facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكتاب الاردني : مشكلة مزمنة


ناهض حتر
03-05-2007 03:00 AM

الكتابة الادبية والبحثية الاردنية, بكل انماطها وميادينها, وبغثها وسمينها, تشهد ازدهارا غير مسبوق, وقد ساهم إقدام عدة مؤسسات رسمية واهلية على تقديم الدعم المالي للنشر, وتطور الطباعة ودور النشر في البلاد, في كثافة الاصدارات الاردنية, وبمستوى طباعي مرموق.فأي تلك الاصدارات هي الافضل? لا نعرف وذلك بسبب ضعف الحركة النقدية والصحافة الثقافية التي لا تخصص مساحات ومكافآت ورواتب لتوظيف معلّقين ثقافيين كما هو الحال بالنسبة للمعلقين السياسيين. واي تلك الاصدارات هي الاكثر شعبية? نحن لا نعرف ايضا, لان الكتاب الاردني لا يزال يعاني من مشكلة مستعصية هي مشكلة التوزيع, على المستويين المحلي والعربي.

ومن خلال تجربتي ككاتب ومشرف على واحدة من اهم دور النشر في الاردن - منشورات البنك الاهلي الاردني - وجدتُ ان الكتاب, اي كتاب, يصل الى اقل من خمسة بالمئة من قرائه المحتملين في الاردن. ويعود ذلك, بالدرجة الاولى, الى انعدام وجود شبكة توزيع فعالة. وتظهر هذه المشكلة بحدّة, حينما يستطيع الكاتب تجاوز مشكلة نقص التغطية الاعلامية لكتابه. هنا, عندما يعرف القراء المحتملون بصدور الكتاب, فانهم يبدأون الاتصالات للحصول على نسخهم, ذلك انهم لا يجدونه في منافذ قريبة او سهلة.

والى وقت قريب, ظهرت امكانية لحل مشكلة توزيع الكتاب - جزئيا - من خلال عرض بعض الكتب الاردنية في مكتبات »المولات« و »السوبر ستور«, حيث يأتي المواطنون, بصورة اعتيادية, لشراء حاجياتهم المنزلية, ثم يقضي المهتمون منهم بعض الوقت في مكتبة »المول« لتصفح المجلات والكتب وشراء بعضها. غير ان هذه الامكانية انتهت لان الشركة التي تحتكر خدمة توزيع المطبوعات في كل المولات في البلد, قررت عدم التعامل مع دور النشر المحلية, وغطت هذا القرار بغرض رسوم مالية عالية على توزيع الكتاب الاردني.

رئيس الوزراء, د. معروف البخيت, تحدث عن انشاء دار نشر وطنية مدعومة من الحكومة. وفي رأيي ان هذا المشروع ليس ضروريا, اذ انه سيزيد عدد الكتب المنشورة المخزنة في المستودعات.

ما نحتاجه بالفعل هو انشاء دار توزيع وطنية مدعومة, تمنح الخصومات التي تحصل عليها من دور النشر الى القراء, وتصل اليهم من خلال منافذ متخصصة بتوزيع الكتاب الاردني.

هذه المنافذ/ الاكشاك ينبغي ان تغطي كل محافظات المملكة والجامعات والمدارس الثانوية والتجمعات السكنية والأحياء والساحات العامة والمولات بحيث يتمكن القراء المحتملون من الاطلاع على الاصدارات, وشراء ما يريدونه منها.

واذا تم انشاء هذه الشبكة من الاكشاك, سوف تتولى شركة التوزيع الوطنية نفسها الترويج الاعلامي للاصدارات في الصحافة والاذاعة والتلفزيون, وتوظيف نقّاد مختصين, واقامة حفلات التوقيع والندوات النقدية في الاندية الشبابية والثقافية المنتشرة في معظم المدن والبلدات الاردنية.

يمكن لشركة وطنية للتوزيع ان تنهض بهذه المهمات, وان تضاعف مبيعات الكتاب الاردني عدة اضعاف في وقت قصير محليا, كما يمكنها ان تتوصل الى حلول جذرية ومنظمة لتوزيع الاصدارات المحلية في البلدان العربية والمهاجر, سواء من خلال انشاء مراكز توزيع في عواصم النشر كبيروت والقاهرة وباريس ونيويورك او من خلال اتفاقيات تجارية مع شركات ذات صدقية.

أقدّر ان حل مشكلة التوزيع, بصورة كفؤة, سيؤدي الى نشوء صناعة نشر مزدهرة في البلاد, ولا تحتاج الى الدعم, في غضون عقد واحد.






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :