facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نحو استراتيجية وطنية للتربية الإعلامية


سليمان الطعاني
09-08-2018 01:29 PM

الإعلام في العصر الحالي بات إعلاماً لحظياً وسريعاً، حيث تحول كافة أفراد المجتمع إلى إعلاميين ومستهلكين في الوقت نفسه للمواد الاعلامية نظراً لتوفر أجهزة الاتصال الحديثة عند الجميع وهو ما أتاح كمية كبيرة من الأخبار والمعلومات تتدفق على مدار الساعة دون فرزها والتأكد من مصداقيتها.

النشر على الإنترنت ليس له ضوابط، كل من يريد أن ينشر إشاعة أو يلفق خبراَ لغرض ما، يمكنه أن يضعه على فيسبوك أو تويتر وسيجد من يقرأه ويساعده على تعميمه، ولا ننسى أننا أناس نعشق سماع الاخبار ونهوى الاشاعات، نؤمن دائماً بوجود ما هو خفي وراء كل خبر خاصة الاخبار التي تصدر عن الجهات الرسمية مما يسهّل على أصحاب الأغراض من الإعلاميين، أن يبثوا الأكاذيب ويلفقوا قصصاً خيالية تعبث بعقول العامة، وهكذا، يتخبط المواطن في بحور من التلفيقات الإعلامية والهواجس.

شبكات التواصل الاجتماعي مثلًا هي شبكات باتت تنضح بأنواع الإشاعات والأكاذيب سريعة الانتشار، وهي إشاعات تشمل مجالاتٍ مختلفة، لكنها تؤكد ذات الفكرة، من أن ثورة الاتصالات يمكن أن تُوَظَّف في التضليل والخداع، حتى بات معظمنا يشعر بالقلق إزاء أجيال يكبرون تحت تأثير وسائل إعلام مضللة، يتعرضون من خلالها وعلى مدار الساعة لفيض من الإشاعات والأخبار التي لا ترقى الى مستوى الحقائق تتدفق في عقولهم كل يوم فينحرف تفكيرهم ويضلل
فهمهم لما يحدث حولهم مما ينتج عن ذلك رأي عام مشوّه يجعلهم يعيشون في عالم من الأوهام.

بتنا نشعر بالقلق من إمكانية التضليل والخداع ودغدغة العواطف الانسانية لهذه الأجيال، واستنفار مشاعرهم تجاه خبر بعينه وإهمال آخر، حيث لم تعد الشكوى في الأغلب من حجب المعلومات أو إخفائها، بل من سيلها العارم وتضاربها، مما يدعو الى أن نقوم بفرزها وبذل مجهود كبير في التحقق منها والتدقيق فيها، وتقديم الشك والتساؤل حول كل معلومة، إذا كنا نريد بالفعل الوصول إلى الحقائق وحماية الأجيال من سطوة وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص ووسائل الاعلام بشكل عام.

الموضوع يقود الى ضرورة وضع استراتيجية وطنية للتربية الإعلامية والعمل على تطبيقها وتقييم مخرجاتها، تشارك فيها عدة جهات من أهمها وزارة التربية، وزارة الشباب، الجامعات، المؤسسات الإعلامية، مؤسسات المجتمع المدني، جمعيات الشباب، النوادي الرياضية...الخ

تهدف الاستراتيجية الى حماية الأجيال من التأثيرات الضارة للمواد الإعلامية وتعريفهم بكيفية التعرض لوسائل الاعلام، ومعالجة موضوع التضليل الإعلامي ومقاومة الإشاعات وتطوير مشروع للتربية الإعلامية لتصبح ركناً أساسياً من برامج الاعلام في الجامعات في الاردن، وتأهيل أساتذة متخصصين في هذا المجال، واعتماد مبادرات لتطوير التفكير النقدي ومساعدة طلاب المدارس والجامعات على فهم ومعالجة المعلومات الرقمية وتنظيم ورش عمل ودورات صحافية لهم وتشجيعهم على التفاعل الإيجابي مع وسائل الإعلام، ومواجهة ايدولوجيات الجشع والتعتيم والكراهية والفساد وتعميم العدالة الاجتماعية والمساواة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :