facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مأزق فتح .. والأخطر حرب فلسطينية – فلسطينية


نشأت الحلبي
02-02-2009 12:56 AM

من الواضح أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان على حد كبير من التوتر في خطابه بالمؤتمر الصحفي الذي عقده في القاهرة، توتر عباس كان واضحا من خلال إطلاق إتهامات قاسية جدا لحركة المقاومة الإسلامية حماس عندما وصف من يقول بأنه إنتصر بدماء الأطفال في غزة بأنه "مجرم"، وفي هذا رد على تصريحات رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في خطاب النصر الذي عقد في الدوحة والذي قال فيه بأن غزة إنتصرت بدماء الأطفال والشهداء الذين سقطوا في الحرب على غزة.

ولكن يبقى السؤال حول أسباب توتر عباس والذي دفع به للخروج عن طوره، بل وألمح الى ان الحالة الفلسطينية ذاهبة الى مكان باتت فيه كل القضية الفلسطينية على حافة المجهول، والجواب يكمن في أن حركة فتح، والتي وجدت نفسها منذ سنتين تقريبا أمام إنقلاب حماسي في غزة لم تستطع فعل أي شيئ إزاءه خاصة عندما حاولت قمع هذه الإنقلاب عبر الحل المسلح، فأخذ عليها حينه المغامرة بدماء الفلسطينيين لإعادة سلطتها في القطاع، وحين لم تفلح كل محاولات التسوية التي بدأت في مصر ومرت باليمن وإنتهت في مكة، تركت الوضع على ما هو عليه على "مضض"، لكن الحرب الكلامية لم تنته، وشنت سلطة رام الله حربا إعلامية شعواء على حماس مكررة ذات الإتهام بأنها باتت حركة إنقلابية تريد ان تقيم دولة في غزة منفصلة عن باقي الجسد الفلسطيني وذات إرتباطات إقليمية تسمح لكثيرين باللعب على الساحة الفلسطينية والدخول الى الصراع مع إسرائيل عبر بوابة غزة من أجل أجندات خاصة بعيدة عن المصلحة الفلسطينية. وبقي الحال على ما هو عليه إلى أن جاء العدوان على غزة، ولأن إنتهاء حكم حماس في القطاع هو لصالح السلطة أولا، بادر سياسيوها على الفور الى نفي تهمة الضلوع في العدوان من أجل العودة الى حكم القطاع على "ظهر" الدبابة الإسرائيلية، ورغم ذلك، فإن الشعور الشعبي العربي ما يزال يشكك في نوايا سلطة عباس وفي دروه بالعدوان، ولأن حماس ما تزال تصر على مطالبها وعلى عدم التخلي عن حكم القطاع، بل وزادت على ذلك بإصرارها على تحويل ثمار النصر الى الداخل الفلسطيني بأن تغير الخريطة السياسية الفلسطينية من خلال تغيير المرجعية لتصبح محصورة بالمقاومة، التهب "غضب" عباس أكثر وأكثر ليوجه إتهامات لاذعة لحماس "مغامرا" بشعبية المنظمة وفتح ذاتها لأنه يدرك بأن المشاعر الفلسطينية خاصة، والمشاعر الشعبية العربية بشكل عام، هي مع حماس الآن وليست مع المنظمة أو فتح على خلفية العدوان وصمود غزة، ولعل في حالة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان خير دليل على ذلك، فالرجل إستقبل في بلاده إستقبال الابطال لمجرد إنسحابه من مؤتمر دافوس أمام الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز عندما إحتد النقاش حول العدوان على غزة.

مأزق فتح الآن يتلخص في جمل بسيطة، فالحركة تريد العودة الى غزة اليوم قبل غدا، وأمام مخلفات العدوان الإسرائيلي على القطاع، فإنها لا تستطيع العودة الآن حتى لا تتهم بأنها كانت ضالعة فعلا في العدوان من أجل أن تعود حقيقة على ظهر دبابة إسرائيلية، ولا تريد أن تكون عودتها نتيجة حرب دفع ثمنها "أطفال" غزة لتصبح الحركة مجرمة بحد الإجرام الذي تحدث عنه محمود عباس، هذا هو بإختصار شديد وضع حركة فتح وزعيمها محمود عباس، وزاد الأمر سوءا بأن اصبحت الآن تدافع عن شرعيتها بعد أن شعرت بأن حماس تكاد تخطف هذه الشرعية.

الأمر الأكثر خطورة هو أن توتر الرئيس عباس وإطلاقه كل هذه التهم والأوصاف لحماس ضاربا عرض الحائط بكل النتائج التي يمكن أن تترتب على هذا الأمر، قرب بشكل كبير إحتمال إندلاع حرب فلسطينية – فلسطينية كسبيل أخير لحل "معضلة غزة"، وقد تكون هذه الحرب أكثر دموية من تلك المواجهات التي إندلعت بعيد سيطرة حماس على غزة وكسرها لعصى الطاعة لسلطة رام الله، والأخطر أن تدخل على خط هذه المعركة، إذا ما إندلعت لا سمح الله، كل التوليفة الإقليمية التي تشكلت إثر العدوان على غزة، لتصبح غزة معركة مفتوحة لهذه التوليفة، وهذه المرة بالآلة العسكرية وليس بالمواجهة السياسية كما يحدث الآن.
Nashat2000@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :