facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




على مشارف خطاب أوباما


نشأت الحلبي
07-06-2009 02:29 PM

تأولات كثيرة تلك التي توالت بعد إلقاء الرئيس الأميركي لخطابه التاريخي في جامعة القاهرة، ولعل أغرب ما سمعت بأن الرجل لربما هو "أعور الدجال" الذي يأتي في سالف الزمان ليخدع الناس ويدعي أنه مخلص البشرية، تلكم قصة تقاطعت مع رسالة زعيم القاعدة أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري بمناسبة إلقاء الخطاب ومحاولتهما الحثيثة لهز ثقة العالم الإسلامي بأوباما والتشويش على ما سيقول وما قال مخاطبا العالم الإسلامي.

لا أعلم مدى الظلامية التي تغطي عقول وقلوب هؤلاء، ولا أعلم مدى أن لا تدرك عيونهم ونفوسهم الحقائق التي حسبنا أنها لن تتغير يوما منذ ذلك اليوم المشؤوم الذي عرّفوه بـ "غزوة منهاتن"، فمن ذلك الحين أًقحم الإسلام والمسلمون في صراع حضارات مع الغرب بكله من أقصاه الى أقصاه، وكما قال أوباما نفسه، فإن كثيرين في أميركا وفي الغرب ناصبوا الإسلام العداء على إعتبار ان من قام بتفجيرات سبتمبر هم مسلمون، فابن لادن خرج على شاشات التلفزة ليزف شهداء "الغزوة" التي سقط بعدها آلاف "الأبرياء" شهداء في العراق وأفغانستان والباكستان، وغيرها من البقاع الإسلامية، فيما ابن لادن وصحبه لا أحد يعلم أين هم حتى الآن.

الحقيقة تقول بأننا أحوج ما نكون الى ما قاله أوباما بعد أن اصبح الإسلام والمسلمون مطاردين في كل العالم، فوجود مسلم على طائرة في رحلة سفر ما في أي بقعة من الأرض أصبح خطرا، وممنوع، ولكم من حالة سجلت بأن رفض طيار الإقلاع بطائرته قبل أن يتم إنزال راكب مسلم منها، ومنعت كل شركات الطيران في العالم إستخدام "السكاكين والملاعق" الحديدية على طائراتها خوفا من أن يستخدمها إرهابي مفترض، بل، وأصبح حجاب المرأة المسلمة "تهمة" بدل أن يكون رمزا يُحترم لأنه في أساسه يمثل إمرأة تحمل عقيدة تحث على السلام والتسامح والمحبة كما هو أصل الإسلام وليس كما صوره ويحاول أن يصوره هؤلاء بأنه عبارة عن رجال مطاردين في الكهوف والجبال والغابات ولا يفرقون في القتل بين طفل بريئ وجندي عدو، حتى أن منهم من إعتدى على دول عربية ومسملة والقى بحقده على "فرح" ليحوله الى مأتم كما حدث في الإعتداء على العاصمة الحبيبة عمان.

نعم، أوباما مهد الطريق لعلاقة جديدة بين الإسلام والعالم، وتحدث بما كنا نحتاجه من زعيم أميركي في هذه اللحظة بالذات بعد أن عانينا من محاولات تغيير الصورة غير النمطية عن الاسلام التي زرعها "المغامرون" في أذهان البشر في العالم وكأننا مصاصو دماء ولسنا بشرا.

أوباما مد يده للمسلمين في كل الأرض، وأعاد تذكير العالم بمكانة الإسلام كمنارة للعلم بكل أشكاله، وبأنه دين تسامح ودين سلام وليس دين دماء وقتل، وإن كان هناك من يقول بأنه لا يريد من أوباما المواعظ وبأن الإسلام ليس بحاجة الى شخص كأوباما ليدافع عنه، فنحن لا نختلف معه إطلاقا، لكن السؤال هو : هل يمكن للعالم الغربي أن يصدق الآن أي مسلم يمكن أن يحاول الدفاع عن الإسلام بقدر ما يمكن أن يصدق زعيما لأميركا كأوباما؟ وهل يمكن إغفال التأثير الحقيقي الذي يمكن أن يحدثه أوباما لا سيما لجهة تغيير صورة المسلمين في أذهان الغرب؟ والسؤال الأكثير أهمية : ألم نصل حقا الى مرحلة أصبحنا فيها أحوج ما نكون الى "قوي" ومؤثر ليقف معنا يكون بحجم اباما الذي ساقته الأقدار الى سدة الحكم في أميركا ليأتينا الدواء حيث نحن من جرح وأحدث النزيف؟!

ليس هذا وقت "الرعونة" لنضيع هذه الفرصة التاريخية التي جاءت في ثنايا خطاب الرئيس الأميركي، وإن كنا نريد أن نتعامل في النيات، وإن كنا نريد أن نشكك بصدق الرجل، فلماذا إذن وضع أوباما نفسه في هذا الموقف الذي زاد من مناصبة المحافظين الأميركيين له العداء، فما لبث أن ينهي الرجل خطابه، حتى هاجمه المحافظون وإتهمون بإضعاف أميركا مقابل العالم الإسلامي، فهل كان بحاجة الى معركة قد تؤثر سلبا على موقفه إذا ما فكر أن يخوض سباق الرئاسة في أميركا مرة أخرى، أم أنه كان غني عنها ليضمن راحة "الرأس" ويبقي الأمور على ما هي عليه؟!

ولربما يقول أحدهم بأن فوز اوباما إبن المهاجر الكيني الأسود الى أميركا هو بحد ذاته مخطط أميركي لإصلاح صورة أميركا في العالم بعد أن شوهتها حروبها في افغانستان والعراق على وجه الخصوص، وهنا أيضا لن نخالف صاحب هذا الرأي، لكن الحكمة تقتضي، وإن صح الرأي، بأن نستغل هذه الحاجة الأميركية لنحصل على أكثر ما يمكن أن يعود علينا بالفائدة، ففي ملف القضية الفلسطينية مثلا، فإن أوباما لم يتزحزح عن حل الدولتين الذي وعد به، وفي الملف العراقي، يريد الرجل الإنسحاب كما إتفق عليه في الإتفاقية الأمنية مع بغداد في نهاية العام 2011، وفي الملف النووي الإيراني، فإنه أكد على حق إيران بإمتلاك الطاقة النووية السلمية، وما دام أي من هذا لا يتعارض ومصالحنا، بل ويصب في عمق مصالحنا، فلماذا نخالفه، بل ولماذا لا ندعمه ونقدم له كل سبل النجاح وأسباب الحياة؟!

على كل حال، أوباما أسس في خطابه لعلاقة جديدة بين المسلمين وباقي العالم، بل ودخل في العمق عندما تحدث مثلا عن حق المسلمات في الغرب بإرتداء الحجاب دون إعتراض من أحد من باب الحرية الدينية، وجاء رد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي- البلد التي بدأت أولا بمنع الحجاب في مدارسها وجامعاتها كإرتداد لا يمكن إنكار بأنه كان من تبعات 11 سبتمبر- بأنه يتفق مع ما ذهب إليه أوباما، فكم من منظمة إسلامية ومن شخصيات إسلامية تحدثت عن القصة دون أن تحرك باريس ساكنا، أما الآن فقد جاء الرد الفرنسي سريعا، وهذا ما كنا نتحدث عنه آنفا عن مدى تأثير خطاب أوباما في العالم، وهذا ما نريد أن نقول بأنه الأساس الذي وضعه أوباما، والمطلوب منا أن نقف على مشارف الخطاب ونتأمله جيدا ونقرأه جيدا وأن نبني عليه لنعود بالعلاقة الصحية بين العالم الإسلامي وباقي العالم كما كانت قبل أحداث 11 سبتمبر لا أن نغطي رؤوسنا بالرمال وكأن ما جرى لا يعنينا، أو نسير وراء الظلاميين لنبقى نحن دائما الخاسرون.

Nashat2000@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :