facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اللواء العمد يكتب: ملفات ساخنة


اللواء المتقاعد مروان العمد
27-08-2017 03:31 AM

تعيش منطقتنا ودول الجوار تحت تأثير ملفات ساخنة يجري الاعداد لها على قدم وساق
وأول هذه الملفات والتي ستكون موضوعاً لحديثي اليوم هو الملف الكردي.
والأكراد ينتشرون بصفة اساسية ما بين تركيا وايران والعراق وسورية . ويوجد بعضهم في ارمينيا ولبنان وأذربيجان واماكن مختلفة من العالم. ويبلغ عددهم في العالم حوالي ٣٨ مليونا. وهم من أكبر القوميات التي لا توجد لها دولة تجمعها وتمثلها. وهم يقسمون الى أربع مجموعات ويتكلمون بلغات مختلفة. وعلى إثر الحرب العالمية الاولى كان من المفترض ان تتشكل دولة تضمهم، الا انه ونتيجة مؤتمر لوزان وتنفيذ اتفاقية سايكس بيكو فقد تم استثناؤهم من انشاء دولة تمثلهم وتم الحاقهم بالدول المقيمين على اراضيها. الا ان حلمهم بإنشاء دولة مستقلة لهم لا يزال يراود خيالهم .

وقد توزع الاكراد بصفة اساسية على الدول التالية:

تركيا : -حيث يقيم فيها حوالي اربعه عشر مليون كردي وما نسبته حوالي ثمانية وخمسين في المائة من الاكراد وهم يمثلون عشرون في المائة من سكان تركيا ويقيمون في الجنوب الشرقي من تركيا ويمثلون الأغلبية في احدى وعشرين محافظه من محافظات تركيا الواحدة والثمانين.
قام حزب العمال الكردستاني اليساري بقياده عبدالله اوجلان بحركة مسلحه تطالب بالانفصال عن تركيا أو اقامه حكم ذاتي في مناطقهم . وقد تصدت لهذه الحركة الحكومات التركية على اختلافها بشده وعنف ووقع الكثير من القتلى بين الطرفين. وقد تحصن عدد من اعضاء الحزب المذكور داخل الاراضي العراقية وخاصه بعد ان ضعفت السلطة المركزية في العراق وفي منطقه جبال قنديل شمال العراق، حيث كانوا يشنون هجماتهم على القوات التركية كما كانت هذه القوات تجتاز الحدود وتقوم بمهاجمه مواقعهم داخل الاراضي العراقية وتقصفهم بالطائرات. كما كان زعيمهم عبد الله اوجلان يقيم مع قسم من انصاره ما بين سورية ولبنان. الا انه في عام ١٩٩٠ وتحت ضغط من تركيا غادر سورية واستقر به المقام في السفارة اليونانية في نيروبي حيث تم اعتقاله هناك في عمليه غامضه اثارت اكراد العالم ونقل الى تركيا وتمت محاكمته بتهمه الخيانة العظمى وحكم عليه بالإعدام ثم تحول للسجن المؤبد بعد الغاء عقوبة الاعدام في تركيا، حيث يقبع حتى الآن في سجن امرالي . ومن يومها لهذا اليوم وحاله القتال والهدنه المؤقتة تسود العلاقة بين الطرفين. وكثيراً ما كانا يصلان الى اتفاق على الهدنة الدائمة ثم ينهار الاتفاق ويتجدد القتال بينهما. كما يوجد في تركيا حزب سياسي كردي يمثل غالبيه اكراد تركيا وهو حزب الشعوب الديمقراطي الكردي والذي استطاع ان يوصل اعضاء عنه لمجلس النواب وخاصه خلال آخر دورتين. وهذا الحزب متهم من قبل السلطات التركية الحالية ومن أردوغان بالذات انه يمثل الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني ويتم اتهامه بالضلوع بالعمليات الإرهابية التي يقوم بها هذا الحزب .
ايران : -ويقيم فيها اربعه ملايين ونصف المليون كردي ويمثلون نسبة ستة عشر بالمائة من الاكراد حول العالم . ويعيشون في الغرب الشمالي من إيران وبالقرب الحدود العراقية الإيرانية التركية. ولطالما دارت بينهم وبين النظام الحالي في إيران اشتباكات ومعارك. الا انه كان يتم اخماد حركاتهم الاحتجاجية الانفصالية من قبل السلطات الإيرانية بقوه ويتم اعدام عدد من زعمائهم وقياداتهم. وأشهر احزابهم في إيران هو حزب بيجاك والذي له ارتباطات بحزب العمال الكردستاني.
العراق : - لا يوجد احصاء يحدد عدد الأكراد في العراق ولكن تقدر نسبتهم من ١٢ الى ١٨ بالمائة من السكان ثلثاهم من السنه والباقي شيعه . ويقيمون بشكل اساسي في محافظات دهوك وارابيل والسليمانية اي في الاقسام الشمالية من العراق.
قام الملا مصطفى البرزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني بعمليه تمرد على السلطة المركزية في بغداد وقد حصلت حركتهم الانفصالية على دعم الولايات المتحدة الأمريكية والدولة الصهيونية وايران على ايام الشاه محمد رضا بهلوي . وقد امتدت عمليه التمرد هذه الى عام ١٩٧٥ حيث وقعت اتفاقيه تحديد الحدود ما بين إيران والعراق وقدم العراق فيها تنازلات لإيران في منطقه شط العرب المتنازع عليها بينهما، (وكان لتراجع العراق عن هذه الاتفاقية سبب من اسباب حرب الثماني سنوات الإيرانية العراقية عام ١٩٨٠)، وقد عرفت هذه الاتفاقية باسم اتفاقيه الجزائر حيث عقدت برعاية الحكومة الجزائرية، مما ادى الى وقف الدعم الايراني لأكراد العراق وانهيار حركتهم وخروج مصطفى البرزاني الى امريكا الى ان توفي عام ١٩٧٩. وكان قبل ذلك وفي عام ١٩٧٠ قد وقعت اتفاقيه للحكم الذاتي بين الاكراد والسلطة العراقية ولكن النزاع حول ضم مناطق أخرى لمنطقه الحكم الذاتي وخاصه منطقه كركوك جعلت السلطة في العراق تلغي الاتفاقية وتعلن منطقه حكم ذاتي للأكراد في مناطق هي التي حددتها دون موافقه الاكراد ولا يزال الخلاف على حدود هذه المنطقة قائماً حتى الآن بين الطرفين .
وبعد وفاه مصطفى البرزاني تولى قيادة حزبه ابنه مسعود البرزاني وحتى الآن. ثم انشق عنه جلال الطالباني عام ١٩٧٥ حيث شكل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. وقد عرف عن حزب البرزاني ارتباطاته بتركيا وخاض عده معارك مع حزب العمال الكردستاني لصالح تركيا. فيما عرف عن حزب الطالباني بارتباطه بإيران وبسورية وامريكا الى حد ما. وقد عادت مطالب الاستقلال او الحكم الذاتي تطرح من جديد في منطقه كردستان العراقية وعاصمتها اربيل بين الحين والآخر .
كما ظهرت في المنطقة احزاب أخرى متعددة مثل حزب الاتحاد الاسلامي وهو حزب على غرار جماعه الاخوان المسلمين. وكذلك حزب الحركة الإسلامية وهو غير بعيد عن جماعه الاخوان. كما ظهرت جماعه أنصار الاسلام وهي تنظيم مسلح عرف بتشدده ويلقب بحركة طالبان الكردية وله علاقات مع تنظيم القاعدة. كما يوجد ايضاً حزب الحياة الحرة الكردستاني / بيجاك. وهذا الحزب مرتبط بحزب العمال الكردستاني التركي.
سورية : - ولا يوجد احصاء محدد لعدد الاكراد في سورية ويوجد عدد منهم لا يقل عن المليون لا يحملون الجنسية السورية حيث تقول عنهم السلطات السورية انهم من اكراد تركيا الذين نزحوا اليها نتيجة المعارك هناك ويقدر عدد الاكراد في سورية ما بين مليونين وثلاثة ملايين اي حوالي عشرة في المائة من سكان سورية وحوالي سته في المائة من اكراد العالم . وكثيراً ما حصلت في مناطقهم حركات احتجاج ومظاهرات تطالب بحقوقهم وكان يتم قمعها بشده من قبل السلطات السورية. واشهر احزاب الاكراد في سورية هو الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الديمقراطي اليساري الكردي وقد انطلق من الحزب الاول وحدات حمايه الشعب الكردي وذلك خلال الصراع المسلح في سورية والتي قامت بالدفاع عن مدينه عين العرب ( كوباني ) في مواجهه تنظيم داعش وحصلت على الدعم الامريكي مما مكنها من طردهم من تلك المدينة ومن هذه الوحدات تتشكل الغالبية العظمى من قوات سورية الديمقراطية المدعومة امريكياً والتي تحارب تنظيم داعش في الرقة والمتهمة من قبل تركيا هي والحزب الديمقراطي الكردستاني في سورية بالإرهاب وانهما مرتبطان بحزب العمال الكردستاني . ويقيم اكراد سورية في شمال وشرق سورية في القامشلي والحسكة وعغرين وعين العرب امتدادا الى ريف حلب والرقة.

هذا ومع بداية الصراع في العراق فقد لعب الاكراد فيه دوراً بارزاً . فهم الى جانب اقامتهم منطقة حكم ذاتي في مناطقهم وانتخابهم مسعود برزاني لرآسته وبنفس الوقت انتخاب جلال الطالباني رئيساً للجمهورية العراقية ، فقد حافظت قوات البشمركه الكردية على الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي في كردستان العراق ولكنهم حتى هذه اللحظة لم يطرحوا فكرة الاستقلال التام عن الدولة العراقية وإنشاء دولة كردية مستقلة .
ولكن مع ظهور تنظيم داعش واستيلائه على الموصل والكثير من المناطق الكردية ، فقد اصبح الاكراد يطالبون بدور لهم في محاربه داعش وقد دعمتهم بذلك الولايات المتحدة الأمريكية وزودتهم بالمال والسلاح . كما دعمت تركيا الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البرزاني واقامت قاعده عسكريه لها داخل اقليم كردستان العراق في منطقه بعشيقه لدعمهم وتدريبهم على السلاح ولمحاوله ايجاد دور لتركيا في تحرير الموصل من داعش وذلك لوجود اقليه من التركمان في تلك المناطق وخاصه في تلعفر وبحجه حمايتهم، وذلك رغم معارضه الحكومة العراقية.
ولكن مع زحف القوات العراقية ومعها تنظيمات الحشد الشعبي الشيعي تساندهما تنظيمات إيرانية الى مدينه الموصل بهدف تحريرها من داعش مع منع القوات الكردية والتركية من المشاركة في هذه المعركة . ومع استمرار تقدم القوات العراقية والحشد الشعبي باتجاه مناطق نفوذ الاكراد فقد طرح مسعود البرزاني خطه لإجراء استفتاء لاستقلال الاقليم الكردي عن الحكومة المركزية في العراق على ان يجري الاستفتاء بتاريخ الخامس والعشرين من الشهر القادم مع الادعاء ان هذا الاستفتاء غير ملزم في الوقت الحالي ( علماً ان البرزاني انتهت مده ولايته منذ فتره طويله وهو يمارسها حاليا بطريقه غي شرعيه )
وقد اعلن البرزاني ان هذا الاستفتاء سوف يشمل ايضاً محافظة كركوك ومركزها مدينه كركوك المتنازع عليها والتي يقيم فيها خليط سني كردي تركماني . وقد اثار هذا التصرف من طرف واحد غضب الحكومة العراقية والتي طالبت بإلغاء الاستفتاء ورد البرزاني على ذلك بالرفض .
وقد اثار هذا الاستفتاء غضب تركيا الشديد والتي طالبت بإلغائه وتكرر الرفض الكردي والاصرار على اجراء الاستفتاء .
والى جوار ذلك ولقيام الولايات المتحدة الأمريكية بدعم قوات سورية الديمقراطية المكونة في اغلبها من الاكراد لمحاربة تنظيم داعش ومنع القوات التركية من القيام بذلك بالرغم من اختراقها للحدود السورية واحتلاها لحوالي الفي كيلومتر مربع من الاراضي السورية وقيامها بشن غارات جويه على مواقع قوات سورية الديمقراطية ، ولدعم الولايات المتحدة الأمريكية لقوات سورية الديمقراطية لتحرير منطقه الرقة من تنظيم داعش وبعد ان كادت هذه القوات ان تحقق ذلك فقد زادت مخاوف تركيا من انشاء كيان كردي سواء في شمال العراق او شمال سورية لما سيكون له تأثير خطير على امنها وعلى سعي الاكراد فيها للانفصال عنها والذي تعتبره تركيا خطاً احمر .
ولكون هذا الخط الاحمر يمتد ليشمل ايران لنفس المخاوف بالإضافة الى النظامين في سورية والعراق فقد تولد تصميم مشترك بينهم لعدم السماح بقيام كيان كردي مستقل في المنطقة ولعدم السماح بأجراء الاستفتاء في كردستان العراق حتى لو ادى ذاك للخيار العسكري .
ولهذا اخذت طبول الحرب في المنطقة تدق وفي ظل هذه الاجواء قام رئيس هيئه الاركان الايراني الجنرال محمد حسين باقري ووفد عسكري ايراني رفيع بزياره لتركيا هي الاولى منذ عام ١٩٧٩ حيث عقد اجتماعات ومباحثات مع نظيره التركي وكبار القادة العسكريين الاتراك ، كما اجتمع مع أردوغان لمدة خمسين دقيقة ، ليخرج بعدها رئيس الاركان الايراني للتصريح بأن زيارته لتركيا الهدف منها تسريع وتيرة التعاون بين البلدين ، وللتنسيق لإحباط الاستفتاء الكردي . كما قال ان لأيران وتركيا موقفاً مشتركاً معارضاً للاستفتاء على استقلال اقليم كردستان العراق المزمع اجرائه الشهر القادم ، وانه لو جرى هذا الاستفتاء فإنه سوف يشكل اساساً لبداية سلسله من التوترات والمواجهات داخل العراق وانها سوف تطال دول الجوار .
ومن جانب آخر وفي مطار اسطمبول وقبل سفره الى الاردن صرح أردوغان انه لا يستبعد قيام عمليات عسكريه مشتركه مع طهران ضد جماعات ارهابيه بينها جماعات كرديه مثل حزب العمال الكردستاني وقوات سورية الديمقراطية بالإضافة الى حزب الحياه الكردستاني ( بيجاك )في كل من العراق وايران .
فهل تشهد المرحلة القادمة تعاون ما بين تركيا السنيه التي تحلم بأعاده الإمبراطورية العثمانية وقياده العالم السني مع ايران الشيعية والتي تحلم بأعاده سلطه الدولة الصفوية وقياده العالم الشيعي في مواجهه الاكراد الذين غالبيتهم من السنه مع اقليه شيعيه ؟
هل سيكون هذا هو التعاون الثالث بينهما بعد التعاون في سورية من خلال رعاية اتفاقيات وقف التصعيد ، وفي الازمه الخليجية عن طريق دعم دوله قطر ؟ . وهل سيمتد هذا التعاون بينهما في مواجهه السعودية التي تنافس تركيا على زعامة العالم السني وتعادي دولة إيران زعيمة العالم الشيعي؟
هل سوف تصل التغييرات في التحالفات بالمنطقة الى هذا الدرجة من اجل تحقيق اهداف خاصة؟ وهل ستندلع حرب جديدة في المنطقة تكون عبارة عن طوق نجاة لتنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية واطاله عمرها؟ الايام القادمة تحمل الجواب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :