facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفشخرة


طاهر العدوان
20-05-2009 05:56 AM

عنوان هذا المقال كلمة شائعة الاستعمال في بلاد الشام ومصر وتستخدم في وصف سلوك الشخص الذي فيه مظاهر التكبر والاستعلاء على الناس وبعض جوانبه »مرضي« باعتقاده انه مختلف ويحق له ما لا يحق لغيره.

في عيد العمال, انتقد الرئيس المصري في كلمة له بالمناسبة, سلوك رجال الاعمال الذين يتصرفون ببذخ فيه الكثير من الاستفزاز لمشاعر المواطنين البسطاء, وطالبهم بالابتعاد عن »الفشخرة«. طبعا مصر دائما فيها فائض من كل شيء, كثير من الفشخرة وكثير من الطيبة, ولانها أم الدنيا, ولان العرب جزء من الدنيا, فان داء الفشخرة يستشري في كل مكان من العالم العربي.

تعجبني كلمة »الفشخرة« في وصف سلوك بعض الاثرياء في بلدنا, لكنها تصلح ايضا في وصف »الفشخرة« المنتشرة في جميع جوانب الدولة واحيانا عندما أشاهد بعض مظاهرها المتمادية في الاستفزاز افرك عيني واتساءل كما يتساءل غيري من المواطنين: هل صحيح نحن من العالم الثالث عالم الفقراء والدول المدينة? وماذا يجعلنا مختلفين عن اهل النفط والبلاد التي تنبت المليارات?

الفشخرة الحكومية لها اول وليس لها آخر, من موديلات سيارات القطاع العام الى بذخ الانفاق على المنتديات والمؤتمرات في فنادق السبعة نجوم على شواطئ العقبة والبحر الميت وفنادق عمان وكأن المركز الثقافي الملكي الذي يقع بجانب بيوت المشاركين في هذه الندوات لا يصلح, وآخر صرعات الفشخرة, ما يتناقله الصحافيون عن اعاجيب دافوس البحر الميت, موظفون يقيمون في الفنادق مثلهم مثل ضيوف المؤتمر بحجة متابعة اعماله وحضور مناسباته فيما يبعد المكان عن غرف نومهم في منازلهم بعمان 40 دقيقة فقط!

اتمنى لو ان ديوان المحاسبة يباشر بالتدقيق فيما صُرف من اموال الخزينة العامة في دافوس, ليس من باب الاعتراض على ذلك, لانه من الطبيعي ان تتحمل الحكومة بعض نفقات مؤتمر عالمي كبير, لكن من باب البحث عن مظاهر الفشخرة. مثل تكلفة حضور ممثلي الحكومة وموظفيها للمؤتمر, وهل كان بالامكان استبدال الاقامة في الفنادق بمياومات تغطي المواصلات ومصروفات الجيب ... الخ.

وادعو ايضا خبراء الاجتماع وعلم النفس في جامعاتنا العزيزة بتحري داء »الفشخرة« في الدولة والمجتمع, لاننا بالفعل اصبحنا مجتمع »مفشخر« اذا جاز هذا الاصطلاح. واحيانا تمر من جانب قصر مشيد وآخر يُجرى تشييده, فتسأل عن صاحبه فتجده »رجل اعمال« او »سياسي متقاعد« وعدد افراد اسرته اثنان او ثلاثة, ومع ذلك يبني منزلا فيه غرف نوم تأوي كتيبة.

دبلوماسي مغربي سابق ذكر لي عن سفير ياباني خدم في المملكة المغربية قوله »انتم العرب بيوتكم كبيرة لكن مصانعكم صغيرة, نحن في اليابان مصانعنا عملاقة ومنازلنا صغيرة جدا« انها »فشخرة« يابانية من نوع خاص تفاخر بالعمل والانتاج ..

اخيرا مع الاعتذار من الرئيس مبارك, اقول, لم تعد الفشخرة تستفز المواطنين البسطاء, لان الاستفزاز حتى يحدث يتطلب وجود مشاعر عند هؤلاء المواطنين الذين انطفأت ارواحهم وباتوا يستمرئون هذا الاستفزاز حالهم حال الشاعر القروي عندما قال:

وللنفس حالات يطيب بها الأسى

وتمسي بها الافراح عبئا على القلب.0


taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :