facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخميس الاسود والمسؤولية الاخلاقية


د.هشام المكانين العجارمة
29-10-2018 01:51 AM

في دولة لطالما أكد قائدها بأنها دولة محورها الانسان كأحد ثوابت الدولة وأن الإنسان هو ثروة الأردن الحقيقية وأنه أغلى ما نملك لا غرابة بأن يلغي الملك زيارته الخارجية ليتابع عن كثف تداعيات الفاجعة التي ألمّت بوطننا ويأمر بتنكيس الأعلام بل ويترأس اجتماعاً للمجلس الوطني للأمن وإدارة الازمات لمتابعة عمليات البحث والإنقاذ عن ضحايا هذه الفاجعة.
جلالته إذ أعرب عن حزنه بقوله: "حزني وألمي شديد وكبير ولا يوازيه إلا غضبي على كل من قصّر في اتخاذ الاجراءات التي كان من الممكن أن تمنع وقوع هذه الحادثة الأليمة"
فإنه ليُعبّر عن شعوره الإنساني والأخلاقي النبيل لقائد لطالما عُرف عنه ذلك.
لكن مالم نعرفه أو نلمسه أو نسمع به بَعد أن يعترف مسؤول -أيا كان موقعه- بمسؤوليته الاخلاقية والمهنية تجاه الفاجعة الأليمة التي ألمّت بنا.
اليوم نحن بأمس الحاجة لاستقالة واحدة على أقل تقدير تواسينا، بحاجة لدرسٍ واحد يبين لنا أن طفولة أبنائنا محور اهتمامنا، درس واحد يبين تقدير مسؤولينا لسنوات تعبنا وأيام سهرنا، درس واحد يشعرنا بمشاطره مسؤولينا لمشاعر انكسارنا، إلى متى تخيب آمالنا؟ إلى متى نضحك على أنفسنا، على أبنائنا، وعلى طلبتنا ونحن نعلمهم صباح مساء قيم الطفولة وأهميتها.
الخميس الأسود لم يبقي للخميس بهجةً أو فرحاً، بل دفعنا رغماً عنّا لنرحل ليوم آخر علّنا نجد فيه احترام لطفولتنا وإنسانيتنا، لذا لنترك تلك الاهزوجة التي بتنا نغنيها نهاية كل أسبوع، لنترك ترحيبنا بالخميس (هلا بالخميس) ولنقل لا أعادك الله يا خميس، وإزاء ذلك الخميس الأسود وجمعته الحزينة أتساءل:
- إلى متى الاستهتار بطفولة أبنائنا؟
- إلى متى تستمر تلك التجارة البشعة بحقوق أطفالنا، بتعليمهم، بتنقلهم وتنزههم؟
- ألا نخجل من أنفسنا ونحن ندفع بهم لموت متوقع بل أنه بات حقيقة لا توقع!
- إلى متى نتراشق تُهم التقصير وكلنا مقصرون؟
- إلى متى العمل بمنظومة العمل التربوي الهزيل؟ ومسؤوليه الضعفاء وغياب الارشاد التربوي وركاكة الانشطة التربوية في جسم الوزارة؟
-ماذا تنتظر وزارة الأشغال لاصلاح جسر متهالك منذ أشهر طويلة، وكم سننتظر؟
- من المسؤول عن فساد العطاءات خاصة تلك المرتبطة بالسدود والجسور والطرقات والبنية التحتية عموما؟
- من المسؤول عن هبوط الخرسانة الأرضية بجسم سد زرقاء ماعين؟
- من المسؤول عن الاستهتار وعدم التنسيق لتفريغ مياه سد وادي ماعين وهدر مليون و (٣٠٠) ألف متر مكعب من المياه في دولة تعاني من الشّح المائي؟
- من المسؤول عن غياب أمانة المسؤولية وتحملها؟
- من المسؤول عن كسر عواطف أسر ليس لها ذنب غير أنها خشت كسر خواطر أطفالها إن قالت لهم (لا) إزاء ادارات مدرسية باتت تفرض رغباتها دون الاحتكام لمنطق الظرف الجوّي ؟
- متى نكرس الاستشعار الأمني للدوريات لتستشعر الحاجة لقطع الطرقات قبل اشتداد المخاطر؟ أم أن قطع تلك الطرقات مرهون فقط بمرور من حسبوا على الدولة مسؤولين! وفي ذلك نحمد الله أن سقط الجسر في الثانية صباحا دون اصابات.
- متى نسمع عن شرطة سياحية تمنع الاقتراب من أماكن الخطر أو الولوج إليها؟ إن كان هناك شرطة تُعنى بالسياحة في تلك الأماكن!
- متى سنكرس الاهتمام السياحي بأماكن التنزه خاصة ما يناسب منها الاردنيين البسطاء وأطفالهم، ولا ننكر أن ذلك الوادي المشؤوم هو متنفس الاردنيين الكادحين؟
- هل ضاقت علينا الأرض الأردنية بما رحبت لنختار لأطفالنا مناطق وعرة هي الأخطر في هذه الظروف الجوية الاستثنائية؟ ومتى كانت تلك المناطق ممنوعة أصلاً؟ منذ نعومة أظفاري وأنا أرتاد ذلك الوادي حالي كحال الأردنيين البسطاء ولم أسمع يوما أن ارتياد ذلك الوادي ممنوع.
-هل أعمار أطفالنا تتحمل رِحلُ المغامرات والسفاري تلك ومشقتها؟
- إلى متى الاستهتار بإتباع ارشادات الارصاد الجوية وعدم الاكتراث بها؟
- من المسؤول عن زعزعة ثقة المواطن بدائرة الارصاد الجوية؟
- متى نعمل على ترسيخ منظومة العلم الجيولوجي؟ والعمل بأجهزة الانذار الفوري؟
- متى نمتلك الخطط المرنة القابلة للتعديل أو التأجيل أو الإلغاء في برامج أنشطتنا ورحلاتنا؟ أم أن برامج الرحلات قائمة قائمة بغض النظر عن الظروف الجوية أو سير الموافقات الممنوحة!
- إلى متى نستمر بتغييب اجراءات الرقابة والمتابعة من الجهات الرسمية المختصة؟
- إلى متى نتحدث عن الجاهزية العالية ونحن لا نمتلك أدنى مستوياتها؟
- متى سنفهم التميز التربوي والإداري المطلوب؟ فإذا كانت الرحلات المدرسية التي باتت شغل بعض المدارس الشاغل هو دليل على تميزها وليس لنا فيه خيار فشاهت المدارس تلك وسحقاً لذلك التميّز، ثلاثون ديناراً ثمن سياحة الصخور كفيلة بتمتع طفلنا بمرافق أي فندق أو شاطىء سياحي !
- لو افترضنا أن الرحلة قد سُيرت بحسب ماتم الموافقة عليه إلى الأزرق حقاً فهل هي الأنسب في هذه الظروف كذلك؟ وهل بدء العام الدراسي لنرتحل!
- هل لوم وزارة التربية ومسؤوليها للمدرسة يعفيها من مسؤوليتها ويمنحها صك الغفران المنشود؟
- أين سلطة وادي الأردن مما يحدث ؟ أم أنها تحتاج لمن يوقظها من سباتها!
- أين تجهيزاتنا الطبية في مستشفياتنا النائية التي يتشدق بها مسؤولينا بالجاهزية العالية ؟ وأين مرافق تجهيزات الموتى في البشير، نحن في خواتيم عام ٢٠١٨ ولازلنا نتحدث عن مغسلة واحدة في مستشفى البشير وسط عمان!
- من المسؤول عن اختيار الأدلاء السياحيين؟ علماً بأن من رافق أطفالنا في رحلة سفاريهم بحسب جمعية أدلاء السياحة الأردنية ليسوا بأدلاء وغير مرخصين.
- متى سننتهي من لجان تُشكل للدراسة والتحقيق ونتائجها معروفة سلفاً؟ بل متى نشكل لجان محايدة أعضاؤها ليسوا أطرافاً بالقضية ؟
- متى ننتهي من تلك السجالات والمهاترات والتصريحات التي تلقي اللوم على الآخر وتعفي نفسها؟
- إلى متى سنبقى على نهج البحث عن الشماعة التي نعلق عليها تقصيرنا وفسادنا وأخطاءنا؟
- إلى متى المتاجرة بمسؤولين وإدارات ضعيفة وهشّة وركيكة لا تمتلك إدارة نفسها أو المسؤولية عنها؟
- متى يدرك مسؤولنا واجباته؟ وكم نحتاج لروح تزهق ليقدم المسؤول الضعيف استقالته؟
أنا لا أتحدث عن مسؤول بعينه إذ أن هذا المسؤول ليس بأفضل من غيره، ولا أتحدث عن وزارة بعينها إذ أنها ليست بأفضل حال من غيرها كذلك. وإذا كان ذلك المسؤول لا يعي ما عليه من واجب فعلى حالنا السلام.
في دول أخرى يقدم المسؤول استقالته إن شعر بتقصير بواجبه، فكيف إذا أزهق بضعفه وعدم اهتمامه ولا مبالاته ٢١ روحاً، أكاد أجزم بأنه سيُلقي بنفسه للهاوية إن لم تُلقي به نفسه.
- متى نُعفي من حُسب على المسؤولين مسؤولاً؟ ومتى نُتاجر بأولئك الصادقين الذين يدركون حجم المسؤولية!
- متى نمتلك برامج وقاية لكوارث وأزمات هي من فعل إيدينا؟ - متى نستطيع تجنب الأزمات قبل وقوعها؟
- متى نمتلك اعلاماً يضعنا بصورة الحدث أول بأول؟ ولا يجعلنا نقع ضحية معلومات تواصل اجتماعي متضارب!
- من قال بأن من أُعلن عنهم ضحايا أو مصابين هم فقط ضحايا السيل الغاشم والوادي المشؤوم!
- متى نكن على قدر المسؤولية الأدبية والأخلاقية والمهنية التي لم نشهدها إلّا بجلالة الملك وفزعة الأردنيين الغيورين من عسكريين ومدنيين؟

إجابات هذه الأسئلة وغيرها الكثير لن تضمد جراح المصابين ولن توقف عبرات المكلومين ولن تنسي الأمهات ليالي السّهر وأيام التعب، ضحكات أطفالهم وأمنياتهم، ولن تُذهب صدمة وانكسار بات يعيش في نفوسنا جميعا، ولكن تقديمها واجب لكي لا تتكرر آلامنا ولا يعود حزنتا.

ختاماً
لسنا بحاجة لأن نخوض ضمار حروب لنزهق أرواح ورودنا وفلذات أكبادنا فسوء إداراتنا كفيل بإلحاق الخسائر البشرية والمادية لترتقي لجرائم حرب فلنتقي الله في أنفسنا وأعمالنا.
وسائر حياتنا.

نهاية
المستهترون من مسؤولينا عليكم من الله ما تستحقون، أما أطفالنا الأبرياء فإلى عليين بقدرة القادر المتين، ولأطفالنا الرحمة ولذويهم وللأسرة الأردنية الواحدة جميل الصّبر وحُسن العزاء وعظّم الله أجرك يا وطن وأعانك الله يا ملك.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :