facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تركيا .. لعبة الأوراق "الذكية"


22-02-2009 04:33 AM

لم تنتظر أنقرة كثيرا حتى بدأت تقطف ثمار ما "زرعته" إبان العدوان الإسرائيلي على غزة، فالرئيس التركي عبدالله غول حط الرحال في واحدة من أهم العواصم العربية الرياض، وهناك تحدث بثقة عن القضايا العربية المهمة والمؤثرة وعلى رأسها بالطبع القضية الفلسطينية، وثقة الرجل هذه مبنية أساسا في ذهنيته بأن المواطن العربي، والفلسطيني على وجه الخصوص، بات اكثر ثقة بـ "رجال أنقرة" إتكاء على مواقفها والتي ما زال آخرها يتردد صداه على الصعيد الشعبي العربي حين إنسحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من مناظرته مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في دافوس.
ورقة "الموقف" هذه بدأت تستغلها أنقرة في أكثر من ملف عربي وفلسطيني ساخن، ولعل "نشوة" الموقف هي ما دفعتها لتتحرك في ملف الجندي الإسرائيلي "المخطوف" لدى حماس جلعاد شاليط، رغم حساسية قضيته للحركة التي تريد أن تحصل من خلال صفقة إطلاقه على أقصى ما يمكن تحقيقه من مثل هدنة طويلة الأمد ورفع الحصار وفتح المعابر، فضلا عن إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من نوابها المعتقلين لدى إسرائيل وغيرهم من القيادات الفلسطينية أمثال مروان البرغوثي وأحمد سعدات، فهذا الحراك التركي يعكس شعور أنقرة بإمتلاكها الأوراق الأكثر "ذكاء" في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولربما العربي الإسرائيلي، وهو ما يمكن أن يدفعها لاحقا الى إحياء مبادرات سابقة لها، ولكن هذه المرة بثقة وإندفاع أكبر، ومن هذه المبادرات ما كانت عرابتها سابقا وأهمها رعاية مفاوضات إسرائيلية سورية غير مباشرة كادت أن تتطور في إتجاهات أكثر أهمية لولا العدوان الإسرائيل على غزة الذي وضع العصي في دواليب تقدمها.
بنظرة سريعة الى المشهد، فإن الإستنتاج هو أن أنقرة باتت الطرف الأكثر نزاهة الآن في الحسابات الفلسطينية وتحديدا في حسابات حركة حماس التي لم تعد تثق بالكثير من الأطراف لا سيما بعد الحرب الأخيرة التي كانت تستهدف إلغائها نهائيا من على الخارطة السياسية الفلسطينية، فأنقرة كانت حاضرة في مؤتمر غزة الذي رعته الدوحة، والذي كان في حسابات حماس المؤتمر الوحيد الداعم لها، فيما نظرت الى ما عقد من مؤتمرات عربية أخرى بأنها لم تكن لدعمها كأقل وصف، وعليه فإن حماس ستثق في أنقرة لتكون متنفسها الدولي وقناة أي إتصال محتمل مع إسرائيل، وأنقرة تثق بالمقابل بأنه ليس هنالك من طرف يمكن أن ينافسها على هذا الدور، ولربما ينسحب هذا أيضا على حلفاء حماس وعلى وجه التحديد بالنسبة لدمشق وللأسباب نفسها التي خلقتها أنقرة بذكاء أيضا.
وحتى إن تقاطع هذا مع ما تقوم به مصر من محاولات ضبط "الفلتان" السياسي الذي تعرضت له القضية الفلسطينية، وفي غزة تحديدا، إبان العدوان وبعده، لكن "المرور" عبر أنقرة لم يعد بالإمكان تفاديه عربيا وحتى دوليا طالما أنها تملك ورقة "ثقة حماس"، وهذا ما ستجد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام حقيقته خاصة وأنها بدأت بإرسال إشارات إيجابية نوعا ما لجهة قضية الشرق الأوسط تؤشر الى أنها تريد أن تعود بقوة الى القضية، وهذا ما ترجمته الأنباء التي تحدثت بأن مبعوثها للشرق الأوسط جورج ميتشل يريد إفتتاح مكتب دائم في المنطقة، وهو ما يعني إصرارا أميركا على الوصول الى الحل، لكن ميتشل لن يتمكن من تجاوز الثقل التركي في إدارة هذا الحل، وإذا ما كان هذا هو حال الغرب "المفترض" تأسيسا على البوصلة الأميركية، فإن أنقرة تكون قد حبكت قضيتها بتنظيف الطريق أمامها للدخول بأريحية الى المنظومة الغربية الأطلسية، وإن كان هذا هدفا تركيا اصبح في متناول اليد عبر دورها القوي في الشرق الأوسط ومن خلال القضية الفلسطينية تحديدا، فإنها تكون أثبتت أنها "الأذكى" وقد ضربت "عصفورين بحجر واحد"، وهذا لا يؤخذ عليها إطلاقا بقدر ما يحسب الى "ذكاء" قيادتها.
Nashat2000@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :