ما كتبته أيها الأخ الأستاذ عصام قضماني في مقالك المعنون " عين مشعل يتيمة لا ترى في المشهد إلا صورة صاحبها " , لا يمكن تصنيفه في باب حرية الرأي , كما انه ليس تحليلا سياسيا, خاصة إذا كان الكاتب متمرس كشخصك الكريم, وبالتالي فهو تعبير عن موقف سلبي وإنفعالي من المقاومة ومن الصمود, وهذا الموقف له من يدعمه ومن يمثله, ولكنهم قلائل بين الشعب الفلسطيني الذي خبر الثورات منذ بدأت مؤامرة الحركة الصهيونية المدعومة من عتاة دول الإجرام من المنتصرين في الحرب العالمية الأولى التي بها ومنها " كما تعلم " بدأت مؤامرة البحث عن وطن لليهود في فلسطين التي قيل يومها أنها "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض " وبدأت سياسة " خلع الفلسطيني من أرضه وزرع اليهودي في فلسطين " تنفذ بقوة السلاح وبالمجازر التي ارتكبتها عصابات العدو الصهيوني مدعومة بقوى الانتداب البريطاني على فلسطين, وقد سمعنا من آبائنا وهم من الثوار, فعرفنا منهم كيف كانت تضحياتهم وتضحيات الشعب الفلسطيني, الذي قدم مئات الآلاف من الشهداء الذين سقطوا على مذبح الصمود والتمسك بالحقوق التاريخية.
ومن هنا فإن ما يحصل في غزة من جرائم إبادة جماعية ومتقصدة للمدنيين تدخل في باب التخلص من هذا الشعب المشاغب بالنسبة للغرب, كونه يقف حائلا دون تنفيذ مخططات تصفية القضية الفلسطينية.
وأعتقد أن هذا الكلام تعرفه جيدا, ولكن يبدو أن منظر الدماء التي تراق أفقدك البوصلة, خاصة وانك تمرست في عالم المال والبورصة حيث يتم حساب كل حركة تداول وكل دقيقة في قاعات التداول وفقا لمبدأ الربح والخسارة, ويريد صاحب المال الربح الفوري, فيما المسألة في غزة وبالنسبة لأهلها وشعبها ومجاهديها ومقاوميها ومناضليها وقادتها فإنهم يعرفون جيدا ن المكسب الحقيقي هو في الصمود بمواجهة العدوان مهما كان الثمن, ومهما غلا وارتفع الثمن فإنه بالطبع يبقى رخيصا جدا طالما ان النتيجة هي إفشال مخطط تصفية القضية الفلسطينية.
أجزم أخي عصام بأنك تعرف ذلك وربما تعرفه أكثر مني , ولكن يبدو أن عواطفك أسالت دموعك لتصبح مدادا لقلمك الذي كتب ما كتب, ولكن لحظة صدق تقفها مع نفسك "أنا على يقين" من أنك ستتبرأ مما كتبت, لأنني مقتنع بأنك كتبت بكائيتك على شهداء غزة بدموعك, وهذا حقك عاطفيا, ولكن ليس من حقك كمثقف وسياسي, معروف.
وبالنسبة لتواجد الأخ خالد مشعل في دمشق وتحدث عبر شاشات الفضائيات فإنه كما تعلم هو قائد سياسي, والمكان الطبيعي للسياسي هو الإعلام, وبضاعته الأساس هي الكلام, ولكن ليس الكلام الفارغ بالطبع, وإلا فإن المجال يترك لإعلام العدو ليقول ما يقول ويروج ما يروج من بضاعته الفاسدة الهادفة إلى إحباط جماهير الشعب الفلسطيني التواق لخبر مفرح يكون عنوانه النصر, ولكن ليس على طريقة سيء الذكر أحمد سعيد.
وفي النهاية لك تحياتي