facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مدارات - المُقيمُ المُسافِرُ الليل


أدونيس
14-12-2017 02:57 AM

- 1 -

إلى ما لا نهاية، يجرّ الليلُ عربةَ الكون،

ما أطْوَلَ صبرَك، أيّها الليل.

ليلٌ -

جسمي فيه يقاتِلُ بعضُه بعضاً.

- 2 -

جمَعَ الضّوء مراكِبَهُ على ضفّة اللّيل،

وهو الآنَ ينتظِرُ تلك اللحظةَ

التي ينشر فيها الأشرعة.

- 3 -

«أحلامُكَ نفسُها ليست لكَ»

يقول ليَ الليل.

ألهذا غالباً تهجرني؟

- 4 -

باكِراً خرجَ الليلُ من سريري، هذا الصّباح،

تارِكاً آثار خطواتِه على العتبة،

ناسياً حقيبةَ سفَرِه.

- 5 -

ليس للّيل زَمَنٌ،

اللّيلُ هو الزّمَن.

- 6 -

قالت: «أرى وجهَكَ مرسوماً

في دفتر اللّيل».

- 7 -

أحبّ حتّى الورقَ الرّاقِدَ على طاولة اللّيل، -

هل تفهمُني أيُّها الحِبْر؟

- 8 -

لا الجسدُ، بل ظلُّه:

ذلك هو الكوكب الذي يهتدي به اللّيل.

- 9 -

مَهْما أحْبَبْتَ اللّيل،

فلن تقدرَ أن تُقيمَ جداراً بينه وبين الظّلمات.

- 10 -

مرّةً فاجَأْتُ الشِّعرَ

يُلقي رأسَه مُرْهَقاً على صدر الليل.

- 11 -

مهما أوغَلْتَ في ليْل الجَسَد،

فلَن يكونَ هذا الإيغالُ أكثرَ ممّا ينبغي.

- 12 -

قالَت:

«عندما تغيبُ،

أنامُ في حضن الليل».

- 13 -

الجِنسُ بُحَيرَةُ الليل،

والحبُّ ينبوعُها.

- 14 -

أيّامُنا، هي وأنا، سُفُنٌ

تبتكِر للّيل شطآناً أخرى.

- 15 -

الحجرُ والعصفورُ تَوْأمان

في رحِم الليل.

- 16 -

مَهما كان الليلُ حُرّاً في رواق الفضاء،

فهو أكثر حرّيّةً في كوخ الجسَد.

- 17 -

قال اللّيلُ:

«قُلْ لروحِك أن تتعطَّرَ دائماً بمِسْكِ جسدِك»

- 18 -

يتكلَّمُ الغُبارُ، تعمَلُ الرّيح،

تتكلَّم الرّيح، يعملُ الغبار:

ألِهذا يُغيِّرُ اللّيلُ شعرَه كلّما قرأ قصيدةَ الجسد؟

- 19 -

محيطٌ بلا حدودٍ من الكلام،

يختبئ في نطفةٍ صغيرةٍ من اللقاء بين الجَسَدِ واللّيل.

- 20 -

لا أكادُ أن أمدّ يديّ لكي ألمسَ جسمَ الحاضر،

حتّى يحضر بين يديّ جسَدُ الليل.

- 21 -

نعَم،

كثيراً رأيتُ الزّمَنَ يتقلّبُ شهوةً

في سريرِ اللّيل.

- 22 -

نعم، كثيراً رأيتُ الشِّعرَ يحتضِنُ الليلَ بحنان،

يربِّتُ على كتفيه، ويقرأ له آخِرَ ما كتبَه.

- 23 -

لا تقدر النّجومُ أن تخيطَ أجملَ ثيابِها

إلّا بإبْرَةِ الليل.

- 24 -

الليلُ أقربُ الأصدقاء إلى النّهار،

النّهارُ أقربُ الأعداء إلى اللّيل.

- 25 -

أقرأ النّجومَ لغايةٍ أولى:

لكي أُحسِنَ قراءة الجسر الذي

يصِلُ بينها وبيني، وبيننا وبين الليل.



- 26 -

كلّما ضحك اللّيلُ في سريري،

بكى جسدي.

- 27 -

في النّهار أعيش بوحْيٍ من أيامي الماضية،

في الليل، أعيش وأفكّر بوحْيٍ من أيامي الآتية.

- 28 -

تَعَبي وسادةٌ

يتّكئ عليها لَيْلي.

- 29 -

النّهارُ نَهَرٌ يجري فيه رأسُ الليل

مغنِّياً كرأس أورفيوس.

- 30 -

لا يبدو الحبّ في أوج تألُّقه

إلّا عندما نعرفُ كيف نراهُ في أوْجِ اللّيل.

- 31 -

المكانُ بيتٌ للنّهار واللّيل -

الأوّلُ جاهِزٌ دائماٌ للسّفَر،

والثّاني جاهِزٌ دائماً للعودة.



-32 –

عبثاً يبحث النّهارُ عن طريقه الضائعةِ

في غابة الليل.-33 –

أمشي بخطوات النّهار،

فيما أضعُ رأسي على مخدّة الليل.

-34 –

الليلُ قميصٌ داخليّ لجسم الوقت.

-35 –

ورائي، حولي، موتى كثيرون يأتون ويذهبون،

وعَليَّ أن أدفنهم.

لكن أينَ إن لم يكن في الليل، أو في لغة الليل؟

- 36-

كلّ يومٍ يسبقني ليلي إلى سريري

لا لكي ينام،

بل لكي يبتكرَ لشعري سهَراً آخر.

- 37 –

ما أطْولَ الطّريقَ بين الليلِ ووسادتي.

-38 –

اسهَرْ أيّها الشّاعر مع الليل في أوّله – انظُرْ إليه خصوصاً كيف

يغسل وجهه وقدميه قبل أن يدخل إلى سريركَ.

انظرْ كيف يساعدُك على النّوم،

ويظلُّ هو ساهراً.

إنّه أمٌّ ثانية.

-39 –

قالت نجمةٌ:

«سأحاول، اليومَ، أن أغطّي بأهدابي وجهَ الليل».

-40 –

قالت الشّمس:

«لكي تفهم النّهار، يجب أن تُحسِن قراءةَ الليل»

.- 41 –

يُقلِقُني صمتُ الليل،

فيما يطَمئنني صَخَبُ النّهار.

- 42 –

يغارُ شعري من الليل،

لأنّه يحتضِنُ جميعَ الجهات،

-43-

نزل الليلُ عن فرسِه التي أنْهكَها النّهارُ،

وأخذ يتجوّلُ حافِياً في شوارع النّجوم.

-44-

غالِباً،

يتواطأُ الليلُ مع بصيرتي ضدَّ بصَري.

-45 –

تمزّقَ ليلُ طفولتي

وغابَت أشلاؤه في أيّامي.

لكن، كلّما تذكّرتُه، أو تخيّلْتُ أنّني أزوره،

يستقبلني لابساً ثيابَه القديمة.

- 46 –

أتشبّه باللّيل، غالباً، لكي أعرفَ كيف ألبس الضّوء.

- 47 –

الآن؟ كلّا.

لم أُكْمِلْ بعد قراءةَ رسالتك التي تتدلّى من عنق الليل.

- 48 –

الفلّاحُ القَمَرُ يغسل وجهَه الآن،

في هذه اللحظة، بماء الليل.

- 49 –

اللّيلُ، غالِباً، يفسِّرُ ويُعَلِّم.

لكن، عندما يجلس الطِّفلُ في أحضانه،

يحلمُ ويتنبّأ.

- 50 -

أمسِ،

نهَضَ اللّيل من سريره باكِراً،

تارِكاً على فراشي وردةً اسمُها الشّمس.

الحياة اللندنية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :