"لإن العطاء صعبٌ، ولكن النفوس العظيمة تأبى إلا أن تعطي، وهي لا تنتظر تقديراً ولا ثناء، بيدَ أنّ واجب أصحاب العقول أن يثمنوا عالياً صنيع أصحاب القلوب الكبيرة والجهود الموصولة التي يشهد لها العالم، ونحن أَولى بإبداء الثناء على العاملين وعلى عملهم"

كلمات عزيزة استهل بها رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور كمال بني هاني كلمته خلال الاحتفاء بتكريم صاحب السمو الملكي الأمير رعد بن زيد ومنحه شهادة الدكتوراة الفخرية في تخصص التربية الخاصة من كلية الملكة رانيا للطفولة، هذا التكريم الذي جاء لمسيرة عطاء لم ينضب لسموّه في خدمة الإنسانية وجهوده اللامتناهية في رعايته الجليلة لذوي الإعاقة على امتداد الدولة الأردنية، بل تعدى ذلك للإهتمام بذوي الإعاقة على المستويين العربي والعالمي. إذ عُرف عن سموه منذ نعمومة أظفاره وهو سليل الهواشم الأخيار العطاء بلا حدود والبذل بلا جمود في سبيل خدمة الإنسان الأردني والعربي على حد سواء، ولعل خير ما يشهد على ذلك حجم الإنجاز الحقيقي في خدمته لذوي الإعاقة ورعايته لقضاياهم المختلفة، حتى بات يعرف سموه بأمير الإنسانية، علاوة على أنه الأب الحاني، والوالد المقدّر، ورفيق الحسين الباني، والأمير المقرّب خلقاً ونبلا.

خصال الأمير كثيرة، وسجاياه وفيرة، وانجازاته عديدة، وهذا ما عبر عنه عطوفة رئيس الجامعة بقوله :" وهذا فيض من غيض وقائمة الإنجازات لا يحويها قلم ولا قرطاس، وهذا ما كتب عن سموكم، ولكن ما لم يكتب أكبر وأجمل ولا يمكن أن يوصف بكلمات أو مجلدات"

لا شك في أن تكريم سموّه وهو رائد العطاء الإنساني هو نوع من الوفاء والتقدير الذي تحرص الهاشمية اليوم بإدارتها النيرة لتكريسه على أرض الواقع، كما أنه جزء من الواجب الذي تؤمن الهاشمية بتأديته لأصحابه، وهذا ما عبّر عنه رئيس الجامعة الأكرم بقوله:" اليوم فرِحٌ إذ نؤدي جزءاً من واجبنا الوطني والأكاديميّ والإنسانيّ تجاه صاحب السمو الملكي الأمير رعد بن زيد المعظم، الذي تفضل فقبل أن تمنحه الجامعة الهاشمية درجة الدكتوراه الفخرية في التربية الخاصة".

إن تكريم سمو الأمير اليوم لهو موضع اعتزاز وفخر لكل من به ذرة صدق ووفاء، وهي شهادة ستسجل للهاشمية اليوم لأنها خططت في مسيرة الوفاء للوطن سطراً جديداً يحمل معاني الولاء للقيادة والإنتماء لثرى الأردن الطهور، ولا شك أن هذا ديدن الهاشمية والعهد بها منذ تأسيسها، إذ يسجل للهاشمية تكريمها لعدد من الذوات الذين قدموا للوطن في مجالات كُثر ما يستوجب التقدير والثناء، ومن ذلك فقد سبق للهاشمية تكريم صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال ومنحه شهادة الدكتوراه الفخرية في تخصص إدارة الأراضي والمياة والبيئة تقديراً لفكر سموه وجهوده في مجال اهتمامه بالمشاريع والتنمية المستدامة، كما تم تكريم صاحبة السمو الملكي الأميرة منى الحسين ومنحها شهادة الدكتوراة الفخرية في التمريض لدورها الريادي والمتميز وجهدها المنظم على المستويين العربي والدولي في مجالات الصحة والتمريض والخدمات الاجتماعية، كما تم تكريم صاحبة السمو الملكي الأميرة ماجدة رعد ومنحها شهادة الدكتوراه الفخرية في الإرشاد الأسري تقديراً لإنجازاتها الانسانية والاجتماعية والتطوعية واهتمامها البالغ بشؤون الأسرة والطفل، ولكي لا يفهم مما سبق توجه الهاشمية للأمراء بتكريمهم ومنحنهم الدكتوراه الفخرية رغم أحقيتهم بالتكريم وعدم إنكار جهودهم الصادقة والعميقة في خدمة الإنسان الاردني فقد سبق للهاشمية كذلك تكريم رئيس الوزراء الأسبق مضر بدران بشهادة الدكتوراة الفخرية في تخصص الاقتصاد لدوره الريادي في إدارة الشؤون المالية والاقتصادية، وستبقى الهاشمية على ديدنها ماضية في تكريم من يستحق من أهل العطاء والإنجاز والهمة.

وفي ضوء ماسبق، حق للهاشمية وهي من تحمل اسم أشرف العائلات وأنبلها تكريم أمير الإنسانية، لا سيما أن الهاشمية اليوم تحظى برعاية الهاشميين الأطهار ومتابعتهم لتقدمها، وهذا ما صرّح به سموه في مستهل كلمته، إذ قال:" نتابع اليوم بكل اعتزاز ما وصلت إليه الجامعة الهاشمية من موقع متميز على سُلَّم الجامعات نحو الريادة والعالمية وأصبحت أنموذجا يحتذى به ويسعى الجميع لتقليده والوصول إلى هذا المستوى من التميز والنجاح"، وأضاف:" تعد الجامعة الهاشمية نموذجاً وطنيًا في الإنجاز قابلًا للتطبيق والتعميم، وقد عَمِلَتْ على جودة إدارة الموارد البشريّة والمالية للوصول إلى الاعتماد على الذات الذي انعكس على تحسين نوعية التعليم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها وطننا العزيز، وعَمِلَتْ ضمن خطة منهجية بتقديم حلول للتحديات الوطنية وذلك من خلال الإدارة الحكيمة".

ختاماً
إن رسالة الهاشمية بالتكريم رسالة سامية مفادها أن العطاء يستوجب التقدير والثناء والوفاء، ورغم قناعة الهاشمية بأن التكريم أقل ما يمكن تقديمه إزاء مسيرة عطاء الأمير إلّا أن الأمير بخُقله وامتداد نسبه لبيت الرسول يأبى إلّا أن يكون التكريم لكل العاملين بمسيرة الخير والعطاء، إذ قَال سموه: "إن منحي الشهادة هو تكريم لكل المؤسسات والجهات الوطنية التي عَمِلَتْ منذ عقود طويلة للوصول بمجتمعنا المتنوع الذي يحترم الآخر والعيش بكرامة"، وكأن لسان حال الأمير يقول :"يجود علينا الطيبون بتكريمهم ونحن بتكريم الطيبين نجود".

ورغم قناعة الهاشمية بإدارتها أن التكريم للهاشمية كذلك ولكل أصحاب العطاء الذين يحترمون أنفسهم ويحملون الصدق والإنتماء، وهذا يتضح بقول رئيس الجامعة: " إننا يا صاحب السمو نكرم أنفسنا حين نكرم شخصك، ونكرّم تاريخاً من العمل والبذل والاهتمام بالآخرين"، فقبول سموّه لتقدير الهاشمية لهو وسام اعتزاز ستحمله أسرة الهاشمية من إدارة وأكاديميين وعاملين على صدورها، وإزاء هذا النهج الطيب لا ريب أن ترفع القبعات احتراماً وتنحني الهامات فخراً واعتزازا.

نهاية تبقى الشواهد أنبل دوافع الكتابة وحقٌ لنا أن نُعظم الإيجابيات.
حفظ الله الأردن أرضاً وقيادةً وشعبا