التي يتشكّل فيها مستقبلنا،....، كما أنّ الطريق الوحيد لِتحقيق ذلك هو زيادة المشاورات، وتعزيز آليات التعاون فيما بيننا، وأنا على ثقة بأن اجتماعات اليوم ستكون مفيدة جدا”.
هذا وقد عبّر الرّئيس التّركي عن سعادته الغامرة بحفاوة الاستقبال الأردني له ولوفده المرافق، وتقدّم بشكر الملك عبدالله الثّاني على هذه الدّعوة التي سمحت لهما باستذكار الذكرى السنويّة السّبعين لإقامة العلاقات التّركيّة الأردنيّة.
ومن هُنا فقد شكّلت هذه الزّيارة بؤرةً مهمّةً في تحقيق مجموعةٍ من الأهداف التي توحّدُ البلدين وتعملُ على تعزيز أواصر الأُلفةِ والتّعاون البنّاء على جميع الأصعدة، وبالتالي تحقيق الوِحدة المؤسّسيّة التي تكفلُ وقوفَ الدّول الإسلاميّة على قلب رجلٍ واحدٍ في وجه الإرهاب بكافّة أشكاله.






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :