facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شواهد القبور .. ذاكرة ووثيقة


محمد يونس العبادي
26-10-2017 08:16 PM

في التاريخ الاسلامي تحتل الوثيقة المادية مكانة لها الاعتبار لدى الباحثين لكونها تعبيرا صادقا عمن قطن المنطقة ولاختزالها ملامح الماضي بتلقائية.
وشواهد القبور تحديداً وبحكم الموروث العربي حظيت بعناية من قبل المجتمعات العربية بالعموم ويردد كثير من العارفين ما كتب على إحدى القبور الأثرية في الأردن من مقولة شهيرة تقول : أيها المار من هنا كما أنت اليوم كنت أنا ، وكما أنا اليوم ستكون أنت.
وفي سياق حديثنا، نجد أن هناك حاجة في الأردن إلى توثيق ما كتب على شواهد القبور، وأسماء أصحابها وتاريخ وفاتهم، وفي هذه المعلومات كم كبير من المعرفة التاريخية، لكونها ستحدد لنا من هي الجماعات والقبائل التي سكنت الكثير من بلداتنا وقرانا.
وأعتقد أنها ستجيب عن كثير من أسئلة لا زالت عالقة في أذهان الأردنيين عن تاريخهم الاجتماعي، فضلاً عما شهدته الأرض الأردنية من تغير في مفاهيم الدين الشعبي والتحولات التي طرأت عليه، إذ ستروي دراسة مثل هذه عن بعض جوانب طقوس الدفن، وتشرح لمن كانت تبنى الأضرحة وتجيب عن سؤال لمن القبور، ففي هذه المعلومات تعبير عن سيسيولوجيا بلادنا والتبدلات التي طرأت عليها من مفاهيم وعادات وتقاليد.
وأذكر في فترة عملي في دائرة المكتبة الوطنية، أننا سعينا لإيجاد مشروع كهذا ، ولكن لأسباب كثيرة لم يجد النور.
الأهم علينا التوجيه نحو مثل هذه دراسة في ضوء شح الوثيقة والمصدر وقلة الكتابات عن التاريخ الاجتماعي لفترات تاريخية تعود للزمان العثماني والمملوكي.
وخصوصاً أن المجتمعات في المشرق العربي اهتمت في القبور ، فألم تجعل من كثير منها مقامات وجعلت من قبور الأولياء مزارات؟
وهناك شعوب وبعدما انعتقت من احتلال أو هيمنة من قبل شعوب أو دول أخرى أدركت أن تراثها سلب وتدمر، ومثالاً عليها الدول الشرقية التي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لجأ كثير من أبنائها إلى شواهد القبور في ظل غياب كثير من أًصول التاريخ المادية.
كما أن المحتل الاسرائيلي اليوم، كثيراً ما يدمر مقابر اسلامية في مدن فلسطين حتى يمحو هذه الآثار التي تحمل أسماء لأجداد أجيال من الفلسطينيين.
شواهد القبور في الأردن ذات أعداد كبيرة في ريفنا ، ومشروع معرفي نأمل أن يرى النور!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :