facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فضيحة عصرنا حتى الأبد !!


خيري منصور
18-09-2017 12:30 AM

حين تبلغ مجزرة كصبرا وشاتيلا الخامسة والثلاثين من عمرها، فهي ما تزال في عنفوانها؛ لأنها كما سماها محمود درويش فضيحة عصرنا حتى الابد .
المجازر لا تشيخ ولا يطويها النسيان؛ لأن لكل ضحية من ضحاياها سلالة لا تتوقف، فهي وشم في الذاكرة وجرح لا يندمل في الوجدان القومي، في تلك الظهيرة الحمراء جاء كاتب فرنسي الى بيروت اسمه جان جينيه وشهد عن كثب المجزرة كلها وعاد ليكتب انه كان يدافع عن القتلى ضد اعادة قتلهم ويطرد الذباب عن الدم !
اعرف ان التقاويم القومية للعرب كلها محجوزة لمناسبات تراجيدية منها مجازر وهزائم وانتحارات شبه جماعية، لكن صبرا وشاتيلا شيء آخر، لأن تلك المجزرة شهدت ذروة التواطؤ بين الغريب والغريم وبين الشقيق اللدود وعدوه الحميم، ورغم كل ما علق بتلك المجزرة من التباسات وما اعقبها من لجان تحقيق الا ان القبر الجماعي لم يقترب بعد من موعد قيامته ليشهد ويفضح ويثأر !
هناك مجازر عمرها الف عام لم يطوها النسيان والشعوب التي ابتليت بها حولتها الى ايقونات وسرديات قومية تتوارثها الاجيال، لكن المطلوب من العربي هو ان تنسخ كل مجزرة ما قبلها، لهذا تسعى استراتيجيات عديدة محلية واقليمية ودولية الى افقاد الذاكرة واصابتها بزهايمر سياسي وبائي، لكن العواصف تهب على غير ما يشتهي هؤلاء النائمون في قوارب من ورق، ومن لم يجد شيئا يطفو عليه وينجو من الغرق غير ما نزفه من دمه وتلقح ضدّ اللدغ من الجحور ذاتها، وحوّل اسباب الموت الى اسباب حياة واستولد من كل تابوت الف مهد ومهد !
خمسة وثلاثون عاما تكفي لأن تطرح شجرة الدم ثمارها وتسقط الاسنان اللبنية لطفل أخطأه الرصاص لتنبت له اسنان تقضم الصوان !
انها ليست مجرد ذكرى، وليست مناسبة في تقويم سقطت اوراقه، هي فصل تراجيدي حاسم في سردية قومية تنمو بمرور الزمن ولا يطويها النسيان!

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :