facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




على طاولة تطوير المناهج!


سليمان الطعاني
19-12-2018 12:41 PM

قام معهد الاعلام الأردني قبل سنتين بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو بإطلاق مشروع لإدخال التربية الإعلامية والمعلوماتية في الأردن ضمن مناهج التعليم بهدف المساهمة في بناء قدرات وطنية في مؤسسات التعليم الأردنية لتكون قادرة على نقل المعارف والمهارات الأساسية في التربية الإعلامية والمعلوماتية للأجيال الجديدة ونشر الوعي والمعرفة لدى صنّاع القرار وقادة الرأي والمجتمع بهذا الخصوص... ذلك أن التربية الإعلامية Media Education مصطلح وسيط يجمع بين مصطلحين مختلفين هما التربية والإعلام، وكما يقول خبراء التربية أن الاعلام والتربية كجناحي طائر لا تحلّق أمة من الأمم في عوالم المعرفة والثقافة إلا بهما معاً،

الحديث عن موضوع التربية الإعلامية بات ملحّاً وضرورياً، وأن التربية الإعلامية نفسها باتت ضرورة ملحة أيضاً لأنها تمس وعي الأجيال بشكل مباشر بما تتضمنه من معرفة بأنظمة الإعلام والمهارات التحليلية المتعلقة بها من ناحية المضمون الجمالي والمعرفي لرسائل وسائل الإعلام المتدفقة على مدار الساعة، وما تتضمنه أيضاً من تربية على كيفية التعامل مع وسائل الإعلام وسبل التعاطي مع محتواها بالحذر أو القبول أو الرفض، في ظل النسبة المتزايدة للاستهلاك الإعلامي في المجتمع، ونمو صناعة الإعلام وأهمية المعلومات في العصر الحاضر والأهمية المتزايدة للاتصال المرئي والمعلومات المرئية.

لكن مفهوم التربية الإعلامية ما زال غائباً عند الكثيرين بشكل عام ولكنه لا يغيب عن مخططي المناهج في وقت أصبحت فيه وسائل الاتصال الجماهيرية جزءًا من الثقافة اليومية للفرد وباتت الحاجة ملحة لإعداد النشء للحياة في عالم يتميز بقوة الرسائل المصورة والمكتوبة والمسموعة وتمكين الأجيال ليكونوا ناقدين يتحكمون بتفسير ما يشاهدونه أو يسمعونه وليكونوا مثالاً ونموذجا للمتلقي النشط Critical Autonomy بدلا من ترك التحكم بالتفسير للرسائل الإعلامية نفسها،

نحن في أمسّ الحاجة الى مفهوم تربية اعلامية في مناهجنا الدراسية لتحويل استهلاك الرسائل الإعلامية عند أبنائنا إلى عملية نقدية نشطة لمساعدتهم على تكوين الوعي حول طبيعة تلك الرسائل وفهم دورها في بناء وجهات النظر حول الواقع الذي يعيشون فيه. وتعليمهم مهارة التعامل مع وسائل الإعلام، بصفتها صانعة التغيير، وصاحبة السلطة المؤثرة، على القيم والمعتقدات والتوجهات والممارسات، في مختلف الجوانب، اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.

المؤسسات التربوية والأكاديمية وروّاد التخطيط معنيون أكثر من أي وقت مضى بإعداد مناهج خاصة بتربية إعلامية يكون معها المواطن الطالب في المدرسة أو الجامعة متلقياً واعياً وقادراً على انتقاء ما يشاهده أو يسمعه أو يقرأه انتقاءً استراتيجيًا، وتحليله وتبيان ما هو مفيد وما هو ضار، ما هو مغشوش أو مشوش، ما هو حقيقي وما هو ملفق، ما هو منطقي وما هو متناقض مع المنطق، ما هو مكتمل وما هو منقوص ما هو صادر عن علماء متخصصين أو هواة.

لجان إعداد المناهج وتطويرها بما لديها من خبراء، معنية بإعداد منهاج تربية إعلامية كمنهاج التربية الوطنية على سبيل المثال، يدرّس في الكليات الجامعة والمدارس يهدف إلى حماية النشء من المخاطر المحتملة لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والتضليل الإعلامي والتلاعب بالعقول، وتمكين الجميع من التعامل معها بمهارة ومهنية لفهم الثقافة الإعلامية التي تحيط بهم، وحسن الانتقاء والاختيار منها، وتعلم كيفية التعامل معها، والمشاركة فيها، بصورة فعالة ومؤثرة سيما وأن الإعلام أصبح قوة تبني واقعًا.

نحن في أمسّ الحاجة الى تربية إعلامية يصل من خلالها الأفراد إلى المهارات والخبرات التي يحتاجونها لفهم الكيفية التي يشكل معها الإعلام إدراكهم وتهيئتهم للمشاركة كصانعي إعلام ومشاركين في بناء مجتمعات افتراضية ضمن أخلاقيا المجتمع وضوابط حرية الكلمة في ظل إعلام رقمي في فضاء تغيب عنه نظم المسؤولية والمساءلة، محو أمية إعلامية لتعليم جيل المستقبل وإفهامه ثقافة الإعلام الجديد، وأسس القراءة النقدية للوسيلة بدلا من تركهم نهباً لوسائل إعلامية قاصرة أو ذات مهنية ضعيفة،

نحن في أمسّ الحاجة الى تربية اعلامية تشجع على تنشئة المواطنة المسؤولة، والعمل الجماعي، والحياة الواقعية، تربية إعلامية تتّسق مع مهارات التفكير العليا وتنميها، وتمكن الفرد من أن يصبح مستهلكاً حكيماً للرسائل الإعلامية من خلال زيادة قدراته على الاتصال والتعبير، وتمكينه من التعامل مع ثقافة مشبعة بالرسائل الإعلامية. في وقت أصبحت في وسائل الاعلام هي الموجه الأكبر والسلطة المؤثرة على القيم والمعتقدات والتوجهات والممارسات في مختلف جوانب الحياة.

وبعد، فان التربية الإعلامية مشروع دفاعي يهدف الى الحماية من التضليل والسلبية والنمطية وتمكين الأفراد من حرية الانتقاء والاختيار والنقد، وجزءاً من حقوق المواطن الأساسية في ظل هذه الظروف التي اختلط فيها الحابل بالنابل كما ان ادراجها ضمن المناهج الدراسية في المدارس والجامعات بات أيضا ضرورة ملحة

مشروع تمكيني يهدف الى اعداد الافراد لفهم الثقافة الإعلامية التي تحيط بهم وتمكينهم من حسن الاختيار والانتقاء وتعلمهم كيفية التعامل معها والمشاركة فيها بصورة فاعلة ناقدين، غير مستهلكين.

staani@uop.edu.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :