facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




عمليات الترميم والتجميل السياسي .. تتداعى بسرعة


مصطفى ابولبده
30-04-2007 03:00 AM

موضوع أن المبادرات الاصلاحية تتعطل قبل ان تنطلق, هذا الموضوع أصبح قديماً ومستهلكاً وأسباب معروفة..... ولذلك لم يعد أحد - على مستوى المنطقة - يتحدث بشعارات التغيير والاصلاح والديمقراطية والتحديث والانفتاح, باعتبار انه حديثٌ من نوع لزوم ما لا يلزم, بل وأضحى أقرب الى اللغو والتهمة.
الجديد هو أنه حتى عمليات الترميم (ولا نقول البناء أو الاصلاح ) لم تعد تعمل. يعاد ترميم العلاقات السياسية أو المؤسسات السيادية او الانتاجية, مرفوقة بضجة أو غبرة إعلامية. تشتغل الماكنات قليلاً ثم لا تلبث ان تنهار, مع ما يرافق ذلك من هدر في الجهد والمال ومن انتكاسات نفسية تخلخل ما بقي متماسكاً من البنى التحتية.
هذه الظاهرة الجديدة تنسحب على معظم الجهد الاقليمي وما يتصل به من حراك وهبّات وفزعات مؤقتة... في جُلّ القضايا العامة.
آخر وأطرف ما انهار من عمليات الترميم, ستة من أصل ثمانية مشاريع خدماتية بنتها القوات الامريكية في مختلف مناطق العراق بكلفة زادت عن 150 مليون دولار.
وحسب تقرير رقابي نشرته صحيفة نيويورك تايمز يوم أمس, فان هذه المشاريع التي أعلنوا رسمياً عن نجاحها وتشغيلها, تعطلت قبل انقضاء بضعة اشهر أو أسابيع على تسليمها.
مسألة هدر الجهود والمال في هذا الموضوع بالذات ليست قضية كبيرة. فالتقديرات المتواضعة للمفقود والمنهوب في العراق من الاموال النقدية والمساعدات والنفط الخام, يزيد عن 65 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية.
ولذلك فان المقصود بالحديث عن »انهيار عمليات الترميم والتجميل« هو التنبيه الى أن دواليب الماكنات السياسية في المنطقة قد وصلت الى مرحلة الصدأ والتآكل والتلف, ولم يعد ينفع فيها حتى التشحيم. يجري تسنيد الاوضاع في فلسطين والعراق ولبنان, وتزييت مسنناتها وترقيع خرومها وتركيز واجهاتها, بمبادرات ومساعدات وحملات إعلامية ومهرجانات لفظية. لكنها عند أول هبّة ريح أو حادث اغتيال أو خطبة جمعة, لا تلبث ان تتداعى... يذوب الثلج ويتطاير الرماد وتبدو الأشياء بألوانها وروائحها وأحجامها الحقيقية.
حصل هذا الأمر في فلسطين بموضوع اتفاق فتح وحماس, وما بني فوقه من إعادة تفعيل للمبادرة العربية.ولم يحتج تداعي عمليات الترميم هناك لأكثر من حادث أو اثنين من عمليات الاغتيال التي حصل مثلها في لبنان فعادت الأمور في بيروت الى نفس حافة الهاوية التي وقف عندها الجميع وما زالوا.
والحال نفسه ينطبق على العراق لكن بوجع مضاعف, وقلق اشدّ. فالأوضاع في الشمال توشك أن تستدرج دخول قوات تركية. والاوضاع في جنوب العراق توشك على اعلان الحكم الذاتي. أما الاوضاع في وسط العراق فانها تكاد تجرّد إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش مما بقي يسترها من دعاوى ومن مساعدين. فمعظم معاونيه قفزوا من النافذة وآخرهم جورج تينيت مدير المخابرات المركزية السابق الذي كشف قبل أيام ورقة الخروع في كتابه »وسط العاصفة«, ففتح الباب لجرجرة نائب الرئيس ولاستقالة وزيرة الخارجية ولتوسيع فجوة الاسناد المتبادل بين واشنطن وحلفائها في الجزيرة والخليج.
أن تتوقف شعارات الاصلاح والتغيير والتحديث وتصبح تهمة, فذلك امر مفهوم, وإن اصبح تاريخاً. لكن ان يتعذر ترميم المؤسسات العامة وتتعطل عمليات التجميل السياسي التي تهدف الى شراء الوقت في المنطقة برمتها, فهذه إشارة تدق الجرس بعصبية.

mustafa@albaddad.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :