facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الهاشميّة مثال يُحتذى في صداقتها لأولي الضّرر


د.هشام المكانين العجارمة
22-07-2018 01:53 AM


وقفةُ تأملٍ على هامشِ مُناقشة رِسالة لذي ضرر

لم يحدث أن جعلت جامعة من قبل أولي الضّرر في سُلّم أولوياتها الهامة كما فعلت الجامعة الهاشمية، لا سيما أن الاهتمام بأولي الضّرر أو من عُرفوا على نطاق واسع بذوي الإعاقة يأتي استجابة لتعاليم ديننا الحنيف أولاً، وللمواثيق والتشريعات والاتفاقيات الدولية والقوانين الأردنية ذات العلاقة بأولي الضّرر أو الإعاقة ثانياً، واقتداءً بالرعاية الهاشمية والتوجهات الملكية ثالثاً والتي تحرص الهاشمية على تكريسها والاقتداء بها.
وليس بأدل على اهتمام الجامعة الهاشمية اليوم بأولي الضّرر احتضانها قسماً للتربية الخاصة مشهود له بالتميز والعطاء، حيث أخذ على عاتقه منذ لحظة إنشائه أن يكون تميّز الجامعة عنواناً له ومنهجا، وأن يكون أولي الضرر له هدفاً ومقصدا، وذلك بإتباعه سياسة التنوع في الاختصاصات الفرعية والخدمة المجتمعية التي ليس بأقل من أن توصف بأنها منقطعة النظير، حيث يعمل القسم جنباً إلى جنب مع قسم تربية الطفل وبتبعية لكلية الملكة رانيا للطفولة رائدة العمل في مجال الطفولة والتربية الخاصة.

الهاشمية اليوم يسجل لها إقامتها للمؤتمرات وللأيام العلمية والملتقيات والندوات الفكرية الخاصة بأولي الضّرر وبقضاياهم، ونماذج ذلك مؤتمر (التربية الخاصة بين الاعداد ورخصة مزاولة المهنة والتعليم الدامج الذي أُقيم تحت رعاية الأمير مرعد بن رعد)، وملتقى (التسهيلات البيئية لذوي الاعاقة الذي أُقيم تحت رعاية الأميرة ماجدة رعد وبالتعاون مع جمعية الحسين لرعاية وتأهيل ذوي التحديات الحركية)، وندوة (قضايا ومستجدات في التربية الخاصة التي تناولت زواج ذوي الإعاقة واستئصال أرحام الفتيات ذوات الإعاقة وإجهاض الأجنة المشوهة)، إضافة إلى دور الجامعة في دعم كوادرها لحضور المؤتمرات التي تتناول الأبحاث العلمية المتعلقة بأولي الضّرر وإيلائها العناية الكبيرة.
وفي إطار سعي الجامعة للتميز عن غيرها فقد أقامت في رحابها مركزاً خاصاً للتأهيل المجتمعي لحالات الإعاقة، إضافة إلى استحداثها دبلوماً احترافياً لتأهيل حالات الإعاقة يتبعان لكلية العلوم الطبية المساندة، ومركزاً لتشخيص ذوي الإعاقة يتبع لكلية الملكة رانيا للطفولة سيُباشر عمله مطلع العام الجامعي القادم. كما عمدت الجامعة كذلك إلى جعل لغة الإشارة متطلب جامعي لجميع طلبة الجامعة، وتخصيصها كذلك مساق يُعنى بقوانين وتشريعات الأفراد ذوي الاعاقة كحقوق وليس كترف يُعرف اليوم بإسم (حقوق وقوانين الطفل في التربية الخاصة)، كما تتجه الأنظار لاعتماد مساق جديد كمتطلب جامعة بعنوان (ذوو الإعاقة والمجتمع الصحي)، كسابقة لا تتوافر في أي جامعة أخرى.

كما يُسجل للجامعة كذلك منذ دعمها لمسمى (أولي الضّرر) بدلاً من ذوي الإعاقة - وذلك تطبيقاً للنهج القرآني المتمثل بقول الله تعالى: (لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ)- إلى توقيعها لعددٍ من الاتفاقيات ذات العلاقة بأولي الضّرر، كان آخرها اتفاقية تعاون هي الأولى من نوعها على المستوى الإقليمي وقعت مع الاولمبياد الخاص لرياضة ذوي الاعاقة نجم عنها إقامة ملتقى حواري دوري - كانت آخر جلساته خلال الأيام الماضية في رحاب الهاشمية برعاية نائب جلالة الملك سمو الأمير رعد بن زيد -، إضافةً لاتفاقيات تعاون أخرى وعلاقات تشارك مع بعض الهيئات ذات العلاقة بذوي الإعاقة، كالمجلس الأعلى لحقوق ذوي الإعاقة، والوزارات ومؤسسات الدولة كوزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم والمراكز الخاصّة وذلك في إطار تدريبها لمعلمي التربية الخاصة وخدمة ذوي الإعاقة.

وفي ذات السياق، ضربت إدارة الجامعة مؤخراً - وهذا ما استوقفني ملياً ودفعني للكتابة - أنبل صور الانسانية وحُسن التعامل والتقدير لمنظومة العطاء النّبيل لأولي الضّرر، صُورة عزّ نظيرها ومشاهدتها في أروقة الجامعات الأردنية على اختلافها، وذلك من خلال حرص إدارة الجامعة ممثلة برئيسها على حضور مناقشات الطلبة أولي الضّرر ودعمه لها وجعلها ضمن برنامجه المزدحم بالأعمال، وهذا ليس بغريب على إدارة لطالما نادت واحتفت في محافل كثيرة بأولي الضّرر، إدارة جعلت لأولي الضّرر دوراً كبيراً في المساهمة برفعة الجامعة، بل وتشاركت معهم في خدمتها، كما أنها ليست الصورة الأولى لإدارة الجامعة إذ سبق لها أن دعت لفتح الأبواب لأولي الضّرر، وتسهيل إجراءات قبولهم وتسجيلهم، ومنحهم تسهيلات خاصة وخصومات واعفاءات وصلت حد ٩٠٪ من الرسوم المقررة، واحتضانهم بالتكريم، وتشجيعهم على الاندماج في المجتمع الجامعي وإمكانية وصولهم للخدمات وعلى رأسها خدمات المكتبة وخدمات مركز الحاسوب الالكترونية، وجعل المباني الحديثة صديقة لأولي الضّرر وإعادة تأهيل القديم منها لتتناسب وخصائص أولي الضّرر وإمكانية انتقالهم باستقلالية، وتخصيص مواقف لسيارات أولي الضّرر من العاملين والمستفيدين من الطلبة، وتخصيص مكافئات مالية للطلبة مقدمي الدعم والمساعدة لأولي الضّرر، فضلاً لتشجيع أولي الضّرر على الريادة في النشاط الطلابي، وليس بأدلّ على ذلك من إنشائها لنادي أصدقاء أولي الضّرر يتبع إدارياً لعمادة شؤون الطلبة وفنياً لعمادة كلية الملكة رانيا للطفولة، نادي يعمل الطلبة فيه كخلية نحلٍ تحت اشراف أكاديمي وبتشاركية ملفتة للانتباه مع مراكز الجامعة والمؤسسات ذات العلاقة بذوي الإعاقة على امتداد مواقع خدمة الجامعة. كما يُسجل للجامعة دعمها لنشاط أعضاء الهيئة التدريسية في مجال اعلام ذوي الإعاقة الذي تستهدفه المؤسسات الاعلامية الاردنية وعلى رأسها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وتشجيعها على التأليف واصدار الكتب ذات العلاقة بالإعاقة والتربية الخاصة عموماً، كما يُسجل للجامعة كذلك احتضانها للمبادرات المتعلقة بأولي الضّرر كمبادرة (اسألني) ومبادرة (ايدينا بالخير) ومبادرة (فرحتنا فرحتكم)، ومبادرة (مفيش فرق)، ومبادرات التدريب الميداني في قسم التربية الخاصة بكلية الملكة رانيا للطفولة المتمثلة بمبادرة (همتنا بلمتنا) ومبادرة (تغيّر وغيّر) ومبادرة فريق (إحنا نقدر)، وتمكين مبادرة (مكاني بينكم) التي أطلقها المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومبادرة قصص مريم عابد الهادفة للتعريف بذوي الإعاقة، إضافة لمبادرات أخرى عديدة أطلقتها كليات الاداب والرياضة والعلوم التربوية والعلوم الطبية المساندة والطب والهندسة وعمادة شؤون الطلبة.

إن الاهتمام بأولي الضّرر في الهاشمية اليوم ليس اهتماماً حصرياً على كلية بعينها أو قسم بعينه، وإنما هو حصيلة تشارك كليات الجامعة ووحداتها والعاملين فيها، تشارك هو أشبه بلوحة فسيفسائية وطنية جميلة عز رؤيتها في باقي الجامعات الأردنية، وهذا ما دفع المهتمين بواقع الإعاقة والضّرر في الأردن وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير رعد بن زيد للتعبير عن افتخارهه بالهاشمية اليوم كجامعة صديقة لذوي الإعاقة بل وصفه لها على حد تعبيره بأنها " أسطورة بمنجزاتها وجهودها وطموحاتها "، وهذا ما عبّر عنه كذلك نجله سمو الأمير مرعد بن رعد في وقت سابق خلال زيارته للجامعة وافتتاحه فعاليات ملتقى (التربية الخاصة بين الاعداد ورخصة مزاولة المهنة والتعليم الدامج)، حيث وصف سموه جهود الجامعة في مجال خدمة الإعاقة بأنها :" بحق أنموذجاً في اهتمامها بذوي الإعاقة وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدّل على تقدم الجامعة ومجتمعها، إذ لا يخفى على أحد أن تطور المجتمعات اليوم يُقاس بمستوى ما تقدمه تلك المجتمعات لذوي الإعاقة".

وإنني إذ أثمن للجامعة وإدارتها وكوادرها حرصها الدؤرب للإرتقاء والتميز في كافة المجالات وخاصة الإنسانية منها وما يرتبط بخدمة ذوي الإعاقة تحديداً لأدعو الله أن يُكلّل بالخير مساعيها وأن يديمها حاملة لشرف إسمها ورسالتها، وأن تبقى شامة حسناء على خدٍ الوطن كما سبق لي أن وصفت.

نهاية تبقى الشواهد أنبلُ دوافع الكتابة، وما أشرت إليه ماهو إلّا غيض من فيض، والايجابيات كثيرة حق لنا أن نعظّمها، والله من وراء القصد.

حفظ الله الأردن أرضاً وقيادةً وشعبا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :