facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في عشرية الجلوس على عرش القلوب .. ذكريات دموع من الفرح


نشأت الحلبي
08-06-2009 11:31 PM

كنت أستقل سيارتي في ذلك اليوم الماطر الذي عاد فيه المغفور له الحسين بن طلال من رحلة العلاج الأخيرة في الولايات المتحدة الأميركية وهو يطالع النفس الأخير على أرض الحبيبة عمان، كنا اربع صحفيين، زميل لي وزميلتين، توجهنا الى مدينة الحسين الطبية لأننا لم نعد قادرين على الجلوس خلف مكاتبنا في الصحيفة فيما الأنباء تتضارب حول صحة الراحل العظيم، قلوبنا تخفق، وأعيننا إغرورقت بالدموع فور أن تأكدنا بأننا بين لحظة وأخرى سنسمع النبأ الأسوأ الذي ينزل على مسامعنا ..

قررنا التوجه الى المدينة الطبية لنكون على مقربة من النفس الأخير لسيد قلوبنا، إنطلقنا من دوار المدينة الرياضة بإتجاه المدينة الطبية، فكرت للحظة أن أدير المذياع حتى أتابع الأخبار عبر الإذاعة الاردنية، وما لبثت أفتحه حتى سمعت صوتا يموج بالحزن ينعى الحسين العظيم الى كل الدنيا، كان صوت سيدنا أطال الله عمره عبدالله الثاني، وسمعت الجملة التي قال فيها .. يا أيها الأردنيون ويا أصدقاء الحسين في كل مكان ... أنعى إليكم ..،، فلم أستطع أن أكمل سماع الجملة، ونزلت من السيارة منهارا، ونزل أصدقائي خلفي يبكون في منتصف الشارع دون أن نشعر بأنفسنا، وبعدها تمالكت نفسي وطلبت منهم الصعود مرة أخرى الى السيارة لننطلق الى المدينة الطبية، ووصلنا بشق الأنفس الى هناك بعد أن زادت السماء بكاء على الحسين، وما تكاد تنظر حواليك الى الناس حتى ترى الدموع وتسمع حشرجات الحزن،،..

هناك، أمام المدينة الطبية، تجلى الحزن في أكثر صوره "حزنا"، تجمع الناس دونما موعد مسبق، وأضيأت الشموع، لم أعلم انا وزملائي ماذا نفعل، إشترينا غرسة خضراء، زرعناها أمام المدينة الطبية، لا أعلم لماذا، فلربما أردنا أن نتملس آخر الأنفاس الطاهرة عبر أغصان شجرة قد تنمو وتكبر ببعض من ذلك النفس العزيز،، ..

صلوات وتكبيرات، إبتهالات ودعاء ودموع .. كلها كانت اللغة أمام المدينة الطبية في ذلك اليوم الحزين، وكلنا أعيننا تنظر الى داخل المدينة، ننتظر لربما من يواسينا، أو لربما كنا نأمل بنظرة أخيرة على جثمان الحبيب، وزاد الحزن وتعالت التأوهات، وعندها سمعت صوتا يخطب بالناس ويواسيهم بوفاة الحسين طيب الله ثراه، ويطلب منهم الصير والسلوان، ويقدم لهم حزن العزاء، لم تبرد القلوب، لكنها بمشيئة الله رضيت وإرتضت لإرادته تعالى...

كانت تلك دموع الحزن على الحسين، ولم تواسيها سوى دموع أخرى، تلكم هي دموع الفرح بملك شاب تركه الحسين بيننا، بنفس "نفسه" الطهور، وبإطلالته البهية، وبروحه العذبة، وبسريرته النقية، هو الملك عبدالله، ذاك الذي، ومنذ أول يوم لجلوسه على عرش قلوبنا قبل الجلوس على عرش الحكم، طبب جراحاتنا، وهدأ من حزننا على الأب الغالي، شاركنا الحزن على الحسين قبل أن يشاركنا الفرح بتوليه عرش قلوبنا، دخل الى أعمق عمقنا..

بتنا نشعر بعبدالله في كل مكان فينا، في كل بقعة على ارض الأردن الطهور، وحتى في لقمة عيشنا..

لم نحابيه بحب إتخذناه عهدا على أنفسنا لآل البيت الأطهار منذ أن ركب أجدادنا صهوات الجهاد خلف رافع راية الثورة العربية الكبرى ومطلق رصاصته الأولى الحسين بن علي طيب الله ثراه..

عهد حافظ عليه أجدادنا مع الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين، وصانه آباؤنا مع باني نهضة الأردن الحسين الأول رحمه الله، ثم نصونه نحن بالمهج والأرواح لنسير أمناء مخلصين مجاهدين ولو بالكلمة الحسنة وبوازع الضمير لصون العهد مع حامي نهضة الأردن عبدالله الثاني أدامه الله..

.. لكم هي من ذكريات تزيد من دقات القلب فرحا وحزنا في آن، تلك الذكريات التي كتب لي أن أصافح فيها يوما يد "سيدنا" في أكثر من مناسبة، كانت كلما وصلتني دعوة يكتب لي فيها أن اقابل سيدنا في مناسبة ما مثل العيد مثلا، لم أكن اذق طعم النوم، كنت أخشى أن أنهار "فرحا" وأنا امام من يخفق القلب لحبه، فكيف وأنا اصافح يده الطهور، تلك ذكريات أفرح لتذكرها، وأحزن لفقدانها، لكن ما دام في الأردن "عبدا لله" يؤثر العدل على كل إعتبار وفوق كل شيئ، فالعين تقر، والقلب يمطمئن لمستقبل أكثر إشراقا.

لن أتحدث عن إنجازات الملك عبدالله الثاني للاردن لأن القاصي والداني يعرفها في كل الأرض، ولن أتحدث عن كل تلك الأمواج السياسية منها والإقتصادية التي يتحدى الملك كل جبار فيها ليبحر في الاردن الى بر الأمان صونا لكرامة الأردنيين وحماية لارض الأردن من كل حاقد حقود، ولن أتحدث عن خلق سيد آل البيت الذي ساد بخلقه قبل سلطة الحكم على كل الشعب الأردني، لكنها تلك كلمات خالجتني وأنا أنظر للأردن، من بعيد، وهو يحتفل بعيد جلوس جلالة سيدنا على العرش، ولم أستطع أن أكتمها بعد أن كادت تتفجر بين ثنايا صدري لأشارك فيها في يوم الفرح بجلوس عبدالله الثاني على عرش قلوبنا قبل جلوسه على عرش حكمنا.

Nashat2000@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :