عمون – محمد الخوالدة -"التعريفة" و"القرش" اسمان يطلقان على فئة من فئات العملة الاردنية ، مقدار التعريفة خمسة فلسات ، اما القرش فمقداره عشرة فلسات ، وقد ظلت التعريفة ومعها القرش بلونهما البرونزي متداولان في السوق الى امد ليس ببعيد الى ان تراجع سعر صرف العملة الاردنية فلم يعد للقرش والتعريفة قيمة سعرية تذكر ليصبح "الشلن" الذي يساوي خمسين فلسا الوحدة النقدية الاقل في سوق العملة المحلية .
ما ذكر يهدف لتذكير من فاتهم زمن التعريفة والقرش من شبابنا واطفالنا ما كان للتعريفة والقرش من قيمة شرائية عالية فقد كانا مصروفا يوميا قيما لطلبة المدارس ، فالتعريفة كانت كافية لشراء قطعة حلوى من "الهريسة" او"السمسمية" او كمية كافية من "البليلة" اثناء الفسحة بين الحصص ، اما في القرش فكان بإمكان الطالب او الطالبة ان "يتمنظرا" على زملائهم من حيث كمية الحلوى او السمسمية او البليلا التي باستطاعتهم شراءها .
التعريفة والقرش كانا يكفيان ليشتري الطلبة ما يحتاجونه من بعض القرطاسية ،( الممحاة والمسطرة والبراية وخلافهما "، واكثر من ذلك كان القرش والتعريفة احيانا كافيان لشراء كمية من السكر او الارز ، وبكمية اكبر من القروش كان بالإمكان شراء ما يكفي وجبة الاسرة من لحوم الضأن او الماعز.
لم يعد للقرش والتعريفة وجود في السوق هذه الايام ، في المقابل لازالت اسعار بعض السلع والحاجيات تقاس بأسعار تأتي على ذكر القرش والتعريفة كأن يقال مثلا سعر هذه السلعة (35) قرشا ونصف او(36) قرشا ، وهنا فان من التجار من يحسم القرش والتعريفة ويكتفي بالرقم الصحيح فقط ، ومنهم من اذا بقي للمشتري في ذمته قرش او تعريفه فيبادلها بقطعة من العلكة او السكاكر او يفوتها المشتري عن طيب خاطر.
لم نسمع للان ان الحكومة توقفت عن طرح القرش والتعريفة في الاسواق ، ليكون السؤال ، هب ان شخصا اشترى سلعة من هذا التاجر او ذاك ودفع الثمن قروشا وتعاريف برونزية ، او هب ان المشتري لم يقبل بما يقدمه له التاجر من بديل عن قرش او تعريفة تبقيا له في ذمة التاجر فهل يقبل التاجر بذلك ، وان رفض هل يمكن مشاكاته .؟؟