facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعالي تعالوا!!


30-07-2009 02:31 PM

في صوته القريب من روح جسدي لاحقني بصوته العنيف محدثا كياني الهوائي، بكلمة واحدة لاغيرها :تعالي تعالي ! نقشها في ذاكرتي حتى اصبحت كالصلاة اتلوها في كل نفس وفي كل رمشة عين، فلا اغفل ابدا بالبحث عن هذا النداء الذي يؤرق نومي الخفيف .

ذهبت فبحثت ،ولكن وجدت ان ذهابي كبقائي دون ادنى فائدة ، فالصوت ظل يلاطم الجدران وانا كالغريقة بين ثنايا هذه الجدران، لا فائدة في اللقاء ولكن لا احد يستطيع ايقافي، فذلك الصوت اجبرني على ايجاد المجهول وايجاد نفسي التائهة في هذه الحياة السخية بالمهازل البشرية، وبعد فترة من الزمان حددها القدر الذي نمتطيه في كل مكان وجدت صاحب الصوت ووجدت نفسي في ذات الزمان والمكان فكلانا احتضن اللاوجود الذي نعيشه لنلتقي في وجود جديد نصنعه بكل فخر وامتنان ،ومن هنا بدأ الحوار بين قطبين لاذا بالفرار من هذه الحياة.

فقلت له بعد ان تاهت العبرات و صمتت العبارات :ها انا توجهت لك بعد ان هزني نداؤك المتواصل كالزلزال ، فلم اغفو للحظة وانا ابحث عنك في اروقة ذاتي وتنهداتي فكلمتك المعهودة اثارت في نفسي الدخان وخنقتني بلا ترجل ،كلمتك الخماسية هددت استقراري ونزعت الدفء من ذاكرتي ، تعالي تعالي تعالي كلمة ليست كالكلمات ،ضحك ثم ضحك حتى اصابني بشعور لم اشعر به منذ ان تنشقت غبار هذه الارض وقلت له بصوت متقطع :ما بالك تناشدني ثم تتوغل في تجاهلك لي !قال لي : انت لم تعتادي اللعب في مفرداتك التي تنطقينها! ،فانا لم اناديك في اي لحظة مضت ولكن انت من تحتاجين فعلا الى المناداة ، طوال هذه الحياة وانا استنكر على نفسي ان اجمع صوتي مع اي فرد كان، ففي هذه الغابة لا معنى للجمع والمناداة .

قلت له مستنكرة: ما الذي تريده ؟ اعاد الكرة وكأننا بدأنا من الصفر مكررا عبارته الشهيرة تعالي تعالي .

ولكن في هذه المرة لم اذهب ولم اتوغل في البحث عن تلك الشخصية المجهولة ،فقد تبين لي بعد تلك اللحظة بانني ابحث عن ذاتي المفقودة بين ثنايا الحاضر المرير فتعالي كلمة ليست للنداء بل للتعالي عن هذا الواقع وفصوله المتقلبة ،ومن هنا بدأت استنكر المناداة والجمع وبرهنت لي الحياة بانها ليست جديرة دوما للوقوف على جزيئاتها التي لا تمنحنا السعادة التي نبغاها ، تعالوا تعالي تعالوا تعالي الى من اراد العيش بسلام على هذه الارض التي وجدت من اجلنا .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :