facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"شْوَكِتْ تِهْتَزّ العُقـُل" يا خيري!


حلمي الأسمر
19-09-2018 03:34 PM

حزين من الأعماق على رحيل الصديق خيري منصور السريع، حزين حزنا مضاعفا، ليس على رحيل خيري فقط، بل ربما على رحيلي القادم لا محالة، طال الزمان أو قصر، ومبعث حزني العميق ليس الأسف على مغادرة هذه الدنيا، لا أبدا، فتلك سنة الله عز وجل في خلقه، منذ كانت الحياة على هذه الأرض، ولكنني أخاف من أن أغادرها ولم يشف صدري بعد ممن داسوا ويدوسون على كرامتنا وكبريائنا يوميا، في طول بلاد الله وعرضها، دون استثناء بقعة من بقاعها، ما خلا بعض بلاد "الكفار" حيث يتمتع الناس بالحقوق الأساسية للبشر، دونما منة أو "تحميل جمايل" أو اضطرار لشكر!

حزين إلى حد الانفجار، إن مت قبل أن أرى يوما عادلا في سقط القوم، وهم يستعرضون "رجولة" زائفة على امرأة، أو طفل، أو شيخ مسن، أو شاب مكسور، فيذيقونهم ألوانا من الإذلال وسفك الكرامة، لا لشيء إلا لإظهار قوة منحها لهم طواغيت الأرض، وفُجّارها، فاستعملوها ليس لإحقاق الحق، بل لنشر الباطل، والدفاع عنه وإعلاء شأنه!

حزين إلى حد الموت، لأنني أرى بعضا من بني أمتي، وقد كرسوا حياتهم وحيوات شعوبهم لتوفير الرفاهية والأمن لمن
أمعن في مناصبة الأمة العداء، ولوث نواصي الأحرار بنجاسته، وأمعن في إذلال كِرامهم، واستباح أرضهم وحرائرهم، ونصب المشانق لزيتهم وزيتونهم، وأجلسهم مجالس الضيوف المعززين المكرمين، وأبعد عيال الله وأحبابه، وخصهم بالذل والعسف والقهر!

حزين إلى حواف الثورة، وأنا أرى كيف يُهان الكريم، ويُكرم اللئيم، وتداس جباه طاهرة أكرمها الله بالسجود له، فغدت مرتعا للأنذال من سقط القوم، وعُمي القلوب والأبصار..

رحل خيري، ورحل معه حديثنا في ليال طويلة عن كرامة أمة، وحرية شعوب حبيسة الصدور، ولم يزل صوته الجهوري يجلجل في رأسي وهو يهدر مرددا جملة لرجل رجل سبقه في الرحيل مشنوقا ذات احتلال أمريكي: "شْوَكِتْ تِهْتَزّ العُقـُل"!؟

يا خيري..

أنا لا أبكيك، بل أبكيني، وأبكي أمة، كل خوفي أن أموت قبل أن أرى أقدام أطفالها تدوس جباه من ظلمها وخانها وخذلها!





  • 1 عبدالله العثامنه 19-09-2018 | 04:56 PM

    رحمه الله وغقر له الكاتب الشاعر والكاتب خيري منصور

  • 2 خالد القطامين 19-09-2018 | 08:43 PM

    نسأل الله له الرحمة والمغفرة.متمنيا لك العمر المديد استاذي الفاضل

  • 3 دينا 20-09-2018 | 03:31 PM

    اطال الله في عمرك , ورحم الاموات المؤمنيين والمسلمين والمدافعين عن حقوقهم الانسانية ..

    لا تخاف ولا تخف فالحق والعدالة والمعرفة والصدق والحرية والتعايش اتن لا محالة فهي نبوة محمد ص , يتعارف الانسان على بعضهم سواء بالمحادثات او المواقف او المعرفة بمواقفه , وخيري وغيره ممن دافعوا عن حماية حقوقهم , ومن يعادي الانسان لانه يطالب بحقوقه وحقوق عشيرته وقومه فذلك ليس بانسان سوي ..

    رحمنا الله باعمالنا وصدقنا وبرائتنا وعدم ادراكنا لصعوبة المواقف والتميز احيانا بين الحق والباطل علما بانهما ظاهران ومفرقان..

  • 4 زكريا نصيرات 24-09-2018 | 12:14 PM

    الله يرحمه ويغفر له صاحب القلم عميق الفكر شديد الالتصاق بقضايا وطنه ومجتمعة وأعظم الله اجركم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :