facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشباب ما بين العزلة وضآلة المحسوس


د. محمد كامل القرعان
08-07-2018 11:39 AM

الملفت للإنتباه عند الحديث عن الشباب، هو ضخامة الحديث عن تمكينهم مقابل ضآلة البرامج الاصلاحية القاطبة لهذه الفئة.

وفى نفس الوقت محدودية البرامج الشبابية وتواضع كفاءة هذه الأطر والامكانات المعلنة لمشاركة الشباب والاهتمام بهم والوقوف عند احتياجاتهم. وعندما يتم استبقاء الشباب واستبعادهم خارج دائرة صنع واتخاذ القرار يصبح الحديث عن ثقافة العزلة بينهم أمرا واردا ومؤكدا. وأن من أسباب العزلة بين الشريحة الاكبر في المجتمع وهم الشباب الأطر والاجراءات لتلك الهوّة البنائية بين المبالغة فيما تحقق له من ناحية، وضآلة المحسوس من هذه الوعود والإنجازات من جانب أخر.

فمن خلال قراءة المنظومة القانونية، يتضح أن الدول التى أشار دستورها إلى الشباب أغلبها ركزت على حماية ورعاية الشباب باعتبارهم جيل المستقبل وقادته واستثمرت قوتهم وعنفوان الشباب للبناء . كذلك، نلاحظ أنه حتى فى التنظيم الهيكلى والافقي والرأسي ، ورغم الاهتمام الرسمى بتمكين الشباب ومحاولة زيادة المساحة المخصصة لهم فى المؤسسات السياسية، ومنها البرلمان والبلديات واللامركزية والحزبية ، نجد أن أغلب هذه المجالس تاكد تخلوا تماما من الشباب ، فضلا عن عدم تخصص لجنة ذات دور فعال لإعداد سياسة متكاملة للشباب داخل مؤسسات الدولة والشعب والاهلية ان جاز التعبير.

وتنمو الإتجاهات "الاستثنائية" والتيارات المحظورة (العكسية) فى متوالية التغذية الراجعة والهندسية أمام ضعف الآليات الوطنية "المشروعة" فى مجال تمكين الشباب فكرا وثقافة وجسما وعملا. وفى حين تتحرك هذه الاتجاهات الإنعزالية للشباب في بيئة متطرفة الفكر والاتجاه والمواقف تصبح على غرار كرة الثلج تلهث وراءها مؤسسات سياسية مرهقة وضعيفة لتكيفها بالوقت الضائع بشكل مستمر، ولكنه فى أغلب الأحوال لا يستقر. وربما يبدو المشهد السياسى وخط الاشتباك ما بين الدولة والشباب و على هذا النحو في بعض الدول العربية والاجنبية ، التى تزيد فى الإنفاق على أجهزة الأمن أكثر مما تنفق على مؤسسات التعليم المدنى الحر، ولكنها تواجه صعوبات متجددة فى استيعاب هذه التيارات الإنعزالية أو احتواءها حين تندلع، كمن يواجه مظاهرة سلمية بقوات بدبابة عسكرية، فلا هو ينتصر ويلغى الرغبة فى التظاهر ولا التظاهرات تستطيع تغيير الوضع بشكل جوهرى، إلا إذا تغلب طرف على آخر تماما، وقهره بالقوة.

هذا النوع من العزلة بين الشباب ومؤسسات الدولة وغرف صنع القرار السياسي يحتاج الى تدخل سريع ومباشر وهادف ووطني ، وربما يؤدى تراكمه الى نتائج غير محمودة وان لم تكن بالمواجه حتما ستكون بفقدان الثقة واللامبالاة .

فالعزلة هى عدم المشاركة فى الحياة السياسية من منطلق الإحباط وللامبالاة وفقدان الثقة والشعور بعدم القدرة على التأثير والتغيير ، ومن ثمّ فالتمكين والاشتباك السلمي الفكري مع الشباب يضعف قدرة ثقافة العزلة ويقوي من جهاز المناعة على الحياة. ورغم ان شبابنا شهدوا خلال العقدين الماضيين استراتيجيات شبابية وطنية ليشكلوا محورها الهادف الا انها اصطدمت بضعف الامكانات التنفيذية ( كواد ، مال ، فكر ) واحتلت القضايا التي تعاني منها هذه الفئة الاجتماعية، والتي تزيد نسبتها عن نصف عدد السكان اهتماماً غير ملحوظ ببرامجناعلى الصعيد الوطني باستثناء مبادرات فردية اختصرت عل فئة بعينها. تعلق قدر الشباب بالبطالة، أو العنف، أو الزواج، أو المشاركة السياسية، اوجد حتمية المعالجة وادراك دورهم وحل مشكلاتهم واحتياجاتهم تمهيدا لدمجهم جزءاً لا يتجزأ من قضايا ومتطلبات المجتمع.

فشبابنا ثروة وطنية تمتليء بالقدرات والمكونات الهائلة وتستطيع اذا ما اتيح لها الفرصة ان تعمل وتبني.

وتتضح أهمية الشباب في المجتمع من خلال دورهم في إحداث التغيير؛ لأنهم من أكثر الفئات الاجتماعية تقبلاً للتطور والتغيير، وكما تتضح أيضاً من خلال دورهم في التنمية الاقتصادية؛ لأنهم من أكثر الفئات التي تسهم في دفع عملية عجلة التقدم الاقتصادي، وتتضح كذلك من خلال دورهم في الإصلاح الاجتماعي، إلى جانب الدور السياسي والثقافي والرياضي والعسكري الذي يقومون به.

ونظراً لما يمثّله الشباب من نسبة مرتفعة من عدد السكان في الأردن، فقد أولت الحكومات الأردنية المتعاقبة هذه الفئة اهتماماً خاصاً بها، فأوجدت المؤسسات والدوائر والهيئات التي تهتم بهم وبتنميتهم فكرياً وجسدياً؛ كالمجلس الأعلى للشباب، وهيئة شباب كلنا الأردن، وغيرها من المؤسسات الهادفة إلى إشراكهم في جميع عمليات التنمية الوطنية، سواءً كان ذلك في المجالات السياسية، أم الاقتصادية، أم التعليمية وغيرها.

ولما كانت وسائل الإعلام في المجتمعات وخاصة النامية منها تلعب دوراً كبيراً في إثارة القضايا المجتمعية، وتسليطها الأضواء على احتياجات المجتمع ومشكلاته، وإبراز جوانب التطور والتغيير فيه، فإن هذا الدور يزداد قوةً وتأثيراً كلما زاد انتشار وسائل الإعلام، وكلما تطورت تقنياتها، الأمر الذي يضاعف من مسؤولياتها في المساهمة في تطوير هذه المجتمعات، وإحداث التغيير فيها.

ومما لا شك فيه أن الصحافة يمكن أن تقوم بدور مهم في مساعدة الشباب على أداء دورهم الوطني في المجتمع، وذلك عن طريق النصح والإرشاد والتوجيه والمتابعة، وضرب المثل بالقدوة الحسنة.

كما يمكن أن تسهم في طرح مشكلات وقضايا الشباب، وإيجاد الحلول لها، وأن تسهم في نقل الخبرات وتوضيحها وتفسيرها وشرحها بأسلوب سهل مبسط، كي يتعرف عليها الشباب، ويستفيد منها في حياته القادمة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :