facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ازمة المياه في الاردن:بعض الافكار والحلول .. رضوان عبدالله الوشاح


12-01-2009 11:50 PM

تابعت ، بصفتي متخصص، باهتمام كبير خبر اللقاء بين السيد رئيس الوزراء والسادة النواب بشان ازمة اختلال التوازن بين الموارد المائية والسكان و القضايا المائية الاخرى في الاردن.

القضية يا اخوتي متشعبة ولا بد من وضع استراتيجية مائية فاعلة وواقعية تاخذ بعين الاعتبار جميع البدائل والاحتمالات ضمن منظور الادارة المتكاملة للموارد المائية في الاردن. خاصة ان المشاريع الكبيرة مثل جر مياه الديسى وناقل البحرين وبعض المشاريع الاخرى هي مشاريع كبرى وقد تتعرض للتاخير لاسباب تمويلية او سياسية معينة. فقد شاركت بدراسات مشروع الديسي و مشروع ناقل البحرين الاولية عامي 1995 و 1996 ضمن طواقم استشارية عالمية وما زالت الامور تراوح ليس بعيدا عن مكانها حينئذ. ولذلك لابد من وضع خطط تنفيذية قصيرة الامد وطويلة الامد تحت سيناريو هات تأخذ بعين الاعتبار في احداها عدم تنفيذ بعض هذه المشاريع.


ومع تقديرنا بان الاردن حقق نجاحا ملحوظا وتميزا فى قدرته على تجاوز ازمة المياه في السنوات الاخيرة التي غلب عليها الجفاف وشح الامطار الا ان ادارة هذة الازمة بنفس الاسلوب لا يمكن ان يستمر دون الحاق ضرر بالغ و مزمن في استدامة الانظمة المائية الهشة الموجودة لدينا.


وهناك عدة عناصر يمكن اعتبارها بهذا الشان، منها:

تنمية المصادر المائية بصورة مستدامة عن طريق تحديد معدلات الضخ الامن من الطبقات المائية المختلفة والمحافظة على نوعية المياة المتوفرة ومعالجة المياة العادمة بصورة اوسع وتدوير المياة وتطوير اليات حصاد المياه وتغذية المياه الجوفية وخلط المياة ذات الجودة العالية باخرى اقل جودة . ان مثل هذه الاجراءات تضمن حفظ حقوق الاجيال القادمة في الموارد المائية.


ادارة الطلب على المياة بصورة متوازنة وبمشاركة جميع اصحاب العلاقة خاصة في الري والاغراض الزراعية والتى تستهلك اكثر من 70 بالمائة من اجمالي الطلب الكلي. وكما تعلمون فان توفير 10 بالمائة من المياه في هذا القطاع قد يوفر احتياجات الشرب للمملكه. اما فيما يخص الاستعمال المنزلي، فالترشيد والتوعية الجماهيرية وتقنيات توفير المياه لها دور ايجابي خاصة في المرافق العامة.


التفكير مليا في فاعلية واستدامة مشاريع نقل المياه و توزيعها وجدواها وتصميم شبكات التوزيع بنظام الانسياب الحر , وتقليل الفاقد وصيانة الشبكات باسلوب التحكم الالي المرتبط بنظام خرائط جغرافي متطور.


تعظيم القبمة المضافة اقتصاديا لكل نقطة ماء خاصة في الانتاج الزراعي والتفكير جديا بتطوير سلالات زراعية مقاومة للجفاف والملوحة وتبديل المحاصيل ذات الاستهلاك المائي العالي باخرى اقل استهلاكا للمياه. ولا ضير في استيراد المنتوجات الجشعة مائيا كاسلوب بديل لاستيراد الماء وهذا هو مفهوم المياه الافتراضية. إن هذا المبدأ يعني احتساب كمية المياه المطلوبة او الداخلة لإنتاج الغذاء من الخضراوات والحبوب واللحوم والالبان واعتبارها موارد مائية . وبالتالي فان المياه الافتراضية يتم استيرادها من خلال السلع المختلفة. فعلى سبيل المثال فإن كمية الماء اللازمة لانتاج طن من القمح المروي تزيد عن الف ومائة متر مكعب وانتاج كيلو واحد من البندورة يحتاج الى حوالي 130 لتر ماء والبرتقال يحتاج حوالي 380 لتر/كغم وكوب عصير البرتقال يحتاج لحوالي 170 لترا وكيلو اللحم البقري يحتاج الى حوالي 13500 لترا. ويجب الاخذ بعين الاعتبار الابعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والصحية في التخطيط لقطاع المياة وعدم التجني على القطاع الزراعي نظرا لما له من اثار ايجابية على البيئة وفي تشغيل الناس وارتباطهم بالارض.


ضرورة اعطاء الاولوية لتامين المياة الصالحة للشرب و للاستعمالات الاساسية وتوفير الصرف الصحي الامن كحق لكل مواطن ضمن نظام تكافل اجتماعي مدروس.


الاستثمار في بناء القدرات المؤسسية والبشرية لقطاع المياة لان قطاع المياة بحاجة ماسة الى طواقم مدربة وواعية لحجم التحدي. كذلك توفير البيانات و نتائج الدراسات والابحاث باسلوب تطبيقي ليكون القرار مبنيا على معلومة موثوقة وتحليل سليم


هذا غيض من فيض وكلي ثقة ان هناك العديد من الخبراء الاكفاء في الاردن القادرين على صياغة وتنفيذ مثل هذه الاستراتيجيات المتكاملة. والله الموفق.

* الكاتب خبير المياه الاقليمي- منظمة اليونسكو-القاهرة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :