facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روسيا وصفقة العصر الأمريكية بشأن القدس


د.حسام العتوم
23-12-2017 02:53 PM

لفت انتباهي اقتناص وزير خارجية الفدرالية الروسية سيرجي لافروف وبذكاء للمؤتمر الصحفي لمجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي (OSCE/OBCE) المنعقد الجمعة المنصرمة في فينا في النمسا بتاريخ 8 كانون الأول 2017 وسؤاله لوزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية ريكس تيلرسون حول آفاق القرار الأميركي للرئيس دونالد ترمب بشأن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وكيف تفهم أمريكا تسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وسط معادلة من التناقض حسب ما نقلته وكالة أنباء تاس الروسية (TASS) . فأجاب تيلرسون بأنها (صفقة العصر) وبأن بلاده أميركا ما ضية في حل هذا الصراع بخطوة واحدة.

والمعروف هنا بأن خطوة ترمب المشؤومة هذه والتي شوهت صورته وبلاده أميركا وسط العرب مسلمين ومسيحيين ارتكزت على قرار للكونغرس الأميركي عام 1995 ،وألغت كل الجهود الأميركية السابقة من مدريد 1991 عبر اسلو 1993 ،واخترقت معاهدة السلام مع الأردن في وادي عربة لعام 1994 ،وألحقت الضرر بالوصاية الهاشمية على المقدسات في فلسطين، وتطاولت على حقوق أتباع الدين الإسلامي ومثله المسيحي في القدس.

واصطدمت مع مشاعر العرب وعواطفهم، وتسببت في تهييج العنف في منطقة عربية شرق أوسطية ما زالت تعاني
من انتشار الإرهاب الأسود المبرمج صهيونياً وسطه. وخطورة الاعتراف بالقدس أميركيا عاصمة لإسرائيل أخطر من نقل السفارة الأميركية للقدس كما ذكر دكتور القانون الدولي أنيس القاسم في محاضرة مساء 2017/12/9 في نقابة الصحفيين الأردنية.

والخطوة التالية التي دعا إليها وزير خارجية روسيا لافروف تمثلت في نقل ملف ترحيل السفارة الأميركية إلى القدس إلى قبة مجلس الأمن لتداوله هناك ولإخراجه من صفة القرار الفردي.

والمعروف بأن روسيا من أهم دول العالم المطالبة بحل الدولتين وباعتماد القدس الشرقية عاصمة لفلسطين وفقاً
لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن (181 ،194 ،242 ،338) ،المتضمنة تقسيم فلسطين، وحق العودة، والانسحاب من الأراضي المحتلة (الضفة الغربية وغزة).

وتمتلك حق الفيتو الاقدر وبمساعدة فيتو مماثل للصين من توقيف جنون ترمب ومهزلته التاريخية، وأميركا وإسرائيل خسرتا إعلامياً بالمناسبة ما ربحتاه سياسياً وعلى الأرض ومن طرف واحد عبر حربهما المشتركة مع العرب (1948 /1967) وعبر ما تم توقيعه من معاهدتين للسلام في كامب ديفيد 1978 ووادي عربة 1994 .

وأي قرار فردي لدولة منحازة وغير عادلة بين العرب والإسرائيليين وخارج مجلس الأمن والأمم المتحدة يعتبر جائراً وناقصاً ومرفوضاَ.

كثيرون هم الذين يحلو لهم أن يعيدوا القضية الفلسطينية إلى أيام روسيا السوفييتية التي اعترفت أولاً بإسرائيل عام 1948 عبر الأمم المتحدة، لكنهم لا يعرفون ماذا قال في هذا المجال يفغيني بريماكوف في كتابه (الشرق الأوسط على المسرح وخلف الكواليس) الذي تحدث فيه عن اعتراف السوفييت بـ(إسرائيل) من زاوية نشر الاشتراكية والشيوعية وسط العرب، وفي ذلك الوقت سبقت الأيديولوجيا المصالح، وشخصياً لا أتفق مع ذلك الزمن الذي سمح للصهيونية من مؤتمرها الأول في بازل 1897 بالزحف تجاه فلسطين، بينما هو الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين دعا إسرائيل عام 1950 للرحيل إلى إقليم القرم/الكريم أو إلى جمهورية بارابيجان الروسية ذات الحضور اليهودي وبكثافة.

وروسيا المعاصرة تثمن عالياً الحقوق المشروعة لشعب فلسطين، وحقه الطبيعي في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والغريب هنا هو أن التواجد اليهودي على الأراضي الروسية ووسط سدة الحكم في الكرملين لم يؤثر على القرار الروسي السياسي السيادي بشأن القضية الفلسطينية بالمقارنة مع تأثيراته على القرار الأميركي في البيت الأبيض المرتكز على رأي (الكونغرس)، و(الايباك)، و(البنتاغون).

وفي تصريح سابق للرئيس بوتين (وهو الذي أعلن حديثاً في كانون أول 2017 عن رغبته بالترشيح لفترة رئاسية رابعة في بلاده روسيا)، وكان عام 2016 وجه رسالة للعرب عبر جامعتهم العربية لتفعيل المفاوضات مع (إسرائيل) للوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة عاصمتها القدس الشرقية، وتتعايش بسلام مع جيرانها، ونبه من خطورة تعالي السنة التطرف والتعصب الديني وتأزم الظروف الاجتماعية والاقتصادية في الشرق الأوسط. ودعا بوتين حديثاً بتاريخ 2017/12/11 من القاهرة إلى حوار فلسطيني إسرائيلي مباشر بشأن القدس.

ولقاء جديد لبوتين وأردوغان في أنقرة أعلن عنه قصر الكرملين الرئاسي في موسكو عبر الإعلام الروسي بعد لقاء جلالة الملك عبداالله الثاني بأردوغان 3 كانون الأول 2017 ومع الرئيسين الأسد والسيسي لبحث أبعاد تطورات القضية الفلسطينية نتابعه عن كثب ومن شأنه إغلاق كافة الطرق أمام القرار الأميركي غير المسؤول حول القدس الشريف. وحري بنا هنا أن نذكّر الرئيس الأميركي ترمب الحاصل أخيراً على قلادة ذهبية مرتفعة الثمن من أثرياء العرب بأن حزنه السابق على أطفال مطار شيخون في سوريا نريده أن يتكرر على شهداء فلسطين (في الضفة وقطاع غزة) بعد صدور قراره الأخير الأرعن.

وما رواه لنا دكتور القانون الدولي بتاريخ 2017/12/9 أنيس القاسم حول حادثة يونانية في التاريخ القديم مفادها مشاركة مواطن في إشعال حريق بمكتبة وطنية وحرصه آنذاك على دخول التاريخ تشبه قصة ترمب مع قرار بلاده
أميركا الانفرادي بشأن القدس المأسوف عليه.

الرأي





  • 1 عامر 24-12-2017 | 12:42 AM

    المقال رائع بس فيينا طول عمرها عاصمة النمسا وبحب اضيف (للعلم فقط لا غير) عاصمة سويسرا بيرن

  • 2 د. حسام العتوم 25-12-2017 | 08:05 AM

    شكرا سيد عامر . قانونا ليس لسويسرا عاصمة و لها سياسيا اكثر من عاصمة و بيرن قد تكون العاصمة نعم . محبتي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :