facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التخطيط للتنمية البشرية 


ياسين خلف الزيود
25-09-2017 01:12 PM

سبق و تحدثنا بأحد المقالات عن التخطيط الاستراتيجي من حيث المفهوم و تناول المبادئ و الشروط للتخطيط الصحيح ، وتحدثنا عن ربط التخطيط طويل الأمد و اقترانه بالظرف المكاني والزماني .

واذا ما اردنا اسقاط مفاهيم التخطيط الاستراتيجي على واقع التنمية البشرية ، لابد من التطرق في البداية الى تعريف التنمية البشرية من حيث الفكرة والاركان .


فالتنمية البشرية ببساطة هي تكوين وبناء القدرات البشرية و استخدام هذه القدرات في أنشطة إنتاجية أو خدماتية بما يضمن استمرارية التنمية؛ والتنمية هي تطبيق العلم بكل صوره لتيسير حياة الانسان ، ومن اهم اركانها الديمومة والاستمرارية وهذا يعني انه بالعلم والنظريات لا يوجد تنمية مؤقتة او ثابتة وبالتالي التخطيط للتنمية البشرية لا يتوقف وليس لديه نقطة نهاية كما هو معروف بالتخطيط الاستراتيجي وهذا لا يعني بالطبع ان لا يكون هناك هدف واضح تسير الخطط وتتجه الامكانات للوصول له .

اليوم ونحن نعيش حالة من التسارع في مواكبة التطور السريع في كافة المجالات حتما سنواجه مشكلة في مواكبة التنمية البشرية ، وبالنظر الى المجتمع الاردني سنجد صعوبة اكبر نظرا الى المتغيرات الطارئة واهمها المتغيرات الاجتماعية التي يشهدها من دخول بيئات جديدة و انفتاح العالم وتأثيرات الفضاء الالكتروني عليه خاصة في اخر عشر سنوات .

والجدير بالذكر هنا انه بالنظر الى واقع التنمية البشرية في الاردن سنجد ان مراكز صنع القرار ورسم السياسات ومنذ عقود مضت تعي مدى اهمية التنمية البشرية وبدليل عدد مراكز و مؤسسات التنمية البشرية بالأردن فضلا عن ذكر هذا المحور لدى كتب التكليف للحكومات و الاوراق النقاشية الملكية وتشكيل اللجان الوطنية لهذا الأمر ، ولا ننسى شعار " الانسان اغلى ما نملك " حيث انه لم يجيء هذا الشعار من فراغ بل جاء من دراسة الواقع والمعرفة حيث انه لا ينكر العلماء اهمية المورد البشري في تطور الحياة بكافة المجالات وهذا كله يدعو الباحثين والمراقبين والاطمئنان نوعا ما على دور الدولة الاردنية بهذا الأمر الهام .

ولكن بالنظر الى النتيجة على أرض الواقع نجد ان الاردن تعاني من ضعف او مشكلات في التنمية البشرية مع كل الادوات المتاحة من مؤسسات تنمية الى تدريب الى اعداد المدربين والباحثين في التنمية البشرية الى حجم الدعم والتمويل الخارجي من المنظمات وحجم الصرف من الميزانيات لهذا الأمر، وجاءت كلمة " ضعف التنمية البشرية " بداية من المشكلات الاجتماعية الناتجة عن سوء استخدام للمورد البشري وانتهاء بحواضن التطرف التي اكتشفنا وجودها بشكل مفاجئ وبليلة وضحاها والتي ارجح سببها الى سوء توجيه التنمية البشرية ولا بد لنا من ان نذكر تأثير هذا كله على الاقتصاد والتنمية بشكل عام .

وبالعودة الى بداية المقال نرجع الى نقطة التخطيط الاستراتيجي الصحيح فالأمر حتما لا يكون بالكم بل بالنوع ، فالأعداد الهائلة لمدربين التنمية البشرية ولمؤسسات ومراكز تطوير وتنمية الموارد البشرية لم تكفي وهذا ما نجده اليوم ، بالرغم من اهتمام الدولة بهذا الامر ولكن من المؤكد ان هناك فجوة حالت بين ما يحدث وبين الانتاج على ارض الواقع ، حاولت وانا ابحث عن مواضيع ذات صلة ان اجد المظلة الرئيسية لكل هذه المؤسسات او لمنظومة التنمية البشرية بالأردن لم اجد ، وهذا يمكن ان يكون سبب رئيسي لجعل كل مؤسسة تغرد لوحدها فضلا عن خلق مؤسسات و افراد بمجال التنمية البشرية كانوا سبب لتراجع التنمية وذلك لقلة الكفاءة عندهم .

" لا يوجد تنمية بأي مجال من المجالات دون تنمية العنصر البشري وهذه النظرية اثبتت من خلال تجارب التنمية في دول عدة مثل سنغافورة و ماليزيا "

ونستطيع استشعار أهمية التنمية البشرية في الدول العظمى من خلال وجود خطط استراتيجية شاملة للتنمية البشرية توضع وتنفذ من قبل مظلة واحدة تكون احيانا كوزارة للتنمية البشرية او كمؤسسة وطنية تشرف على كل المؤسسات والمراكز التي تعمل على توعية وتدريب المورد البشري ضمن شروط ومعايير واضحه ، وهذا ما نفتقده اليوم في الاردن .

إن مفهوم التنمية البشرية سلاح ذو حدين فأنه لا يمكن انكار خطورة التنمية الخاطئة والتنمية الغير خاضعه للرقابة على المجتمع ككل و على العنصر البشري ضمن منظومة التنمية بشكل خاص ، وهنا اقصد ان وضع التنمية بين يدين مؤسسات او افراد لا تمتلك الكفاءة والمعرفة الكافية من شأنها تدمير المجتمع وتدمير عجلة التنمية ففاقد الشيء لا يعطيه ببساطه ، وهذا كان سبب لظهور عوائق سببت تأخير لعجلة التنمية في بعض الدول ومنها الاردن وعلى سبيل المثال ظهور جيل يمتلك المعلومات والادوات ولكن دون توظيفها في المكان الصحيح وهذا بوجهة نظري كان سببا لوجود التطرف و انعدام الابداع و زيادة البطالة وغيرها من المشكلات .

بالنهاية لا بد من وجود مظلة لتنظيم وتخطيط العمل للتنمية البشرية ضمن معايير و اهداف واضحة والاهم من ذلك ان تكون هناك رقابة على المؤسسات والافراد حتى لا نصل الى ما ذكرناه سالفا وبذلك يمكننا الوصول الى منظومه ذات برنامج وطني شامل واستراتيجي وبعدها سنحصل على نتائج ايجابية على ارض الواقع ومن ثم استخدام هذه الاستراتيجية لتكون بوابة الحل للمشكلات الاقتصادية والسياسية وغيرها ....





  • 1 Ahmad alaaraj 25-09-2017 | 04:38 PM

    على ما اعتقد ان الموارد البشرية في الاردن ممتازة مقارنة بالدول المجاورة و نحن بالاردن نعتبر الموارد البشرية مصدر غني، لكن اذا ما قارنا الموارد البشرية بالغرب فنحن فعلا نحتاج الى ما تفضلت به و شكرا .

    كل الاحترام لشخصك سيد ياسين الزيود المحترم.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :