facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من طرف مين؟


د. عادل محمد القطاونة
21-10-2017 11:29 PM

من طرف مين؟ السؤال القديم الجديد من قبل العاملين في بعض المؤسسات والدوائر الحكومية وغير الحكومية، الذراع القوي الذي شكل نقطة الانطلاق والقوة في نجاح الكثيرين، الصك الذي تم منحه للبعض لفتح الابواب دونما خوف أو رهبة، الفانوس السحري الذي من خلاله انطلق المارد الكبير ليحقق الأحلام والأمنيات، السؤال الذي تداوله بعض العاملين في نقلهم للطلبات والتوصيات، السؤال الذي يخشاه المتفوقون والمميزون لأنه بلا اجابة او عنوان، السؤال الذي خلق أزمة من الثقة ما بين المواطن والحكومة، وبين المواطن والوطن، وبين المواطن والمواطن!
أنا من طرف فلان! الاجابة الحاضرة الغائبة، السريعة البطيئة، القوية الضعيفة، القصيرة الطويلة، الواضحة الضائعة، بإجابة واحدة تتغير كل الامور فأنا من طرف فلان، تتبدل من خلالها المعاملة والمعادلة، ففي قوانين التوظيف والعمل تصبح صاحب الوظيفة الأكثر مناسبة، وتتساقط القواعد والمبادئ وتتهيأ الوظيفة وفقاً لسيرتك الذاتية وتصبح الشخص الأفضل فنياً، اكاديمياً، مهنياً.
في قوانين الصحة والطب وان خانتك صحتك مع الايام وصاحبتك الاسماء مع فلان فأمورك محلولة، فالأجنحة الطبية وجدت لخدمتك، واطباء الدرجة الاولى والتخصص وجدوا لراحتك، والتمريض في حالة من الاستنفار، والطعام والدواء متوفران في المكان والزمان، والورود على باب المريض من كل مكان فالمريض من طرف فلان.
في قوانين السير والمركبات، المركبة ذات الترميز المميز واللوحة ذات اللون الأحمر لها وضع خاص فهي سيارة فلان، واللون الأحمر كان ولا يزال دلالة على خطورة الحال فكيف بالمركبات، فبعض الدول العربية ودون غيرها من دول العالم المتقدم تعطي دلالات وتحذيرات من الاقتراب لفلان وفلان، وهنيئاً لمن يحضر للتقدم لوظيفة او للاستشفاء في مستشفى حكومي وهو يركب سيارة فلان !
في بعض العطاءات والمشتريات، الطرقات والممرات، التعيينات والاستثناءات، المكافآت والمخالفات، المياومات والسفرات، التنفيعات والاسترضاءات يعتبر فلان أهمية قصوى تتكسر عند ادراجه طموحات الكثير من المواطنين فالأمور محسومة والوظيفة محصورة والاجابة مفقودة والاحوال مكسورة !
في بعض المؤسسات التعليمية والهيئات المستقلة، التعينات تأتي من الاعلى الى الاسفل اذا كان المعين ابن فلان دون رقيب او حسيب فالأولوية وطنية في حد تعبيرها والمصالح شخصية في حقيقة أمرها ! وعلى النقيض من ذلك فاذا لم يكن التعيين من طرف فلان فان التعيين يأتي من الاسفل الى اعلى، فالحاكمية يجب تطبيقها ومعايير الجودة يجب تنفيذها والموضوعية ذات أهمية والاولوية في نهاية المطاف لابن فلان.
ابن فلان يحظى برعاية استثنائية وبسبب تعينه قد يحال البعض الى التقاعد والبعض الآخر الى الاستيداع، وقد ينقل البعض بتهمة التقصير الوظيفي، وقد لا تخدم الظروف ابن فلان محلياً فينفى خارج الوطن دبلوماسياً !
أخيراً وليس آخراً وفي عالم يعج في التناقضات، عندما يصبح الغني فقيراً في مؤتمر لمناقشة الفقر، والعامل عاطلاً عن العمل في مؤتمر لمناقشة البطالة، الجاهل عالماً في مؤتمر عن الابداع والتطور، عندها يصبح الحديث عن ابن افلان نوعاً من الترف الفكري الذي لا يقدم ولا يؤخر في طريق يعتصر فيه الشيب والشباب من سيطرة ابن فلان في الكثير من المواقع، لنتساءل بعضها من ضعف بعض البرامج اقتصادية، الاجتماعية والاستثمارية، الابداعية الابتكارية لنتحدث بعدها عن المواطنة والوطن، الحقوق والواجبات، العدالة والمساواة، الدستور والقانون، وسؤالي ان كان حديثي اعلاه عن (من طرف فلان) فما هو الحال لو كان الحديث عن (فلان) ؟





  • 1 محمد قواسمه 23-10-2017 | 09:36 AM

    للأسف هذا صحيح !!!


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :