facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دروس من صمود المقاومة وانتصاراتها


بلال حسن التل
12-01-2009 10:56 PM

ترسيخ ثقافة الوحدة والمقاومة ضرورة من ضرورات وجود الأمة
الحرب الشاملة ضدّ أمتنا تستهدف سلب إرادتها السياسية واجتثاث وجودها الحضاري
عدوّنا لا يحترم عهداً ولا ميثاقاً ونحن أول ضحايا الإرهاب
مطلوب التأسيس لخطاب إبداعي جديد لأمتنا يؤكد على الوحدة والمقاومة
...

من أهم النتائج التي أسفر عنها صمود المقاومة أمام العدوان الصهيوني على غزة أنه أحيا فكرة الأمة الواحدة من جاكرتا إلى طنجة وهي الأمة التي يجمعها رباط التوحيد المستند إلى عقيدة الإسلام وقاعدته لاإله إلا الله محمد رسول الله وشعاره الله أكبر وهو الشعار الذي ردده عشرات الملايين من المسلمين في مختلف بقاع الأرض وهو عينه الذي جعل الأتراك يبكون نصرة لإخوانهم في غزة وطلباً لفتح باب الجهاد أمامهم ليتمكنوا من تحقيق هذه النصرة وهو عين ما فعله الإيرانيون والأندونيسيون وغيرهم من أبناء أمة الإسلام مما يعني أن على مفكرينا الانتباه أكثر إلى ثقافة الوحدة والمقاومة وأثرها في حياة الأمة فقد صارت حاجة الأمة إلى ثقافة الوحدة والمقاومة ضرورة من ضرورات الوجود والاستمرار لمواجهة الحرب الشاملة التي تõشن على أمتنا وأبنائها من قبل الاستكبار الأمريكي وحلفائه وأدواته لبناء الشرق الأوسط الجديد وفق المقاييس الأمريكية الصهيونية.
هذه الحرب التي تبدأ بسلب الإرادة السياسية للأمة وصولاً لاجتثاث وجودها الحضاري بكل مكوناته الثقافية والسياسية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والقيمية ومحاولة فرض النموذج الغربي على كل مكونات حياتها. وفي هذا السياق تدخل معركة الحجاب ويدخل إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على التدخل في المناهج التعليمية في العالم الإسلامي وفي طليعتها مناهج المدارس والمعاهد والجامعات الدينية لتفريغ كل المناهج من مضامين التمايز وعناصر المقاومة لتتماشى مع الأهداف التي يريدها أعداء الأمة. وفي هذا السياق أيضاً تدخل الهجمة الثقافية والإعلامية الشرسة على العالم الإسلامي عبر تشويه صورة الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام وتعميم ما صار يعرف بالاسلاموفوبيا ويدخل في ذلك تشويه القيم السامية للأمة وفي طليعتها المقاومة والسعي لتوصيفها في خانة الإرهاب وفق المقاييس الأمريكية والعمل على تشويه رموزها واغتيالهم معنوياً إذا لم يتيسر اغتيالهم جسدياً حيث تسخر لذلك مؤسسات إعلامية ضخمة وعند وسائل الإعلام لا بد لنا من وقفة لنحذر فيها من تدفق المال الأمريكي خصوصاً والغربي على وجه العموم لإقامة عشرات الفضائيات ومئات مراكز الدراسات وآلاف المطبوعات والندوات والمؤتمرات وكلها مسخرة لتغييب ثقافة أمتنا وحضاراتها بغية فرض نموذج ثقافي وحضاري جديد عليها يفقدها تفردها وشخصيتها المتميزة واستغلال أراضيها في أبشع وأكبر عملية إرهابية لاستئصال حضارة متكاملة لأن أبناءها يرفضون التحول إلى مجرد أدوات وعبيد للاستكبار الأمريكي المتفرد بقيادة العالم في هذه المرحلة من تاريخ البشرية ومن غريب الأمر أن جزءاً كبيراً من العمليات الإرهابية التي تستهدف الأمة تموّل بأموال وامكانيات هذه الأمة عبر وكلاء الاستكبار الأمريكي في بلادنا الذي يمارس أيضاً الارهاب الاقتصادي ضد أمتنا بصور شتى من بينها الاستيلاء على موادها الخام غصباً أو بأسعار زهيدة ثم إعادتها سلعاً يتقاضى مقابلها أسعارا باهظة وعبر تجميد أرصدة الدول والجمعيات والجماعات والأفراد بحجة تجفيف منابع الإرهاب وظل أن ننتظر فتوى بتحريم الزكاة حتى لا تõستخدم بتمويل الإرهاب وفق المنظور الأمريكي الذي صار يتدخل في شؤون فتاوانا الدينية في إطار ما يسميه بالحرب على الإرهاب مع أن الوقائع والحقائق تؤكد أننا أول ضحايا الإرهاب خاصةً وأن الإرهاب الموجّه لأمتنا عبر المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد يأخذ شكل الحرب الشاملة عسكرياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً وعلمياً ونفسياً وإعلامياً وثقافياً وهذه الحرب التي يقودها المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد هي نتاج ثقافة متأصلة عند أعداء هذه الأمة ثقافة زرعت فيهم دموية تبررها تعاليم التلمود الذي يقود المحافظين الجدد في واشنطن وحلفائهم في تل أبيب وهذه الدموية تتجلى في سلسلة المذابح المستمرة التي يتعرض لها أبناء الأمة والتي شهدنا نماذج منها أثناء عدوان تموز 2006 على لبنان ثم تكرر الأمر في الهجمة الهمجية على أهلنا في قطاع غزة والتي تعكس همجيتها الصفة الثانية من صفات هذا العدو وهي صفة الحقد الأعمى الذي تجعله لا يستثني حتى الطفل والمرأة ولا المقدسات في عدوانه المستمر على أمتنا.
وفوق حقده ودمويته فإن هذا العدو يتصف بالخيانة والغدر لذلك لا يحترم عهداً ولا ميثاقاً ولا اتفاقاً ولا يترك فرصة سانحة يواصل فيها حربه الشاملة ضد أمتنا إلا واستغلها وهي حرب تحتاج من أبناء الامة إلى مواجهة شاملة أول خطواتها أن تخرج الأمة من حالة الاقتصار على وصف الواقع وتحديد الداء والشكوى من مرارته ولعن العدو إلى مرحلة العمل الجدي والمباشرة بعلاج هذا الواقع لتغييره في إطار استراتيجية شاملة أول مداميكها التأكيد على ثقافة الوحدة باعتبارها تكليفاً شرعياً وضرورة دنيوية علماً بأن فرقة الأمة هي من أهم أسلحة العدو وأدواته لتحقيق أهدافه في إبقاء أمتنا ضعيفة ممزقة جاهلة.
أما ثاني مداميك الاستراتيجية الشاملة فهو ترسيخ ثقافة المقاومة ونشرها بدلاً من ثقافة الخنوع التي يحاولون تربية أبناء الأمة عليها تحت مسمى ثقافة السلام.
ولترسيخ ثقافة الوحدة و المقاومة فإنه لا بد من التأسيس لخطاب إبداعي جديد لأمتنا ليتولى هذا الخطاب ترسيخ مفاهيم النصر والأمل والتفوق والوحدة وليشحن الأمة بالقدرة على إحداث التغيير من خلال بناء روح جديدة تسري في الأمة تنشر بين ابنائها روح المقاومة والصمود والثقة بالنفس والقدرة على صناعة المستقبل الذي تريده من خلال امتلاكها لقرارها ولقدرتها على الفعل والإصرار على الانتصار وتحقيق الأهداف وهذا يستدعي أن تستبدل مفردات تقسيم الأمة وتخذيلها في الخطاب السائد الآن بمفردات الوحدة والثقة عبر الخطاب الإبداعي الجديد الذي ندعو إلى تأسيسه ليركز على الجوانب الإيجابية في حياة الأمة للبناء عليها مع التأكيد على ضرورة التصدي لمواطن الخلل لمعالجتها. نريد خطاباً يستبدل مفردات التثبيط والتشكيك بمفردات التحريض والصمود والمقاومة وذلك في إطار السعي لإعادة بناء أبناء الأمة عقدياً وتثقيفهم تثقيفاً شاملاً بقضيتهم وتربيتهم على الانضباط والانتاج والتحلي بالمناقبية الأخلاقية التي تتجسد بالالتزام المسلكي النابع من قيم ثقافة المقاومة التي هي في الأصل ثقافة عملية علمية تطبيقية تسعى للتقدم الحضاري الإسلامي لكل مكونات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية وفي هذا المجال يمكن دراسة وتعميم تجربة المقاومة الإسلامية سواءً في لبنان أو في فلسطين وتطويرها وتعميمها لإخراج الأمة من أسر النموذج الغربي الاستكباري الذي يحاولون تذويبها فيه عبر ما يسمى بثقافة السلام التي ننادي بالتصدي لها عبر ترسيخ ونشر ثقافة المقاومة والتي تحتاج أول ما تحتاج إلى امتلاك أدواتها وفي الطليعة منها بناء منظومة ثقافية وإعلامية إسلامية تؤمن بثقافة المقاومة لتتصدى هذه المنظومة لكل الألسن والأقلام التي تسعى لجعل الخيانة وجهة نظر والعمالة واقعية والاستسلام جنوحا للسلم، وهذا يستدعي أيضاً تطهير مؤسسات الأمة وخاصة الثقافية والإعلامية من عناصر الطابور الخامس الذي يقوم بدور المنافقين تثبيطاً لعزيمة الأمة وشقاً لصفها ودفعها للاستسلام لعدوها.
ولا يفوتنا ونحن ندعو إلى بناء منظومة ثقافة المقاومة أن ننبه إلى ضرورة أن نعيد للمساجد دورها في التربية والتعبئة والتحريض لإبقاء جماهير الأمة في حالة جهوزية واستعداد ويقظة وحذر لكل أبعاد الحرب الشاملة التي تتعرض لها الأمة تحت مسميات مختلفة لكنها جميعها تلتقي في جوهر واحد هو إخضاع الأمة للكيان الصهيوني عبر تمزيقها إلى كيانات وكونتونات يكون الكيان الصهيوني أكبرها، وهذا هو الهدف المركزي للمشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد الذي تلقى ضربة قوية على يد المقاومة الإسلامية في لبنان أثناء حرب تموز 2006 وهو الأمر الذي يتكرر الآن بفضل الصمود الأسطوري للمقاومة في غزة مما أفقد العدو صوابه واضطره إلى استنفار رصيده الاحتياطي الممثل ببعض القوى السياسية والإعلامية العربية فكلفها مشاركته في الهجمة على قوى الممانعة والمقاومة في الأمة سواءً في لبنان أو فلسطين ولذلك لا نستغرب هذه الدعوات المحمومة لنزع سلاح المقاومة واعتبار حركات المقاومة مليشيات مسلحة والسعي لتشويه قياداتها بعد أن قدمت هذه القيادات نموذجاً رائعاً في التلاحم مع مقاتليها وجماهيرها جعلت هذه الجماهير تشكل حاضنة لهذه المقاومة سواء في لبنان أو غزة وهو الأمر الذي يستوجب السعي لتعميم هذه النماذج القيادية مترافقاً مع السعي لتوسيع حاضنة المقاومة بتوسيع التواصل مع جماهير الأمة بكل السبل والوسائل لأن هذه الجماهير هي الرصيد الحقيقي للمقاومة ولأن الحرب الشعبية هي أملنا الوحيد في دحر العدوان سواء اتخذ هذا العدوان اسم اسرائيل أو اسم الشرق الأوسط الجديد وفق المقاييس الأمريكية.
إن التواصل مع جماهير الأمة يعني في جوهره استكمال بناء مجتمع النصر الذي تؤسس له المقاومة الإسلامية في كل من لبنان وفلسطين والتي أثبتت أن العدو قابل للهزيمة كما أثبت زيف الادعاء بأن قرارات الولايات المتحدة الأمريكية ومشاريعها قدر لا يرد فقد انهزمت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها وعلى رأسهم الكيان الصهيوني وعملاؤها في وطننا الذين قدموا ويقدمون للعدو الدعم اللوجستي والسياسي، بل إن بعضهم يحاول استكمال العدوان بعد أن تهدأ المدافع على الجبهات من خلال إصرار هؤلاء على انكار انتصار المقاومة رغم اعتراف العدو نفسه بهذا الانتصار وبمحاولة هؤلاء أيضاً جر المقاومة إلى معارك جانبية سياسية ومذهبية وطائفية. ولعب الولايات المتحدة الأمريكية بورقة هؤلاء يعني في صورة من صوره أنها استنفذت رصيدها الاستراتيجي ولجأت إلى رصيدها الاحتياطي الممثّل بالعملاء سياسيين وكتّابا ودولاً وأحزابا وخطر هؤلاء يكون في بعض الأحيان أكبر من خطر العدو نفسه لأنهم يطعنون في الظهر ويخذلون عند المنعطفات الصعبة كما فعل المنافقون يوم أحد، ولأنهم يعيشون بين ظهرانينا ويتحدثون بلغتنا ويظهرون بمظهر الحريص على الوطن باعتبارهم شركاء فيه، ولهذا كله فإنه علينا أن نكشف زيف هؤلاء ونقيم الحجة عليهم لنطهر الصفوف منهم ونحن نسعى إلى تحقيق وحدة الوطن والأمة كأهم الاسلحة لمواجهة مع المشروع الأمريكي الذي يريد أن يبني منطقتنا على أسس طائفية ومذهبية وعرفية تأخذ شكل الكنتونات التي تكون فيها اسرائيل صاحبة اليد الطولى ولذلك فإن علينا أن نسعى لترسيخ ثقافة الوحدة كمكون أساسي من مكونات ثقافة المقاومة. ونعتقد أن الفرصة مهيئة لذلك .
الكاتب رئيس صحيفة اللواء الاسبوعية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :