facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل نستفيد من احداث هذه المأساة؟


د. عدنان سعد الزعبي
29-10-2018 03:39 PM

نؤمن جميعا بالقضاء والقدر كما نؤمن بالشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج , ونؤمن أننا جميعا لله راجعون , فهذا سعيد ابن المسيب الشيخ الزاهد المتواضع غضب عندما سمع دعاء لاطالة عمره , فنحن امة نؤمن بأن الموت حق , وأن ساعة العودة آتية.

والكوارث الطبيعية لا تستاذن ولا تنبه أحد بل تحل ضيفا ثقيلا مدمرا وشواهد العالم عديدة ومتكررة , وما حصل أخير في وادي الزرقا ماعين كان واحدا من سلسلة فيضانات اجتاحت قبل سنين منطقة وادي الاردن ومعان والعقبة والرمثا وعمان وغيرها من مناطق المملكة .

نعود مرة أخرى لنعظم دور الاجهزة الامنية وسواعد القوات المسلحة الذي واجهوا هذا التحدي بكل اقتدار وعبروا عن تفانيهم في سبيل واجبهم بعتبارها المسؤولية الحقيقية ,

هذا الحدث يؤكد من جديد إننا ما زلنا ضعفاء في إدارة الازمات , وأنه لا استراتيجية متفق عليها لإدارة مثل هذه الكوارث خاصة وأن إدارة الازمة يجب أن لا تقتصر على الأجهزة الامنية والجيش , فالقطاعات الاخرى وخاصة الاعلام عنصر مهم بل مهم جدا في توجيه الراي العام ودفع الناس ليكونوا شركاء في ادارة الازمة لا معطلين . لأن الكارثة ونتائجها تمس الجميع ولا تقتصر على فئة او لون أو دين معين ولهذا فالسواعد لا بد وأن تتشارك كل بتخصصه ومسؤولياته حتى نضمن منطقية الانجاز والعمل .وتخفيض المآسي .

والسؤال الاهم : لماذا نجحت الاجهز العسكرية المنظمة وفشلت المؤسسات المدنية , لماذا استطاع الاعلام في الاردن ان يتفوق على الاعلام الرسمي رغم ان الحكومة هي مصدر المعلومة التي يحتاجها الناس وقبلهم الاعلاميون في مثل هذا الظرف . ؟

ان للإعلام دور اساسي في مثل هذه الازمات من خلال نقل الواقعة وضمان استمرار تدفق المعلومات الحية عن مجرى الحدث وبشكل منتظم, أو عندما يستجد شيء , فالاشاعات جاهزة وتحتاج لمن يروجها , خاصة وان تواجد تكنولوجيا الاتصال في اليد سهل علىيهم تناقل المعلومة وتوسيع قاعدتها خاصة عدم حاجة ممارستها الى التخصص او كثير من التعقيد . وبهذا فإن من المفروض ان ندرك أن مواجهة المعلومة لا بد إلا وأن يكون بالمعلومة الصادقة وبإسلوب المعلومة بالمعلومة ؟

لا نعرف كان الاعلام الرسمي بدون هوية ومتخبط رغم أن التغطيات كانت ممتازة وان ارض الحدث كانت متاحة لاي كان على السوشيل ميديا .

ما أزعج الجميع اولا هذا التخبط في التهرب من المسؤوليات وتوقيته والصراع عليه , فالمبالغة في الدفاع يعزز الشك , و كان الاجدر الانتباه اساسا للقضية الاولى متمثلة بالاطفال والمصابين وعدم الارتباك في اعطاء المعلومة أو في الدفاع عن النفس التي يجب ان يتوحد مصدرها الميداني وتبث للناس . ثانيا اختفاء ظاهرة التعاون لتحقيق مبدأ التكافل والتضامن والتعاون بين المؤسسات الحكومية . والمؤسسات الواثقة بما تعمل لا تحتاج الى الحلفان لتبرئة ذاتها وهذا فعلا ما اساء للمشهد العام واخفض من قوة الدفاع عن الذات .

الرئيس الان يحتاج ألى تشكيل لجنة متخصصة لوضع تصور واضح حول خطوات العمل وتحديد المسؤوليات ودور كل مؤسسة معنية .الفيضان مفاجيء وتدفق الامطار كبير ومباغت وقدر الاطفال والشباب الذين قضوا نحبهم أن يكون حتفهم هنا وبهذه الشاكلة .

لا نموت جميعا بمثل هذه المصيبة , فالارض دائمة العطاء حتى ولوحرقت بالنار ولكن دعونا نتعلم , ودعونا ننتقل خطوة للأمام.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :