بدءا اعرف هذا المصطلح الجديد الذي انبثق من تصرفات البعض الطاغية والمتكبرة والمتجبرة فتم نحته من جملة (بتعرف انا مين ) فأحدثته ليختصر هذه الجملة ويصبح نعتا لمن يحمل متلازمة تضخم الأنا وتعظمها في النفوس والآباء (فالأناميني ) هو رجل أو امرأة تضخمت لديه الأنا النفسية حتى فاق حجمها حجم العقل وطغت عليه بسبب وظيفة معينة أو نسب أو جاه أو مال او حالة زوج اجتماعية بالنسبة للمرأة ... فأصبح يتعالى ويشعر بداء الفيل (التفيل النفسي) والاخرين نمل أو حشرات زاحفة فهو يرى الناس بعين محدبة تصغر الاشياء والاشخاص فهو يعتقد ان تقديمه( واجب) على الآخرين بكل الامور وله الحق في تجاوز القوانين والأنظمة وخرق الأنظمة وعلى الجميع أن يقدسوا ويباركوا أقواله وأفعاله وان ينحنوا لمقدمه الجليل وعليهم تعظيمه..
والأناميني رجل متضخمم بكل معنوياته فيغلب جهله على علمه وسفاهته على حكمته وخيلاؤه على واقعه وانانيته وفرديته على جماعته وهم غالبا منبوذون من زملاء العمل ومن المجتمع الصغير العشيرة أو الكبير وما حادثة الاعتداء الأخيرة على الشرطي الا مثال على الأناميني المتكبر وغيرها كثير....
ومثله (الأنتميني) منحوتة من (انت مين يا مواطن) فالأنتميني رجل أو امرأة لا يرى الناس بعين الواقع بل يحتقر الناس ويصغر من شأنهم ولا يجوز أن يرتقوا لمستواه الاجتماعي والطبقي فهو الاعلى بفكره وقيمه وسلوكه وتفكيره وتذوقه للأشياء من حوله وكذلك في لبسه وأكله وشربه ... وما سواه هم انعام بل اضل سبيلا....وكل ما يصدر عنهم من فكر أو سلوك تافه وحقير..
وجميع المصطلحات أعلاه تنم عن مرض (نفمجتمعي) نفسي اجتماعي لدى هؤلاء ممن ندعوا لهم بالشفاء ...فهم يبحثون عن تحقيق الذات وإشباع غرور الأنا لديهم فهم يشكون من مجاعة سلطوية وقمعية ولديهم نهم للرئاسة والتعالي والإستبداد بخلق الله...
أن النفس لأمارة بالسوء وقد ذكر الله تعالى أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا وأنه زين للناس حب الشهوات من النساء والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام وغيره من الجاه والمناصب ...وان خير من ذلك النعيم عند الله الذي يكتسب بالتقوى والتواضع وصرف هذه الماديات التي تتغلب على النفوس وتلوثها وتنحرف بها عن الاتزان والاطمئنان ...فكثير ممن فتح الله عليهم من نعيم الدنيا ومالها وجاهها قد زووها وضبطوها وقيدوها أن تلعب بهم وتفتنهم ...فهذا عمر بعد فترة من توليه الخلافة صعد المنبر فحمد الله ثم قال: أيها الناس.. لقد رأيتني أرعى غنم على خالات لي من بني مخزوم، فيقبضن لي قبضة من التمر أو الزبيب، فأظل يومي وأي يوم!!
ثم نزل، فقال له عبد الرحمن بن عوف يا أمير المؤمنين، ما زدت على أن قمّأت نفسك أي عبتها - فقال: ويحك يا ابن عوف إني خلوت فحدثتني نفسي، قالت : أنت أمير المؤمنين، فمن ذا أفضل منك؟!
فأردت أن أعرفها نفسها وفي رواية: إني وجدت في نفسي شيئاً، فأردت أن أطأطئ منها..يكبح عمر الأنامينية لديه
.ومثال أخر على تحجيم ألأنامينية موقف العلامة الشيخ الشعراوي عندما تولى وزارة الأوقاف المصرية وكان في زيارة لاهل قريته برفقة ولده وعندما وصل أحد مساجد القرية قال لولده والسائق اسبقاني وسألحق بكما ولما تأخر الشيخ واستبطأه ولده رجع للمسجد ليفاجأ بأن الشيخ يقوم بتنظيف حمامات المسجد بيديه فقال له ولده لما فعلت هذا يا والدي قال لقد شعرت بشيء من تضخم الأنا والزهو بمنصب وزير فاحببت أن اهذب نفسي... وأحجمها...الشيخ يكبح الأنامينية لديه
ومثال( الأنتمينية) وكبحها وشكمها عندما اشتكى القبطي لعمر بن الخطاب عن ضرب ابن عمرو بن العاص له عندما سبقه القبطي...فاستدعاه عمر مع أبيه عمرو بن العاص وقال للقبطي اضرب ابن الاكرمين واضرب اباه لكي يمسح ويشفي ابن عمرو بن العاص من مرض (الانتمينية) والغطرسة على الناس بسبب أن أباه والي مصر وفعلا شفي الولد من المرض وامتنع عن سلوكه غير السوي في معاملة الناس على مبدأ (انت مين حتى تسبق ابن الوالي)
هي صور متباينة تظهر العظماء كيف يكبحون جموح النفس وتصغيرها اذا على مقامها والاخرون الصغار كيف يطلقون انفسهم على غاربها ولا يضبطون انتباهها وتجبرها وغطرستها ... فنحن مطالبون لتحجيم وكبح الأنامينية والأنانية لدينا لنتواضع ونرتقي.