facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




“فالنتاين” وبنزين بالمجان


فهد الخيطان
16-02-2019 02:27 AM

بين عرض فندق لقضاء ليلة “الفالنتاين” بعشرين ألف دينار فقط لا غير، وعرض إحدى شركات توزيع المحروقات لبنزين مجاني بقيمة خمسة دنانير، احتدم النقاش بين الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف المنصات الإعلامية.

رأي كثيرون في عرض الفندق استفزازا صارخا لمشاعر الناس، ومبالغة لا تحتملها أحوالهم المتردية اقتصاديا ومعيشيا. وفي الإقبال منقطع النظير على عرض البنزين المجاني، وجد الكثيرون الفرصة مواتية لتأكيد صحة مواقفهم عن تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين والتي تدفع بهم للانتظار ساعات من أجل الحصول على بنزين مجاني بقيمة خمسة دنانير.

هناك من البيانات الإحصائية والدراسات والمعاينات الاجتماعية اليومية ما يجعلنا نسلم مبدئيا بصحة الاستخلاص في الحالتين المتنافرتين. لكن هل كان السلوك في الحدثين بدلالتيهما الطبقية تفردا أردنيا لا مثيل له في مجتمعات أخرى، أكثر أو أقل غنى وفقرا من مجتمعنا؟

نحن في عالم يشهد تفاوتا غير مسبوق بمستويات الحياة، ليس بين الدول أو المدن في البلد الواحد، إنما في المدينة الواحدة. أحياء مزدهرة بالغنى وفنادق فارهة ما أن نقف على شرفاتها العالية حتى نصطدم بأحياء شعبية وفقيرة على الجانب الآخر من المدينة. وباستثناءات محدودة لا تجد فوارق كبيرة بين مدن عملاقة كنيويورك والقاهرة وضواحي الفقر في أندونيسيا وماليزيا وسيريلانكا.

هناك وفي كل مكان من العالم فنادق ألف ليلة وليلة، وفي محيطها أحياء تعج بالفقر. لم نصل إلى هذا الحد في الأردن، لكن التفاوت الطبقي ظاهرة ماثلة في حياتنا، حيث المجتمعات تتشكل من طبقات أخفقت معظم الوصفات الاقتصادية والنظريات على اختلاف مشاربها الأيدولوجية في التغلب عليها.

صحيح أن إنفاق مبلغ 20 ألف دينار لقضاء ليلة في فندق هو بالنسبة للأغلبية الساحقة منا كفر ما بعده كفر. لكن لا تنسوا أن بيننا كثيرين ينفقون أكثر من هذا المبلغ على وليمة زفاف أو حفلة غداء انتخابي.

وليس شاذا أو مستغربا تهافت الأردنيين على عرض البنزين المجاني. قبل أشهر قليلة كان هذا حال الكثير من الباريسيين وهم يهجمون على المراكز التجارية للاستفادة من عرض سخي على أحد أصناف الأغذية. وفي دول غربية كثيرة ينتظر الناس موسم العروض على السلع، وتراهم بالآلاف يصطفون بطوابير طويلة للحصول على سلع بخصومات كبيرة.

الأمر لا يتعلق بالفقراء فقط، فثمة حافز لدى أصحاب الدخول المرتفعة للاستفادة من العروض. وكانت التقاطة ذكية من الزميل لقمان اسكندر في موقع “عمون” الإخباري حين لفت الأنظار في مقاله لعشرات السيارات الفارهة تقف في الطابور للاستفادة من عرض البنزين. أكيد أن أصحاب هذه السيارات لا تفرق الخمسة دنانير شيئا في ميزانيتهم، لكن ثقافة الاستهلاك تخلق لدينا نحن جمهور المستهلكين الرغبة في تحصيل المكاسب حتى لو كانت بقيمة خمسة دنانير.

غرقنا في تحليل دلالات تهافت المواطنين على محطات المحروقات، لكننا لم نتوقف كثيرا عند طوابير السيارات ذاتها التي تزيد قيمة الواحدة منها على عشرين ألفا. هنا السؤال كيف نملك سيارة بمبلغ معتبر ثم نقف على أبواب الكازيات نشحد البنزين؟!

الغد





  • لا يوجد تعليقات

لا يمكن اضافة تعليق جديد