عمون - كشفت جامعة نورثويسترن في قطر نتائج دراستها السنوية السادسة حول استخدام وسائل الإعلام في الشرق الأوسط وذلك عبر موقعها التفاعلي على الإنترنت: mideastmedia.org الذي يوفر رسومات بيانية وفيديوهات ومقالات عن نتائج الدراسة. وستصدر الجامعة تقرير الدراسة كاملًا باللغتين الإنجليزية والعربية في شهر مارس المقبل.

تتناول هذه الدراسة الشاملة التغيّرات التي طرأت على أنماط متابعة المواطنين لوسائل الإعلام واستخدامهم لها ويرصد اتجاهاتهم حيالها ومحتواهم الإعلامي المفضل خلال عام 2018.

وشملت الدراسة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر ولبنان والأردن وتونس كعينة تمثيلية للقطاع الثقافي والجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط.



وتعليقًا على الكشف عن نتائج الدراسة، قال إيفيرت دينيس، عميد جامعة نورثويسترن في قطر ورئيسها التنفيذي:

"يستشهد بدراستنا السنوية، التي نرصد فيها أنماط استخدام الإعلام في المنطقة، مجموعة واسعة من الباحثين والخبراء في الصناعة وغيرهم من قادة الفكر الذين يسعون لشرح التطورات الإقليمية أمام جمهور كبير. نوفر موقعًا تفاعليًا ثريًا بالمعلومات بعنوان Mideastmedia.org لتيسير البحث عن النتائج أمام صناع السياسة والعاملين في المجال الإعلامي وقادة المؤسسات الذين يرغبون في فهم المناخ الإعلامي الذي يتغير سريعًا في الشرق الأوسط. نعتقد بأن هذه الدراسة تسهم في تنوير المهتمين بصناعة الإعلام، وأن بعض نتائجها تمثل مفاجأة".



شارك في الدراسة 7,635 شخصًا في البلدان السبع، وأجريت المقابلات في جميع البلدان وجهًا لوجه باستثناء قطر التي تم الاعتماد فيها على الهاتف. وأشرف على إجراء الدراسة مؤسسة "هاريس بول" في الفترة من 10 يوليو حتى 30 ديسمبر 2018.



تشمل النتائج الرئيسية لدراسة عام 2018 ما يلي:

تشهد ثقة المواطنين في وسائل الإعلام انخفاضًا بمعظم الدول العربية. على سبيل المثال، انخفضت ثقة الأردنيين والتونسيين في إعلامهم خلال عام 2018 (42% و39% على التوالي) مقارنة بمواطني الولايات المتحدة التي بلغت نسبة ثقتهم في إعلامهم المحلي حسبما تفيد التقارير (45%).
الأخبار الكاذبة: أكثر من نصف المواطنين العرب الذين شاركوا في الدراسة بالدول السبع أفادوا بأن هناك أخبارًا سياسية تصادفهم على الإنترنت يعتقدون أن معظمها يكون ملفقًا. أفاد ثلاثة أرباع القطريين واللبنانيين والسعوديين تقريبًا بأنهم تصادفهم أخبارًا كاذبة بشكل فج أحيانًا أو غالبًا، وهي نسبة مشابهة للولايات المتحدة (74%).
تزيد نسبة السعوديين والإماراتيين من مستخدمي الإنترنت الذين يبدون قلقهم بشأن مراقبة نشاطهم الإلكتروني سواء من قبل شركات (62%، 61%) أو الحكومة (58%، 47%) مقارنة بغيرهم. على سبيل المثال، 16% فقط من مستخدمي الإنترنت من القطريين يبدون قلقهم بشأن مراقبة الشركات أو الحكومة لنشاطهم الإلكتروني. وفي المقابل، يعرب الأمريكيون عن قلقهم بشأن مراقبة نشاطهم الإلكتروني من قبل الشركات بنسبة 67% ومن قبل الحكومة بنسبة 57%.
ازدادت نسبة المواطنين العرب – على الأرجح - الذين يرون أن محتوى الأفلام والتلفاز الأمريكي والأوربي يقدم مادة أخلاقية جيدة مقارنة بعام 2014. فيما تقل بشكل كبير نسبة المواطنين الذين يرون أن الأفلام والتلفاز العربي يقدم مادة أخلاقية جيدة.


ارتفعت نسبة مستخدمي شبكة VPN (الشبكة الخاصة الافتراضية) بين مستخدمي الإنترنت في قطر (من 6% في عام 2016 إلى 39% في عام 2018) وفي المملكة العربية السعودية (من 7% في عام 2016 إلى 54% في 2018). بينما استقرت النسبة في مصر ولبنان والأردن وتونس عند 10% أو أقل.
أفاد 29% من المواطنين بأن تطبيق "واتس آب" الأفضل على مستوى الخصوصية مقارنة بغيره من تطبيقات الرسائل والتواصل الاجتماعي. ومع ذلك، أفاد شخص من بين كل أربعة أشخاص (23%) أن الخصوصية منعدمة في جميع التطبيقات.
جاءت الدول السبع من بين أكثر الدول على مستوى العالم في امتلاك الهواتف الذكية، حيث تخطت جميع هذه البلدان تقريبًا الولايات المتحدة التي تبلغ نسبة مواطنيها الذين يمتلكون هواتف ذكية 77% تقريبًا. 100% من مواطني قطر والإمارات العربية المتحدة يمتلكون هواتف ذكية، وتتخطى النسبة 9 من 10 في السعودية ولبنان.
ازدادت نسبة المواطنين العرب الذين يشاهدون التلفاز عبر الإنترنت مقارنة بعام 2016، وسجلت السعودية أكبر نسبة من المشاهدة الإلكترونية (51%). أغلبية دول الخليج تستخدم خدمات البث المباشر، وتأتي منصة شاهد في المركز الأول تليها نتفلكس.
الإفراط في المشاهدة في ازدياد، وسجلت قطر زيادة مذهلة في عام 2018، حيث بلغت النسبة 54% مقارنة بـ 24% فقط في عام 2016، لتسجل بذلك أكثر نسبة زيادة بين الدول المشاركة في الدراسة.
كرة القدم هي الرياضة الأكثر متابعة على التلفاز والإنترنت بلا مقارنة. ثلثا المواطنين شاهدوا مباريات في كرة القدم خلال الاثني عشر شهرًا الأخيرة (64%)، ربما يرجع زيادة النسبة إلى كأس العالم لكرة القدم 2018 (شاهدها 63% من المواطنين).


يذكر أن هذه الدراسة هي الوحيدة من نوعها في المنطقة، ولا يوجد مثلها في العالم إلا قليلًا. وتقدم الدراسة معلومات قيمة وموسعة عن وسائل الإعلام التي يفضلها الناس وترصد اتجاهاتهم وآرائهم حول دور وتأثير وأهمية الاتصال الوسيط في حياتهم وحياة الآخرين في منطقة الشرق الأوسط. تتلقى الدراسة تمويًلا من الصندوق القطري للبحث العلمي ومؤسسة الدوحة للأفلام.