facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بصيص الأمل!


الدكتور يعقوب ناصر الدين
18-09-2018 09:46 AM

دعا رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز المواطنين إلى التمسك ببصيص الأمل في التغلب على التحديات ومواجهة الصعوبات ، وقد تميز حديثه عبر الإذاعات الأردنية صباح يوم الأحد الماضي في تبنيه لغة المواطن البسيطة ولسان حاله ، وهو يصف الأسباب الداخلية والخارجية التي عكست الشعور بالإحباط والتشاؤم .

عنصران هامان يربط بينهما رئيس الوزراء للتغلب على الصعاب : معالجة الوضع الاقتصادي ، وتحسين الخدمات ، والأهم من ذلك عدم الاستسلام لليأس ، " إذا فقدنا بصيص الأمل سنجلس جميعا مكتوفي الأيدي ونبدأ نعد الأيام " ومن الطبيعي أن يستكمل حديثه بالدعوة إلى الصبر ، لأنه لا يمكن حل المشاكل في يوم وليلة ، واعدا بوضع برامج إصلاحية ، متوسطة المدى ، وبعيدة المدى .

هل يملك رئيس الوزراء وفريقه الوزاري خيارات أخرى ، وهل هناك ما هو أبعد بكثير من التعامل مع وضعنا الاقتصادي والاجتماعي من منظور الأزمة الراهنة ؟ الأجوبة على ذلك كثيرة ، والآراء مختلفة ، والدراسات متناقضة ، بسبب غياب قاعدة رصينة لاقتصادنا الوطني ، نتيجة هدم القواعد بدل البناء عليها ، وذلك منذ أن فرضت العولمة منظماتها واتفاقياتها وشروطها على دول العالم كلها !

ولكننا اليوم أمام وضع يفرض علينا القيام بمراجعة حقيقية لواقعنا ، في ضوء العوامل التي أثرت وتؤثر علينا ، فالأردن بلد يتحمل فوق طاقته ، وقد تعامل مع الأزمات التي أحاطت به بكثير من الحنكة والصبر ، وكان للأمر الواقع ثمنا باهظا دفعناه جميعا وما زلنا ، وهذا قد يفسر الجدل حول قانون ضريبة الدخل ، من منطلق أن المشكلة التي نواجهها تتعدى ما هو إجرائي إلى ما هو أساسي ، أي تهيئة الأرضية والبيئة المحيطة بها لكي نقيم نظاما اقتصاديا كليا ومتكاملا يأخذ في الاعتبار عناصر القدرة الثلاثة التي تحقق النمو ، وهي القدرة على الاندماج في الاقتصاد العالمي من خلال التجارة والاستثمار ، والقدرة على المحافظة على التمويل الحكومي المستدام والأموال الثابتة ، والقدرة على تهيئة بيئة مؤسسية ضامنة للعقود وحقوق الملكية .

تلك هي الوصفة التي يعرفها الجميع لكي تنمو أي دولة بمعدل كبير ، ذلك النمو الذي يسير جنبا إلى جنب مع التنمية لتحقيق الأهداف التي تحددها الإستراتيجية العامة للدولة ، والتي لا يمكن صياغتها إلا وفق عملية متكاملة من التفكير والتخطيط والإدارة الإستراتيجية ، ووفق معايير الحوكمة التي تلبي بعناصرها الثلاثة : المشاركة والنزاهة والمساءلة ، نهضة المؤسسات العامة والخاصة وحسن أدائها ومخرجاتها .

نعم نحن بحاجة إلى التمسك بالأمل ، والأمل معقود على ما نملكه من قدرات ، ورؤية سليمة ، وخبرات متراكمة ، وفرص سانحة ، وقد حان الوقت لكي نحدد الطريق الذي نسلكه ، وليس النفق الذي نخرج منه !

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :