facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ايها المواطن .. اجلس واخرس .. مقال خاص ب"عمون " ل "خالدمحادين "


21-11-2006 02:00 AM

عندما لا يكون في وسعك أن تقول كلمتك ، يصير الوطن في حجم علبة ثقاب، يضيق بك و تضيق به، و لكنك لا تستطيع سوى البقاء مزروعا فيه حيث لا وطن آخر لك مثل أولئك الآخرين الذين يسكنون و يستوطنون جوازات سفرهم الكثيرة و جنسياتهم الكثيرة و ملايينهم الكثيرة، ذلك أن الوطن ليس إلا للفقراء، يموتون جوعا و ظمأ و مرضا فوق ترابه، و ينزفون دماءهم دفاعا عن كبريائه، و يطوون العمر يغنون له فيرد الصدى منه حزينا و غاضبا وواعدا.أيها المواطن ...إجلس و إخرس!
خالد محادين




عندما لا يكون في وسعك أن تقول كلمتك ، يصير الوطن في حجم علبة ثقاب، يضيق بك و تضيق به، و لكنك لا تستطيع سوى البقاء مزروعا فيه حيث لا وطن آخر لك مثل أولئك الآخرين الذين يسكنون و يستوطنون جوازات سفرهم الكثيرة و جنسياتهم الكثيرة و ملايينهم الكثيرة، ذلك أن الوطن ليس إلا للفقراء، يموتون جوعا و ظمأ و مرضا فوق ترابه، و ينزفون دماءهم دفاعا عن كبريائه، و يطوون العمر يغنون له فيرد الصدى منه حزينا و غاضبا وواعدا.


تجلس للكتابة فتجد أنك لا تحتاج ?كثر من قصاصة ورق في حجم ورقة( أوتومان) التي كان ا?باء و ا?جداد يلفون بها دخانهم الهيشي دون أن يسعلوا أو يسمعوا تحذيرا من سرطان الرئة ، و يستمتعون بتلك اللفافات كما كانوا يستمتعون بجوعهم و مرضهم و عطشهم و عريهم و عجزهم عن إرتداء حذاء مقابل بضعة قروش، كانوا يستمتعون ?نه كان لهم وطن، و كان في الوطن مدن صغيرة، و كان حولها قرى هادئة، لم تكن هناك قوانين لتنظيم إجتماعاتهم العامة، حيث يحكمنا قانون منع تنظيم أي إجتماع عام، و لم تكن هناك قوانين لمنع الإرهاب، ?ن الإرهاب لم يكن موجودا، حيث لم يتم الزواج بين الفقر و الإذلال، و بين الحقوق و المحسوبية و بين الحق العام و الفساد العام و بين سلطة الحكومات و قدراتها الهائلة على ظلم مواطنيها، و عندما لا يكون هناك زواج لا يكون هناك ولادات و أطفال، فالإرهاب هو ا?بن الشرعي و الوحيد لذلك الزواج الذي يحول غالبية الناس إلى مجرد خشب جاف في ال fireplace الذي يدفئ ا?غنياء وهم القلة التي على أجسادنا ترقص وتتدفئ و تشوي اللحم البشري المتبقي على العظام.


بسبب أزمة الورق و إرتفاع أسعاره كان هذا الوعي بضرورة ألا يكون هناك حرية في القول أو حرية في الرأي أو حرية في التوظيف أو حرية في الإجتماع ، و بخاصة إذا لم يكن الإجتماع بهدف إبداء الإعجاب بكل ما هو رسمي ، و تأكيد الولاء للوطن من خلال تقديم الدليل على ولائك للحكومات. و إذا ما ترك الحبل على الغارب، و قيل للكتاب و بخاصة الصحافيين أكتبوا دون خوف، تناولوا كل ما تشاؤون من موضوعات و قضايا فيما عدا المس بالثوابت الوطنية التي هي موضع إجماع الجميع، قولوا كلمتكم حتى لو وصل التمادي لديكم حد القول بأنكم مجتمعين تملكون وعيا لا يقل في حجمه الكبير عن واحد بالمائة من وعي و فهم و عبقرية وزير عامل أو سابق، لو حدث هذا فسنجد أنفسنا مضطرين إلى إستيراد باخرتين محملتين بالورق، و هو أمر سيهز إقتصادنا الوطني و يحملنا تكلفة يمكن توفيرها بالكامل للمصلحة العامة إذا ما تركنا ?ي مبدع أو لكل حامل قلم أو رأي ما لا يزيد عن 10 في 10 سنتميتر من الورق يصرف بموجب كوبونات يمكن الحصول عليها من مكتب الناطق الرسمي أو دائرة المطبوعات و النشر أو أقرب مركز أمني أو من أمام أكشاك وضعت أمام مقرات المحافظين الذين يعرفون وحدهم أين مصلحتنا، ومن منا يستحق يستحق شهادة في الوطنية أو تهمة الإرتباط بالخارج (الولايات المتحدة و بعض الدول ا?وروبية بمراكزها و مكاتبها و ملايينها لا تعتبر خارجا).


لا أحد يصل به الغباء إلى درجة المطالبة بربع حرية للكاتب كي يقول كلمته و يعبر عن موقفه، إذ ما يزال بيننا من يتحدث عن الرأي و الرأي ا?خر، و لكن ا?مر المؤسفأننا وصلنا الى حالة تستوجب الرثاء فليس لدينا رأي و ليس لدينا رأي أخر، غاية ما يمكن المطالبة به هو أن يتوقف الكثير من المسؤولين عن تصوير بلدنا بالمدينة الفاضلة و تصوير بعض كتابها و مثقفيها و حزبييها و مفكريها بالشياطين الذين يجب أن تتواصل مطاردتهم حتى لا يرتفع صوت على صوت حكوماتنا، و المفجع أننا نتوارث حكومات لا صوت لها و إن كان لها سوط.


kmahadin@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :