facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن وقطر: صفحة جديدة


د. محمد أبو رمان
07-06-2009 07:29 AM

تساهم زيارة أمير قطر المرتقبة (والمتوقعة اليوم) إلى عمان في تعزيز جهود إعادة بناء الصداقة وتبادل المصالح بين الدولتين، ورأب الصدع الذي أدّى إلى أزمات مؤقتة في أحيان، و"برود" يظلل الأجواء المتبادلة في أغلب الأوقات، خلال السنوات الأخيرة.

بعيداً عن الأسباب البادية للخلاف بين الحكومتين، فإنّ زيارة الملك وكبار المسؤولين مؤخراً إلى الدوحة، والزيارة الحالية للأمير حمد بن خليفة بمثابة تدشين لأرضية جديدة تستعيد الإرث الودي الحميم الذي ميّز العلاقات الأخوية بين الدولتين تقليدياً.

بلا شك، ثمة زوايا متعددة مختلفة في وجهات النظر، وتحديداً في قراءة المشهد الدولي والإقليمي، وبناء الرهانات السياسية التي تستجيب لمصالح كلا الدولتين، لكن الحل ليس في الاصطدام والمناكفات السياسية، ولا أن تضيع المصالح المتبادلة الكبرى والعلاقات الأخوية في سياق هذه الاختلافات المحدودة، بقدر ما يفترض أن تعمل الحكومتان على "إدارة الاختلافات"، بصورة عقلانية وواقعية، بخاصة أنّها لا تمس الأمن الوطني ولا المصالح العليا لكلا الدولتين.

على النقيض من ذلك، هنالك ضرورات استراتيجية ومصالح متشابكة كفيلة بتمتين العلاقات ودفعها في الاتجاه الصحيح والمناسب. ولعلّ أول الاعتبارات التي يضعها "مطبخ القرار" في عمان في العلاقات مع قطر تتمثل بوجود عشرات الآلاف من العمالة الأردنية المتميزة والمؤهلة، التي تمتلك مقومات، لا تتوافر في نسبة واسعة من العمالة الأخرى.

وليس سرّاً أنّ الأزمة الأخيرة بين الدولتين أضرت بالعمالة الأردنية، التي بدأت تعاني من تضييق واضح، فضلاً عن الشعور باتجاه يدفع إلى الحدّ منها. فوق هذا وذاك يواجه الأردنيون صعوبات كبيرة اليوم في الحصول على تأشيرات سفر للعمل بقطر، بالرغم من أهليتهم ومن حصولهم على عقود عمل مغرية هناك.

في المقابل، لم تبخل العمالة الأردنية في تقديم خبراتها ومؤهلاتها في خدمة الأشقاء القطريين، وليس من باب التجاوز أو المبالغة القول إنّ العامل الأردني يمتلك صفات حضارية وثقافية متميزة كالجدية في العمل والإتقان والإخلاص والاحتراف، وقد ساهم تاريخياً في مشروع بناء الدولة القطرية، بشهادات نخب قطرية عديدة.

ربما ساهمت بعض البرامج والتغطيات الإخبارية لفضائية الجزيرة في استفزاز النخبة والرأي العام الأردني، مع أنّ القناة تحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة، ولديها جمهور أردني كبير يفضلها على الإعلام المحلي. والملاحظة هنا لا ترتبط، بالمناسبة، بسقف الحرية المرتفع، بل هو ما نطالب بالحفاظ عليه، حتى في تناول الشأن المحلي الأردني. لكن في العديد من الأحيان يتملّك المراقب الأردني شعور، ليس بعيداً عن الصحة، بوجود أجندة سياسية لدى "بعض العاملين" في القناة ضد الأردن، لا علاقة لها بالاعتبارات المهنية!

مكتب الجزيرة في عمان أبدى خلال المرحلة الماضية حسّاً مهنياً مرتفعاً، وقدرة على الموازنة بين الاعتبارات المختلفة، ما نزع فتيل أزمات، منذ بداياتها، بخاصة بعد حديث هيكل الأخير حول الدور الإقليمي الأردني في المنطقة.

الاستقطاب الإقليمي والحسابات السياسية المختلفة تبقى رهانات ثانوية أمام المصالح الاستراتيجية والحيوية، تحديداً مع اللحظة الحالية التي تشهد ترميم العلاقات العربية الداخلية، بخاصة بين السعودية وسورية وقطر.

الأمل يحدو الأردنيين، وهم يرقبون زيارة الأمير، بصفحة جديدة في العلاقة بين الدولتين تخرج بها من عنق الزجاجة ومن نزق نخب معزولة على كلا الجانبين.

m.aburumman@alghad.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :