facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المدينة الطبية للمدينة الطيبة


08-02-2009 02:00 AM

أخيرا قطع الملك الشك باليقين ، وأعاد سيف الحق الذي تمكن من مقبضه منذ تولى حكم هذا الوطن الذي كان صقرا ناف عاليا فوق سحاب الإيمان والعمل والانتماء ، وكان الشعب الأردني كله مقادم في ريشه الثمين منذ أعلن الهاشميون الأوائل إن الأردن هو وطن العرب ، وإن حكمه هاشمي السلالة ، وإن هذه الجماهير التي استقبلت الثورة ثم الإمارة فالمملكة ليست " بيضة القبان " ، ولا محل في وسط هذا الشعب للصبيان ، ولا لمن قتله الغرور ، واستورد من كل عاصمة مفكر خادم ، ومقاول هادم ، يدير الظهر للبلد بعد أن يقتلع الأوتاد ، ويخلع الأعمدة ، ويرمي بالإرث التاريخ والإنجاز العملي وخطط بقاء الدولة والتمازج الشعبي والرسمي ، من على قمة ناطحة سحاب أفكاره الخالية من أي أكسجين أو حياء الوجود . عندما قاتلنا بأفكارنا ، وأعلنا بأقلامنا ، وجأرنا بالصوت المكتوب ، والحبر المسكوب ، كنا نعلم تماما إن هناك فيصلا لا تميل عنده الموازين ، ولا تضيع المظلمة ، ولا يحيف في حضرته الشعب ، الذي امتلأ محبة لقيادة هي بحد ذاتها إنجاز تاريخي عربي تواترت منذ عهد الخلافة الأولى قبل الإسلام وبعده .. وكان الملك هو الفيصل بميزانه الذي لا يطفف ، ليعيد التأكيد للأردنيين الأباة ، إن وطنهم باق ما بقيت حياتهم ، وإن المدينة الطبية باقية لبقاء حياتهم ، و إن " مغسلة الموتى " فيها تشهد على وفاة أي رأي خاطئ كان يحاول أن يلمع صورة الفناء ، و يدعم فكرة البيع والشراء .. فأُذن للأردنيين أن يفرحوا ، لأن مليكهم وإن صمت طويلا ، فإنه يفعل الفعل العظيم في الوقت المناسب ، لأنه صمام الآمان لهم في وطنهم ، ومهندس البقاء والصمود والتقدم لهذا الوطن .. ويفعل حين يفعل وهو مقتدر ، ويعفو حين يعفو وهو قادر ، وينحاز حين ينحاز للوطن والشعب والإرث الوطني ، وهو الحبيب . اليوم وقد بدأت زوابع الماضي القريب تنجلي ، وتقطعت سحب الغطاء الدهماء التي كانت تحجب شمس الحقيقة عن الجميع ، وبانت عورة الرأسمالية الليبرالية الجديدة ، التي كادت ان تطيح بالوضع الاجتماعي ، وتهلك الزرع والضرع الشعبي ، وتقتل بقية من كرامة للمؤسسة الحكومية وهي عالمة بعواقب الأمور ، وأثبتت على أرض الواقع فشل برنامجها التحول الاقتصادي الذي كاد ان يسلب الدولة أسباب رفعتها وهيبتها ومنعتها ومواردها المالية .. ها نحن نعيد التذكير بأن هناك العديد من الخطط البديلة التي كانت موضوعة لاستدراك أي مطب قد تمر به البلاد ، ونؤكد على ان الإنفاق غير الضروري هو انتحار سياسي قبل كل شيء ، ليتبعه انهيار مؤسسي إن بقي " مسئولو ألعاب الأتاري " يلعبون فينا ، كما يلعب بطل التنس بالكرة ، ليوقع عليها أخيرا قبل إهداءها لإحدى المعجبات ، قبل ان يتسلم مكافأته المالية ، ويطير الى الريفيرا ليتنعم بثلج الجبال هناك . جلالة الملك هو سيد المنتمين ، ورافع لواء التغيير نحو الأفضل ، وهو يعلم تماما أين هي مصلحة أبناء شعبه ، الذي انتصر لهم في كل موقعة واجهوها ، لذلك فإنه يؤمن بالحكمة التي تقول { قليل دائم خير من كثير منقطع } وعليه فإن أراضي الدولة واستثماراتها ومؤسساتها الربحية ستكون بخير ، لأن الملك يعرف متى يقطع شكها بيقينه الأمين . الأردنيون جميعهم يلهجون بالدعاء لمليكهم ، لأن الأردن أقل البلدان تضررا بالأزمة الاقتصادية العالمية بفضل الله تعالى ثم بفضل توجيهاته ، وبفضل خطط رئيس الحكومة ، خير مترجم لرؤى الملك الوطنية، لاحتواء الأزمة قدر المستطاع .. وحينما بانت عورة نظام الاستثمار الغربي وبيوعاته الورقية الهزيلة ، كان الأردن محميا من السقوط الذريع لا قدر الله .. وعليه فالأوجب ، الاستمرار في نهج التصحيح الشرائي ، والإبقاء على موارد الدولة للدولة وعدم التفريط بمقدراتها وقدرتها... في الأمس تراكض بعض الفرحين للتشرف بالمعية ، أو سماع جلالة الملك في جواهره التي أهداها لكل أردني ميت أو حي ، وللمؤسسة العسكرية الباسلة ، وهو يقف وسط المدينة الطبية التي هي جزء من أراضي دابوق ، فخرج بعضهم يذكرنا بأن المدينة الطبية لها مالها من المآثر ، ولكنهم نسوا انهم في الأمس نكصوا عن المصارحة بأنهم يقفون علانية ضد فكرة بيعها ، وإنهم ينقلون البندقية من كتف الى كتف ، وأكتافهم من خير الوطن وأهلهم مكتنزة . اليوم يحق لنا أن نقبل جبين الوطن ، وان نترك بصمات شفاهنا على كل يد له ، ويحق لنا أن نفتخر بأن الله لا يضيع أجر من أخلص النية للصالح العام ، وذكـّر بدموع وابتسامات الأردنيين في تلك المدينة التي تختزل فرح ووجع ووجود هذا الشعب الصنديد من شتى ألسنتهم وجلودهم وألوانهم .. وبقيت المدينة لنا ، فالمدينة الطبية للمدينة الطيبة ، وللوطن الطيب وللشعب الأطيب .. ونضرع لله تعالى ان يغنينا ، ويرزقنا لنكمل مسيرة البناء فيها وفي غيرها ، لترتفع الصروح في بلدنا بهمة قائده الأمين .. ورحم الله الحسين الغالي ، وجعل الكوثر مشربه ، والفردوس مسكنه ، إنه ولي الصابرين . Royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :