عمون - كشفت دراسة أطلقتها منظمة حبر وبالتعاون مع منظمة اليونسكو/ مكتب عمان، اليوم الأربعاء، بعنوان " تقييم التوازن الجندري في الإعلام الأردني" أن نسبة ظهور المرأة في محتوى وسائل الإعلام المختلفة بتغطيات نشرات الأخبار والقضايا الراهنة، لا تتجاوز 9 بالمئة مقابل 91 بالمئة لصالح الرجل.

وتوصلت الدراسة إلى أن فجوة التوازن الجندري التي تطبع مختلف مناحي الحياة في الأردن، تتجلى بشكل أكثر حدة على صعيد وسائل الإعلام في القطاعين العام والخاص (المطبوع، الإلكتروني، المرئي والمسموع)، حيث هناك أنثى واحدة لكل 10 ذكور ورد اسمها، أو ذُكر ما قامت به، أو اقتباس عنها، أو مقابلتها في جميع وسائل الإعلام.

وأظهرت الدراسة أن نسبة تمثيل وحضور المرأة في المحتوى الإعلامي الأردني (كافة وسائل الإعلام) فيما يتعلق بموضوعات: العلوم والتكنولوجيا، والأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، والعمليات العسكرية، بلغت نسبة تقارب ال 0%، في حين بلغت نسبة تمثيلها في موضوع "النوع الاجتماعي وقضايا النساء" 88.2 بالمئة محتلة المرتبة الأولى مقارنة مع الموضوعات الأخرى التي تناولتها الدراسة، في حين تقاربت نسبة تمثيل النساء مع نسبة تمثيل الذكور في موضوع الثقافة ب 42.9 بالمئة مقابل 57.1 بالمئة لصالح الذكور.

وأشارت الدراسة إلى أن نسبة حضور النساء في المحتوى الإعلامي للإذاعات كانت الأفضل بنسبة 13 بالمئة، تلتها الصحف ووكالة الأنباء الأردنية بنسبة 10%، في حين لم تتجاوز أل 6 بالمئة في المحطات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية، بالرغم من الحضور اللافت لهن كمذيعات على شاشات المحطات التلفزيونية.

وبيّنت أرقام الدراسة وجود صحفية لكل 3 صحفيين تعمل في جميع وسائل الإعلام؛ حيث بلغت نسبة الصحفيات العاملات في الإذاعات 38 بالمئة، و 31 بالمئة في الصحف ووكالة الأنباء الأردنية، و 23 بالمئة في المحطات التلفزيونية، و 6 بالمئة في المواقع الإخبارية.

وأوضحت الدراسة أن نسبة النساء الصحفيات 27 بالمئة مقابل 73 بالمئة من الرجال الصحفيين، لم يكن له اي أثر يُذكر على صعيد تغيير واقع الخلل في التوازن الجندري، ذلك أنهن بقين خارج مواقع صنع القرار في وسائل الإعلام والتي يفرض الرجال عليها هيمنة شبه كاملة.

وأرجعت الباحثة سوسن زايدة التي قامت بالدراسة وعرضت لنتائجها، تحقيق نسبة تمثيل المرأة في المحتوى الإعلامي الثقافي التوازن الجندري (حيث تقاربت نسبة تمثيلها مع نسبة تمثيل الرجال) ، إلى أن قطاع الثقافة يمتاز بخصوصية لجهة تنوع القضايا الحياتية التي يتناولها مقارنة مع القطاعات الأخرى التي تناولتها الدراسة، مشيرة إلى وجود علاقة طردية أظهرتها الدراسة، أنه كلما تنوعت مناقشة الموضوعات الحياتية كلما زاد تمثيل النساء فيها.

واعتمدت الدراسة منهجية رصد المحتوى على مدار أسبوع واحد من 17 إلى 21 كانون الثاني من عام 2018، في عينة من 22 وسيلة إعلامية تم اختيارها بحيث تمثل قطاع الإعلام في الأردن بتنوعه (مكتوب ومرئي ومسموع)، وتوجهاته وملكياته في القطاعين العام والخاص، وسعة انتشاره، وجمهوره وموقعه الجغرافي، حيث تضمنت العينة 8 محطات إذاعية، و 3 قنوات تلفزيونية، و 5 صحف يومية، و 5 مواقع إلكترونية إخبارية، ووكالة الأنباء الأردنية (بترا).

وشملت الدراسة، تحليلا لعينة من المحتوى الإعلامي ممثلة من منظور النوع الاجتماعي، كميا ونوعيا، من خلال تصنيف وتحليل المحتوى حسب الجنس ومفاهيم البنية الاجتماعية وأدوار النوع الاجتماعي، وتقييم تاثير المحتوى الإيجابي على مساواة وعدالة النوع الاجتماعي، أو السلبي نتيجة التمييز على أساس الجنس.

وقالت المحررة التنفيذية لمجلّة حبر الإلكترونية، والمُحاضرة في الإعلام الرقمي في معهد الإعلام الأردني لينا عجيلات إن منظمة حبر تعنى بإنتاج الأبحاث والدراسات بالتعاون مع اليونسكو، مشيرة إلى أهمية إطلاق هذه الدراسة نظرا لغياب حضور المرأة بشكل كاف في المحتوى الإعلامي، وضعفها أيضا في المشاركة في صياغة هذا المحتوى.

أما مسؤولة برنامح قسم الاتصال والمعلومات في اليونسكو / مكتب عمان إخلاص الخوالدة فاوضحت أن منظمة اليونسكو تدرك تماما الفجوة الواضحة بين صورة تمثيل المرأة في الإعلام ودورها وحضورها على أرض الواقع في الأردن، حيث تم التعرض لتمثيلها بطريقة غير عادلة في الفضاء الإعلامي، مشيرة إلى أن موضوع تمكين المرأة والنوع الاجتماعي هو من المواضيع ذات الأولوية لدى المنظمة، لتحقيق المساواة بين الجنسين في الإعلام الأردني.

وللمهتمين في الإطلاع على الدراسة يمكن زيارتهم للرابط التالي: http://www.unesco.org/new/fileadmin/MULTIMEDIA/FIELD/Amman/pdf/Gender_in_Media_AR_25062018.pdf --(بترا)