facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بريء


30-04-2007 03:00 AM

ما أجمل أن تكون مزعجا في بعض الأحيان ومصدر قلق في مرات أخرى , والاجمل من ذلك أن تصبح بين ليلة وضحاها مصدر توتر شعبي تكتب عنك الصحف والمجلات معتبرة من قدومك كارثة حلت بالبلاد وبالعباد ويتعوذ من رؤيتك الجميع ويسب عليك الماشي والراكب في الشوارع , التجربة الشيقة السابقة هي ما سأمر به هذا الصيف لدى قضائي اجازتي في عمان بسيارتي ذات اللوحة الخليجية والتي ستوجه لها أصابع الاتهام بانها سبب الاختناقات المرورية في شوارع المملكة الرحبة الواسعة طوال العام . ستكثر التقارير الصحفية في الفترة الممتدة من أيار وحتى تشرين أول المتعلقة بالويلات التي خلفتها عودة المغتربين الى أرض الوطن من ارتفاع اسعار العقار وخدمات المطاعم وتكدس أكوام السيارات في الشوارع والحارات .

لكنني أعلنها الآن وقبل سفري بأنني بريء ولا دخل لي بما سيحدث هذا الصيف فبالنسبة للارباك الحاصل في سوق العقار لا علاقة لي به من قريب أو بعيد وأتمنى من اي شخص كان يعرف طريقة معينة (بعيدا عن السرقة والاحتيال) يستطيع خلالها شاب اردني ان يتملك شقة في عمان ان يدلني عليها وله ما يريد, لذا اطمئنكم بأن أعداد المتزاحمين على شراء العقار والبيوت ومسببي زيادة الطلب على حساب نقص كبير في العرض سينقصون واحدا هو أنا حيث انني لا أملك ثمن شقة أو غرفة في عمان ولن املكه على مدار العشرين سنة المقبلة فاطمئنوا واهنؤا بالا .

وأؤكد مرة أخرى بان لا دخل لي بما سيحصل هذا الصيف على صعيد الازدحام المروري وذلك لعدة أسباب أولا : سأكون مراعيا للحس العام وأستشعر المسؤولية الأخلاقية تجاه وطني ( كما هو الأردني دائما ) وسأركن سيارتي في الكرك وسأقتصر مهامها على نقل شوالات ( أكياس ) السكر والأرز للأعراس والمناسبات تلك التي تكثر لسؤ الحظ أيضا مع عودة المغتربين , ولا أخفي سرا اذا قلت بان محرك سيارتي واسع جدا وتكلفة مشوار الكرك عمان تربو على 40 دينارا لذا ساختصر المسافة على نفسي في حوار داخلي قائلا شو مالها الباصات ؟؟ اي بالاساس قضينا العمر كعّابي .

وصدقوني سأتابع الصحف بشدة ولو تجرأت صحيفة وكتبت بأن المغتربين سببوا أزمة الشوارع سأقاضيها مباشرة طالبا منهم تغيير العنوان ليصبح كالتالي المغتربين سببوا أزمة الشوارع باستثناء علاء الطراونه , سأكون عدائيا لأبعد الحدود .

أما السبب الثاني لعدم ارتباطي بما سيحدث هذا الصيف فهو عائد الى مشكلة تاريخية بشوارع عمان مرتبطة بضعف التخطيط الاستراتيجي الذي لم يأخذ بعين الاعتبار التزايد السكاني للخمس دقائق المقبلة بعد التنفيذ .

ثالثا : لا دخل لي بما سيحدث في عمان لأن شبكة النقل العام عاجزة عن تغطية كافة المواقع بالشكل الأمثل وعاجزة أيضا عن تقليص فترة الانتظار لحافلة عمومية تلك التي كانت هيئة تنظيم قطاع النقل تدعي بأنها قلصتها لفترة تبلغ في حدها الأعلى 15 دقيقة في الوقت الذي كنت أموت فيه ألف مرة من البرد والمطر على دوار المدينة الرياضية بانتظار باص او سرفيس أو قارب أو عرباية أو أي اشي رخيص وبمشي على عجلات وذلك لأكثر من ساعة ونصف دون أمل ولا حتى سعاد .

رابعا : في أحد الأيام كان بحوزتي فائض هائل من السيولة النقدية وذلك للمرة الأولى منذ شهرين (يعني بحدود 3 ليرات) , عندها قررت تجاهل الباصات والسرافيس وانتظار تكسي أصفر اللون فوقفت بكل زهو على ناصية الشارع ولوحت بيدي بكل وقار كرئيس جمهورية عربي حاز على النسبة اياها في الاستفتاء , حتى توقفت بكبرياء قل مثيله لي لوحدي ولم يركلني أحد لدى صعودي ولم يقلل من قيمتي كونترول حاقد على كل الركاب ولم اصب بارتجاج دماغي نتيجة توقف مفاجئ , كل تلك الامتيازات لي لوحدي أنا حتى بدأ السائق با ستكمال حديث كان قد بدأه مع راكب آخر وبعد أن نفث دخان سيجارته في وجهي قال بلهجته البسيطة " بتعرف انه الشعب الأردني على استعداد يطلع رحله كله ومرة وحده " , لم أفهم ما يريد ليستدرك قائلا " أي من كثر السيارات بالبلد ولو طلع فيها الشعب كله ما بتلاقي اردني رجليه بتلمس الأرض .

اما الذي فهمته من كلام سائق التكسي وبلغة أخرى بأن ضعف شبكة النقل العام في المملكة أجبر المواطنين المقتدرين وغير المقتدرين الى اقتناء السيارات والتي سيصبح عددها قريبا بعدد السكان , يعني باختصار أنا بريء وما الي دخل وأزمتكو منكو فيكو .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :