facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حتى لا يتحول العفو العام الى "ضريبة دخل" أخرى


ماجدة المعايطة
29-09-2018 04:01 PM

أخشى أن تلقى حكومة الدكتور عمر الرزاز في موضوع العفو العام مثل الذي حصدته في موضوع مشروع قانون ضريبة الدخل. فطريقة معالجة القضيتين تبدوا وكانها بنت عقلية واحدة

للخشية من تكرار الخطأ مبرراتها الكثيرة والثقيلة. فغضبة الشارع هذه المرة يمكن أن تكون مُركبة.

في المرتين، الضريبة والعفو العام، ساهمت أشياء كثيرة في أن ترفع توقعات الناس أعلى بكثير مما تحتمله أو تستطيعه الحكومة ومجلس النواب معاً. وإذا كانت مفاعيل انتكاسة توقعات الشارع في موضوع الضريبة لم تأخذ مداها حتى الآن بانتظار ما سيفعله مجلس النواب، فإن مُقدمات مشروع العفو العام لا تبدو أنها مطمئنة، لأن فيها مقايضات بي السلطتين بقدر ما فيها من اعتبارات قانونية و "ليبرالية" أخشى أن تُفرز مولوداً مشوهاً يؤجج غضب الناس بشكل مضاعف.

دعني أكون أكثر وضوحاً ومباشرة.

لا أعتقد أن كثيرين يختلفون على المعطيات والمقيّدات القانونية، التي جعلت الحكومة تتراجع عن وعودها السخيّة (أو المجانية ) للناس في موضوع قانون الضريبة الذي يُرضي صندوق النقد الدولي.

وكذلك لا يختلف الكثيرون على أن مبدأ العفو العام فيه جوانب كثيرة تتعارض مع سيادة القانون، وفيه استرضاء لمجلس النواب على أمل تمرير قانون الضريبة بأقل التكاليف.

لكن بالمقابل لكل هذه البديهيات التي تعرفها الحكومة ويعرفها النواب، ويدركها معظم الناس، هناك اعتبارات أخرى تغيب عن بال الذين يتناقشون بموضوع العفو العام، وهي التي تتصل بمنسوب الاحتقان في الشارع.

فالذين ينتظرون العفو العام هم في غالبيتهم الساحقة معسرون عاجزون عن سداد ما عليهم من المال العام. بعضهم داخل السجون وغالبيتهم ينتظرون أن يطالهم الحبس لأنهم لا يستطيعون اليوم أو غداً أو بعد خمس سنوات أن يواجهوا التنفيذ القضائي ويسددوا حقوق الخزينة العامة.

هل هذه الحقيقة الاجتماعية غائبة عن أحد من الذين يُنظّرون في مشروعية أو جدوى العفو العام؟وهل كانت غائبة عن الحكومة التي مررت العفو العاه سنة 2011 واعفت فيه الكثيرين من عبئ تسديد المستحق للخزينة العامة؟

وهل يغيب عن بال أحد أن هذه الحقيقة الاجتماعية المستعصية هي أزمة سياسية بامتياز مُركّب؟

كلاهما، الحكومة ومجلس النواب، يُمرران بين بعضهما ركلات مقايضة من كرة القدم الملتهبة. وإذا كانت تجربة الحكومة في التواصل الذي استحال مع المحافظات بشأن الضريبة، قد انتهت بالذي يستشعر الجميع مرارته، فإنني أخشى لموضوع العفو العام ، إن لم يأخذ الحقائق الصعبة بالاعتبار ،أن يأتي بنتائج أشد قسوة ومرارة من كل الذي رأيناه ونخشاه.

موضوع العفو العام أصبح مرتبطاً لدى الناس بحلم أن لا يضطروا لبيع سياراتهم وبيوتهم لسداد الخزينة، على أمل أن يبدأوا حياتهم من جديد بالحد الأدنى من الاطئمنان . ومن في الحكومة او النواب او من المعلقين والمُنظّرين يتعامل معه بغير ذلك فانني اخشى أنه يقترف خطا من النوع الذي يفوق طاقة الاحتمال.





  • 1 عبد القادر الراعي 29-09-2018 | 04:11 PM

    منشور يستحق الاحترام .. ونعم للعفو العام

  • 2 29-09-2018 | 10:51 PM

    لا ادافع عن هذا أو هذا في كلا الموضوعين العفو والضريبة ولا أقف مع النواب أو الحكومة أيضا،،،ولكن موضوع العفو العام لا يرتبط فقط بالالتزامات المالية على الناس فهناك قضايا أخرى مهمة يعالجها العفو ومهمة جدا للناس،،،،فمنهم من هو مظلوم ومنهم من قادته ضروفه الصعبه للخطأ ومنهم من غرر به فالعفو من سمات الله عز وجل وهو القوي على عباده ومن صفات رسوله الكريم وهي من أكبر ما يشير إلى قوة وكرم العافي،،خصوصا في ظل ما يعيشه الشعب من ضيق في العيش والنفس،،،،ولا يجوز أن يرتبط العفو بأي برنامج اخر يكون للحكومة أو للنواب مصلحة في إقراره من عدمه،،،،لذلك أرى أن الأهم في هذا و هذا هو المواطن،،،، وهو في حقيقة الأمر آخر ما يفكر به النواب والحكومة على حد سواء،،،،، فللمواطن الحق في العفو مثلما للحكومة الحق في مصادرة اسباب رزقه يوما بعد يوم،،،بكل الأحوال أرجوا أن يكون في العفو هذه المرة ما يرضي الناس الذي انهكته الهموم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :