facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مَنْ هو الإعلامــــــي؟


سليمان الطعاني
19-06-2018 09:42 AM

نصادف يومياً في مجالسنا ونوادينا الكثير من الأشخاص الذين لا نعرفهم من قبل، يقوم الواحد منهم بالتعريف بنفسه" أنا الإعلامي فلان، وبكل جرأة زائدة عن الحد يقدم نفسه في المجلس متجاوزا كل تقاليد والأعراف والخلق والاحترام ويبدأ يهرف بما لا يعرف.

من الذي اعطى بعضهم هذا اللقب وهو لا يعرف مصداقية ولا موضوعية ولا هو قريب من الناس ولا يفهم بمهارات التفكير الناقد ولا التأملّي ولا يعرف الإبداع، وليس هو قارئ جيد ولا كاتب جيد ولا مستمع جيد ... ؟

تعلمنا في أبجديات الاعلام أن الإعلامي يجب أن يجمع بين كل أطراف الثقافة، فلا يجد نفسه يوما غير عارف بعلم من العلوم، وهذا يعني أن يكون متسع المدارك، حاضر الفكر، لبق الحوار، الأمر الذي يؤهله لنقل ثقافة الآخرين والتفاعل معها بما يتفق وحاجات مجتمعه، والأخذ بما يناسب الاخلاق والمصلحة الوطنية ، وهذا يخلق فيه صفة ضرورية وهي عالمية التفكير وعالمية التوجه ، وإنسانية الرأي دون تفريط في ولائه لوطنه وأهله ... وألا يكون مطبّلاً ومسحّجاً أو مبتزّاً لهذه الجهة أو تلك مقابل دراهم معدودة كما هو الحال عند الكثير ممن يدّعون أنهم إعلاميون.

تعلمنا أيضاً أن الإعلامي يجب أن يكون أميناً في نقل ما هو بصدده من قضايا وأفكار، كريم النفس، بعيداً عن الابتزاز واقتناص الفرص على حساب مسؤوليته الاجتماعية ليس مغروراً، لا يغريه موقعه فتندثر عنده المثل العليا التي يجب عليه أن يناضل من أجلها،

هذه الكلمة تم استغلالها أبشع استغلال من قبل البعض واستخدمت بشكل مكثف في السنوات الأخيرة لإضفاء الشرعية على عليهم، ومما يجعل الشخص الموصوف بها ذَا قدر أكبر في نظر الاخرين بمجرد ان يعرّف على نفسه" الإعلامي فلان" ويجعله كذلك صاحب حظوة في وسطه الاجتماعي، فالدعوات الى الندوات والمؤتمرات والمهرجانات والورش والولائم والحفلات المخملية كلها تتم تحت ضغط هذه الكلمة التي لا تدع لهذا الاعلامي مجالاً للتغيب.

وطالما أن الداعي قد رفع غرور هذا الاعلامي درجة -وربما درجات- بمنحه هذا الوصف الغالي إلى قلبه والذي يزيد من أجنحة طاووسه الداخلي؛ فلا مفر من أن الدعوة ستكون مقبولة بعض النظر عن ضحالة الفاعلية.

الإعلامي الذي لا يحسن مخاطبة الجمهور بحسب تصوراتهم الادراكية وثقافاتهم المختلفة هو مصيبة على الاعلام ويشكل خطراً على مؤسساتنا الإعلامية ولا أدل على ذلك ما وسمَ به تلفزيوننا الرسمي مؤخراً بأنه تلفزيون الميرمية لغيابه المريع عمّا جرى على الساحة الأردنية من وقفات واحتجاجات ضد سياسات الحكومة المجحفة بحق المواطن، فشل اعلاميو التلفزيون بمخاطبة الجمهور، واكتفى ببث برامج حول فوائد الميرمية ذلك لأنهم لم يكونوا على قدر المسؤولية!!

اعلاميون يفتقدون للأهلية والحضور حتى لو أطلقتَ عليهم أقوى الألقاب والمسميات وحتى لو تم وضعهم في أعلى مراكز القرار هنا أو هناك .... لأن فاقد الشيء لا يعطيه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :