facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وحدة الفلسطينيين والتقليل من الخسائر!


02-03-2009 09:06 PM

يبدو واضحا أن وحدة الفلسطينيين، هي التي من شأنها التقليل من الخسائر، وأمام الفلسطينيين الكثير من المحطات على طريق وحدة فلسطينية راسخة، تواجه التحديات المنتظرة، فضلاً عن التحديات التي كانت قائمة، فيما الفصائل منشغلة بانقسامها. ولعل من أوجب المهام وأكثرها إلحاحا ومدعاة للاستعجال، أن يبدأ الفلسطينيون فوراً بتنقية المناخ الفلسطيني، على أن تكون البداية، بمعالجة ملف التعديات اليومية، بكل ما فيه من أعمال بطش وإيذاء واعتقال، واعتبار هذا الملف أمنياً، ومعالجته على قاعدة أن الجميع في وضعية التهدئة التي تتطلب وقف كافة أعمال التسلح والتدريب التي أدت إلى اعتقالات في الضفة، كما تتطلب العودة إلى منطق الحكمة والعقلانية، الذي حادت عنه حماس في غزة، عندما رأت في الوطنيين في غزة، خصوماً وهدفاً للانقضاض عليه.

ذلك بمعنى، أن تنتفي على الفور أسباب البطش والاعتقال، المخالفة لأبسط قواعد الحياة الديمقراطية، التي كانت خيارا فلسطينيا رائعا، والتي على أساسها أجريت انتخابات نزيهة، والتي من المفترض أن يكون بعدها مرات أخرى، مع ضمانات أن لا ينقض طرف على طرف، بينما الأعداء يختلفون بشكل طفيف، حول أي السبل أجدى، للانقضاض على الشعب الفلسطيني.

وفي غزة تحديداً، لا فائدة من اتفاق وطني، تتساكن على أساسه قوى مسلحة، جنباً إلى جنب، لأن هذه هي الدوامة بعينها. أما إن كانت حسبة الجميع، تُقر بجدوى وفوائد المقاومة انطلاقاً من غزة، لتحرير القدس، فليتسلح الجميع، وفق خطة إجماع وطني، لكي يكون الأمر أمر مقاومة، لا أمر استقواء طرف على طرف. وإن كان واضحاً، بحسابات دقيقة، أن غزة لا تصلح منطلقاً لشن الحرب، فإن خلوّ مساحتها الضيقة من المحتلين، يجعلها تصلح لبناء امتدادات الكيانية الفلسطينية القانونية والرصينة، على أراضيها، على النحو الذي يضمن التنافس الحر، لا في التسلح وبناء الكتائب غير النظامية وتدبيج الأحكام والتشويهات، وإنما في العمل السياسي، الملتزم بتقاليد النضال الوطني، والموصول بمرجعيات التوافق الفلسطيني دون غيرها.

لقد سجل الوعي الفلسطيني ومعه العربي في غزة، واحدة من أعتى ظواهر الشقاق المخزي، ومن هستيريا الشكوك، عندما اندفع حمساويون إلى قتل وإيذاء فتحاويين، فيما الجميع تحت النار، في الحرب الأخيرة على غزة مثلا. لقد حدث في هذا السياق البشع، عدد من الوقائع التي طغى عليها صوت القنابل التي تقذف بها طائرات العدو الإسرائيلي، ولم تسنح للضحايا لحظات للشكوى أو للاستهجان، فأعدم شُبان ظُلماً وكُفراً، ورُُشقت بالنار، أقدام عدد من الناس، في نزَق معتوه، لا علاقة له بالمقاومة ولا وبالدين ولا بالعدالة.

خلاصة القول، دون أن ينكأ أحد الجراح، في المسرحين الفلسطينيين المنقسمين، بغزة والضفة، أنه يجب أن يسارع الفلسطينيون، ولاسيما فتح وحماس، إلى رص الصفوف لإنقاذ قضيتهم، وحقن دماء أبناء شعبهم، والحفاظ على إرادتهم، لكي يستعيدوا بناء كل شيء معنوي ومادي استهدفته قنابل المحتلين. إن مسألة الحكم فرعية ودنيوية وتافهة، بالقياس إلى المسعى الذي يجب أن يمضي فيه أصحاب أعدل قضية علة وجه الأرض، فيه موحدين!

مهمتهم الأولى، في هذه الأوقات، تنحصر في قدرتهم على أن إعانة أنفسهم على وصل الكارثة بالسياسة، لكي لا يتواصل العدوان الإسرائيلي إلى الأبد، ولكي يعلم العالم، أن موت الأطفال الفاجع في قطاع غزة، هو برهان الاختلال الأخلاقي في هذا العالم، وأنه البرهان على صلافة هذا العدو، واستهتاره بدم وبمصير وبمقدرات الشعب الفلسطيني، في مسارات الحرب والسلم، وهذا ما ستؤكده الوحدة الفلسطينية، إن تحققت بإنهاء الانقسام.

w.hatamleh@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :