facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بلورة مفاهيم تطبيقية للتعامل مع الاشاعة


د. محمد كامل القرعان
24-12-2018 11:19 AM

تتضح أهمية مواجهة الشائعات لتأثيرها الكبير على تغيير وتبدل مواقف الأفراد وعلاقاتهم وتفاعلاتهم مع الدولة ودورها في تفكك وتدهور المجتمع وتماسكه وفقا لتأثيرها السلبي فى خفض الروح المعنوية لذلك المجتمع.

فمن خلال الشائعات التي تتضمن اخبارا كاذبة وتضليل الرأي العام يمكن أن يعزف الناس عن دعمهم للمناخ العام للبلد ومشروعاته ، كم وتؤثر فى تقدم الجوانب الاقتصادية والسياسية، وتسهم بخلق حالة نفسية عكسية لدى المجتمع ويمكن أن تؤثر فى الاستقرار العام.

ولمواجهة الاشاعة ينبغي خلق اتجاه جديد تتبانه الحكومة ، يختص بتعليم الافراد مهارة التعامل مع هذه الافة ومع الإعلام بشكل عام من خلال التوجه لتأسيس جمعيات أهلية تتبنى الدفاع عن نفسها امام مضار الإشاعة وهي تجربة أهلية ناجحة بالدول المتقدمة ، لأن الإعلام ووسائل الاتصال الحديثة أصبحت هي الموجه الأكبر ، والسلطة المؤثرة ، على القيم والمعتقدات والتوجهات والممارسات ، في مختلف الجوانب ، اقتصادياً وثقافيا واجتماعياً .

وينبغي ضرورة استحداث تقنية متطورة وبعقلية منفتحة تختص في التعامل مع كل وسائل الإعلام الاتصالي ، وتشمل الكلمات ، والرسوم المطبوعة ، والصوت ، والصور الساكنة والمتحركة ، التي يتم تقديمها عن طريق أي نوع من أنواع التقنيات .

وتبني استراتيجية حديثة للحكومة تدعم الأنشطة والفعاليات في مجال التربية الاعلامية التي تعد جزءاً من الحقوق الأساسية لكل مواطن ، وفي كل بلد من بلدان العالم ، وضرورة إدخال الثقافة الإعلامية ضمن المناهج الجامعية والمدرسية وضمن انشطة المراكز الشبابية ، وضمن خطب الجمعة وأنظمة التعليم غير الرسمية ، والتعلم مدى الحياة ومن ثم تمكّنهم من اكتساب المهارات في استخدام وسائل الإعلام للتفاهم مع الآخرين .

والثقافة الإعلامية ليست " مشروع دفاع " يهدف إلى الحماية فحسب ، بل هي " مشروع تمكين " لإعداد جيل يدرك ما يحيط به ، ويحسن الانتقاء والاختيار من السيل الجارف من المعلومات ، ويتعلم كيفية التعامل معها، والمشاركة فيها ، بصورة فعالة ومؤثرة.

واعداد استراتيجية أعلامية وطنية مبتكرة ، هي محاولة تطبيقية لبلورة مفاهيم كيفية التعامل مع الاشاعة وخطاب الكراهية ضمن إطار وطني منهجي ، بغية تزويد المجتمع بمهارة التعامل مع الاشاعة وتميز الاخبار الكاذبة ودحضها ، فهماً واختياراً واستهلاكاً وإنتاجاً .

لم تعد الحكومة هي المتضرر الوحيد من الاشاعة بل صبح المجتمع برمته يئن تحت الاثار السلبية والنفسية وقتل الروح المعنوية التي تتركها الاشاعة وتاثيرها سلبا على طبائع الافراد ومشاركاتهم بلحية العامة للدولة وحيويتها وتعكير مزاجيتهم وما توفره هذه الوسائل من معلومات غير حقيقية ، وهذ دليل اكيد على ما تلحقه وسائل الاعلام وممارستها السلبية على الفرد والمجتمع ككل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :