facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ذروة الاستعمار الذهني


اسامة احمد الازايدة
17-10-2018 01:16 AM

مهما بدا للإنسان أنّ فكره حرّ فهو واهم ، ومهما حاول أن يكون موضوعياً في حكمه فهو ساذج ، ومهما بلغت تقديراته دقّةً في حكمه على الامور فهو أسيرٌ لأمر آخر خارج إطار ذهنه الذي يراه بعقله الظاهر... أتحدث هنا عن توجيه الإعلام للعقل الباطن للإنسان ، و أبدأ بنفسي كمتلقّي أو مستمع أوقارئ لأي حدث جارٍ ، فلطالما حكمتُ على أمور ظَنّا مني أن التحليل المجرد هو مدخل الوصول الى الحقيقة ، الا ان المرء لا يدرك التجرّد الحقيقي الا بعد حين ، كلّنا أسيرٌ لتوجيه إعلامي يؤثر على حكمنا جمعياً .. فإذا تناولنا قضية اليوم : الصحفي جمال خاشقجي و توقفنا قليلا قبل الحكم على الحدث وسألنا أنفسنا : ما هي درجة أهمية هذا الخبر - مهما بلغت شدته - أمام تزاحم اخبار القتل و التنكيل والقمع و الإبادة خلال السنوات الخمس الاخيرة ؟ و ما هو أثر الزخم الإعلامي على حكمنا حول هذا الحدث ؟؟ لو راقب كلٌ منّا انطباعه و تزايده المطّرد منذ اليوم الاول لفقدان خاشقجي و حتى هذا اليوم؛ تُرى هل يستطيع أي منّا تقييم ( تجرُّد ) حكمه على الحدث و ما نسبة اثر تحليله او أداءه الذهني الشخصي مقارنةً بنسبة التوجيه الإعلامي لحكمه على الحدث ؟؟

ما قصدته و أردت الوصول الى بهذا الصدد ليس قضية الخاشقجي بذاتها ؛ بل تطرقت اليها كمثال حي لنرى و نقارن ماذا بذلنا من انطباعات تجاه آلاف متظاهرين قتلوا في بلدان عربية و آلاف مدنيين قتلوا دون اي ذنب كان اولى بِنَا ان نشعر بهم اضعاف ما قد نشعره بقضية فقدان او قتل شخصية جدلية واحدة .

و النتيجة التي توصلت اليها أننا اليوم في القرن الحادي و العشرين في ذروة الاستعمار الذهني ، فإن أراد من بيده سلطة الاستعمار الإعلامي توجيهنا الى أي اتجاه سينجح بلا شك بأن يوجهنا في الوقت الذي نكون موقنين أنّ حكمنا حول الحدث هو حكم ذكي و مجرّد .

هذه الدرجة من الاستعمار الفكري لم تحلم بها يوما أي من الدول الاستعمارية إبان الاستعمار التقليدي في الحروب العالمية السابقة قبل التكنولوجيا الحديثة.






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :