facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صفقة القرن


فتح رضوان
02-11-2018 12:41 AM

صفقة القرن :خيبة إسرائيل ووهم العرب وجهل ترمب بجوهر الصراع.

الصفقة تكون بين ندين على منفعة متبادلة ظاهرة في بنودها وضمن اشتراطات وحقوق وواجبات لكلا الطرفين والحالة ليست كذلك كما يرشح عن تفاصيل ما سميت صفقة القرن لحل قضية فلسطين فما هي القصة اذا.

صفقة القرن كما يسميها الإعلام اتباعا لوصف الرئيس المصري يراد لها أن تمحو جرائم الاحتلال الاسرائيلي وتزيح تكاليف الاحتلال عن كاهل إسرائيل وتحميله للدول العربية ولو قلنا أن اسرائيل تقدم مقابل ذلك شيئا له قيمة لجاز أن نسميها صفقة مع قذاراتها وعدم قانونيتها ولكن مع كل ما ستحمله الدول العربية من أوزار فهي من سيدفع، فما هي المصلحة المستترة للدول العربية وهل تستحق هذه المصلحة عناء ما ستجنيه الأنظمة العربية من نكسات ما سميت صفقة وما هي إلا سراب خادع لَيْس بناء على ما نعتقده ونؤمن به بل بناء على ما فعله الكيان الغاصب مع من عقد معه اتفاقات سلام في المنطقة وما فعله مع من قدم له كل الخدمات والتسهيلات فهل فعلت اسرائيل ومن ورائها أمريكا شيئا للرئيس المصري حسني مبارك على سبيل المثال حين استنتج أن المتغطي بأمريكا عريان وهل ثبت يوما أن المتغطي بإسرائيل دفآن.

إذا كان بعض الساسة العرب يعتقدون أن سحر البيان في تسويق الصفقة وأنها بالتلاعب بالألفاظ وما ستأتي علىه من ذكر دولة فلسطينية وحدود وحقوق سيستمر التفاوض عليها الى يوم القيامة سيرضي الفلسطينيين فهم واهمون.

ستكون اسرائيل أول المنقلبين على صفقة القرن وإن أعلنت وسارت مساراتها فلن يكون حالها أفضل من اتفاق أوسلو الذي أعطى إسرائيل شرعية وليس ذلك فحسب بل قدمت لها اتفاقات أوسلو ما لم تحرزه منذ نكسة حزيران.

القضية الفلسطينية هي قضية أرض مغتصبة وحقوق لاجئين ونازحين وحق العودة هو ذروة سنام القضية.

إذا كان العرب يريدون سلاما اقتصاديا مع إسرائيل يأتي لهم بالسمن والعسل فلماذا يتم إقحام قضية فلسطين، فالقانون الدولي لا يمنع أي دولة من إقامة علاقات طبيعية مع أي دولة أخرى معترف بها.

اذا المسألة برمتها هي رغبة إسرائيل في إشغال الفلسطينيين في صراعات مع أبناء جلدتهم حتى يكملوا هم مخططهم في تهويد الأرض العربية دون إزعاج وليس ذلك فحسب بل ودفع أية تبعات مالية لهذه الخطة الخبيثة من جيوب العرب وعلى طريقة ترمب.

لقد قدم العرب تنازلا تاريخيا وأقروا سلاما يشمل دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران والقدس الشرقية وعودة اللاحئين مقابل تطبيع الدول العربية مع إسرائيل وذلك في قمة بيروت في العام ٢٠٠٢ وأقنع العرب حتى المقاومة الفلسطينية بهذا الطرح ولو مرحليا ولكن أن يُستقبل نتنياهو في عواصم العرب وطائراته تغتال أطفال غزة فهذا دون الخوض في مسألة الأخلاق والمبادئ وفروض القومية يعني أن النظام الرسمي العربي غير معني بالفلسطينيين ويالتالي فما يرغب أن يقيمه من علاقات مع إسرائيل ستمده وهما بإكسير الحياة لا يجب أن يمر عبر شرعنة الاحتلال الاسرائيلي والتعتيم على جرائمه فليقم أي نظام عربي بإقامة علاقات طبيعية مع الكيان الغاصب دون المرور بفلسطين أو الحديث نيابة عن شعبها.

هنا لا بد من التنويه الى مسألة في غاية الخطورة وهي الإعلام العبري الموجه للجمهور العربي ومن ضمنه مواقع التواصل الاجتماعي للايقاع بالجهلة من الجمهور العربي وحتى بعض النخب المؤثرة وإيهامهم أن القضية الفلسطينية هي سبب من أسباب تخلف العرب وضياع ثرواتهم وهذه أسطورة يمكن بصراحة تسويقها للحاقدين مجانا على فلسطين وأهلها من جهلة وسفهاء الأمة المنساقين وراء كذبة الرخاء الذي قد يجلبه تطبيع شامل كامل عربيا مع إسرائيل، وللأسف لا يوجد مواجهة منظمة ومدروسة للذباب الالكتروني الاسرائيلي والعربي السائر في هذا الركاب وقد اقتضىت الضرورة إضاءة هذه الزاوية المظلمة لفداحة ما ينشره الذباب الالكتروني عربيا واسرائيليا في هذا الاتجاه والذي يمهد لجزء ليس ببسيط من الجمهور العربي قبول التطبيع مع اسرائيل والتسحيج له كجزء من التغيير عربيا في الاتجاه الصحيح وهذا الاختراق في الاعلام ومواقع التواصل لم تستطع كل إمكانيات اسرائيل المادية ان تحققه على مدار سبعين عاما من الصراع، فالمعركة هي معركة وعي قبل أن تكون معركة طائرات ودبابات

اسرائيل تريد دون دفع أي ثمن لا مادي ولا سياسي التخلص من أثمان الاحتلال وتحميل المسؤولية الإدارية لمناطق الثقل السكاني الفلسطيني للدول العربية وتتخلص من القرارات الأممية لصالح الفلسطينيين وفوق كل ذلك تريد أن تبيع بضائعها لأكثر مر أربعمائة مليون عربي وأن تحمل الدول العربية كل أوزار احتلال فلسطين وتعطي اسرائيل صك براءة من كل جرائمها فهل هذه صفقة القرن أم مؤامرة القرن.

يبدو أن صناع القرار في دول عربية رئيسة يعتقدون شركا بالله ان إسرائيل تحيي العظام وهي رميم وهذا وهم فاسرائيل كانت أضعف من أن تؤازر أشد حلقائها في المنطقة بكلمة عندما سقطوا وأبرزهم حديثا مسعود برزاني حين أفشلت العراق مشروعه الإنفصالي فهل يظن أي نظام عربي أن إسرائيل ستسانده بكلمة لو تعرض لأي
هزة.

الاسرائيليون يريدون تحميل خيبتهم في مواجهة الفلسطينيين المقاومين لمشاريعهم ولن يفيدوا الدول العربية في شيء فهم سيأخذون الأموال وسيحملون العرب عبء التعامل مع المقاومة الفلسطينية المسلحة التي فشلت معها إسرائيل في ثلاثة حروب مدمرة للقضاء عليها ولم يستطيعوا وهذه بالضبط قصة أوسلو فعندما عجزت اسرائيل في مواجهة انتفاضة الحجارة تفاجئنا بأوسلو التي كانت مع كل مساوئها ألطف بكثير مما نسمع ونقرأ عن صفقة القرن.

أين عظمة الصفقة لتسمى صفقة القرن، قد تكون صفقة القرن لشخص ترمب الذي سيدعي حل صراع فشل كل من قبله في حله فهذا الرجل مولع بعقد الصفقات لكونه رجل أعمال حذق أو هكذا يسوق نفسه أما في عالم السياسة فلولا تدارك المؤسسات الدستورية الأمريكية لأخطائه لكان قد ورّط أمريكا أكثر مما يورط الزعماء العرب بلدانهم.

لقد وعد السادات شعب مصر بالسمن والعسل من السلام مع اسرائيل ومع أنه استعاد سيناء مقابل إراحة اسرائيل من جبهة ساخنة فما الذي جنته مصر سوى مؤمرات لا تنتهي ولا مجال للخوض في تفاصيلها.

وماذا جنت الأردن من السلام مع اسرائيل سوى الكراهية والتحريض ونقض اتفاقية وادي عربة كل يوم في الأقصى وقتل الأردنيين بدم بارد وعلى أرضهم لا وحتى بلغت الوقاحة عقد مؤتمر لتسويق البديل الأردني كما يسميه يمينهم المتطرف وليس ذلك فحسب بل قد حاولوا بكل خبث منع الأردن من الاستفادة من مياه الديسي التي حلت مشكلة عطش الصيف في عمان بادعاء عدم صلاحيتها للشرب من خلال دراسات وهمية تمت للأسف بالتعاون مع بعض الجامعات الأردنية، اذا من التجربة الأردنية لن يوفر الاسرائيليون سبيلا لتنغيص حياة العرب في كل شأن.

إنها ليست صفقة القرن سوى لترمب وشركاته العقارية أما للفلسطينيين فهي أوسلو كبرى وللعرب ليست أكثر من سراب يحسبه الظمآن ماء فإسرائيل لم تنقذ حسني مبارك ولا مسعود البرزاني وسوف تتبرأ من أي نظام عربي لم يعد صالحا لخدمتها مهما قدم من خدمات ولا يمكن ان تكون ذاكرة النظام الرسمي العربي ضعيفة لدرجة عدم فهم تخلي إسرائيل عن أقرب حلفائها في ساعة الحقيقة.

اذا أرادت الأنظمة العربية صفقة قرن حقيقية فهي متاحة مع شعوبها بإعطائها حريتها وتمكينها من مقدراتها ومصادر ثرواتها وليس أدل على ذلك من تجربة تركيا التي ركضت وراء الانضمام للاتحاد الأوروبي حتى حفيت قدامها فما أن انتبهت تركيا لمصدر قوتها وإمكانات شعبها حتى فعلت المعجزات في زمن قياسي لا يتعدى ثلاثين عاما إن بدأنا العد بتورغوت أوزال الذي تنسب له بدايات العثمانية الجديدة.

في الخلاصة فاسرائيل تخفي عجزها في مواجهة المقاومة الفلسطينية بادعاء اختراقها للصف العربي وكأن الأنظمة العربية ستحميها من قدرها والأنظمة العربية تعتقد أن في جعبة إسرائيل إكسير الحياة لتحمي هذه الأنظمة من عجزها أمام شعوبها في توفير أبسط حقوق الإنسان لهذه الشعوب وترمب يعتقد أنها صفقة تجارية رابحة وليست حقوق شعب بذل من أجلها الدماء منذ مائة عام.





  • 1 محمود سعاده 02-11-2018 | 12:27 PM

    صدقت بارك الله فيك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :