facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أيها الأردنيون الصامدون


د. رجائي حرب
21-03-2019 01:21 AM

أيها الأردنيون الصامدون
تحية النصر والكرامة الخالدة
تحية القابضين على جمر الشرف والكبرياء
تحية الصابرين
والمرابطين
في أرض الحشد
انتظاراً بالوعد الحق
الذي يكون فيه نصر الأمة بأكملها
في هذا اليوم الذي نطل فيه على حديقة شهر آذار المليئة بعبق التاريخ ومجد الأبطال والتي يفوح منها رائحة الشهامة وتفرح البيوت الأردنية وتضحك الوجوه بما حققه الجيش العربي من انتصارٍ ومجدٍ في يوم الكرامة التي صارت لنا عنواناً نسطره للأجيال القادمة
حين عزفَ جنودنا البواسل أروعَ سيمفونيةٍ للحبِ والفرحِ والانتصار، حين اجتمعت في وجوههم الكريمةِ فِراسةَ الرؤية وفروسيةَ المقاتلين الذي كانوا في صبيحة يوم الحادي والعشرين من آذار لعام 1968، يردون الصاع صاعين، لإسرائيل التي عاثت في الأرض فساداً، ويقهرون ببراءتهم، وبالقليل من السلاح، وبالعظيم من الإيمان بالله، أسطورةَ الجيشِ الذي لا يُقهرْ، ويكتبون على نطعِ الزمن تغريدة الثأر لنكسةِ حزيران، ويروون بحباتِ عرقهم، وبأزيزِ رصاصهم، نداءَ الله أكبر
فيثبتُ التاريخُ على قولِ الحسين الخالد وهو يحثُ الجنودَ على الثبات بالجنبات أسوداً كي يبلغوا محافل النصر أو يفتحوا أبواب الشهادة للساعين لها.
لقد ارتقت الشخصية الأردنية في أجواء معركة الكرامة الخالدة، فكان النسيج الوطني يسمو بمعاني الشرف، وكأن الزمانَ يعيدُ نفسَه، فبالأمس غُلبت الروم في أدنى الأرض، ويوم الكرامة توج الأردنيون معنى هذه الآية بهزيمتهم لأدنى البشر في أدنى الأرض، فكانت العلامةُ الفارقةُ في المعادلة العسكرية عندما تمرد الكف على المخرز وعندما ثار الدمُ على السيف، فرسم أهازيج النصر من سُلاقات الايمانِ بالله والتوكلِ عليه والتصديقِ بأنَّ ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم )، فكانت أولُ خيباتِ أحلامِ الاسرائيليين، وثانيها خوفُهم من صناديد الجيش المصطفوي الذي قلبوا موازين التعسكر والمشاغلة على أرض المعركة، وثالثها تعطيلُ قدرةِ سلاحٍ الجو الاسرائيلي وتحييده في حسم المعركة بعد التحام الجيشانِ: دبابةٌ الى دبابة، وجنديٌ الى جندي. فكان الحسم للسلاح الأبيض وللروح المعنوية التي فرضت هيبتها على الساعين لمعركةٍ ظنوا أنها نزهةُ صيف.
إننا اليوم كأردنيين أحوج ما نكون لإظهار القدرة الأردنية المتمثلة برجالها وشيبها وشبابها وجنودها البواسل في تلك المعركة الخالدة ليعرف الجميع أننا في هذا الوقت الصعب من عمرنا ما زلنا بأفضل حال من ذلك الزمن الذي خضنا فيه معركة بطولية بأقل الإمكانيات، ورسمنا في دفاتر الأيام قصصَ النصرِ والبطولةِ والدفاعِ عن هذا الثُرى الطاهر، والتي بدورها يمكن أن تشكلَ مصدر عزتنا والهامنا لننتصر من جديد على حالة التفقير التي نعيشُها، وعلى دورة الأيام التي قضمت دولاً وزعامات كثيرة، وعلى المشككين بشرعيتنا، وعلى الناعقين بالموت الزؤآم لنا، وعلى خوارج العصر من تلك العصابات الإرهابية التي لبست ثوب السلام وصدورها تمتليء كفراً وقهراً وسُماً زعاف.
إننا في أردن العز اليوم نقف بكل اعتزاز لنسألَ العالم وليس أمتنا وحدها، ما هي المعادلةُ التي جعلت ستةَ جيوش عربية تخسر في حرب 1967، في حين حقق الأردنيون النصر لوحدهم؟ أجيبوني بالله عليكم لماذا خسرنا ونحن كثرةٌ كعرب؟ في حين كسبنا كأردنيين ونحن قلةٌ آمنت بربها وأيقنتْ أن النصر من عند الله؟
إن الرد على هذا السؤال ينبعُ من متانة نسيجنا الاجتماعي الأردني، ثم تجاوُزنا لمحنِ الأحداثِ في المنطقة التي تُلقي دوماً بظلالها على الأردن من لجوءٍ وابتزازٍ سياسي واقتصادي ومنغصاتٍ كبيرةٍ كنا نخرجُ منها دوماً بحكمة قيادتنا؛ ووعي شعبنا؛ وتصميمنا على البقاء والاستمرار منتصرين دائماً لأننا شكلنا موقفنا السامي، وتصرفنا بصبر القادر، وهدوء الحكيم، وتسامح الكبير، ودخلنا دائرة الفعل لحماية أمننا ووطننا دون أن نتخلى عن دورنا الإنساني، وكان دائماً وسط كل تلك الأحداث الجسام كان يقضي بطلٌ هنا أو شهيداً هناك ليرسم بدمه لكل الأردنيين طريقاً يشقوه وسط كل هذا الزحام العابث ِ في المنطقة.
لقد واجه الأردنيون يوماً غزو العبرانيين، فقاتلوهم وهزموهم، تحت راية الملك ميشع، أول ملوك الأردنيين المنتصرين على اليهود، ثم قادة الفتح الإسلامي العظيم الذين تركوا لنا شواهد غالية علينا: أضرحةُ جعفر، وزيد، وعبدالله، وأبي عبيدة، ومعاذ وضرار وشرحبيل، ثم جيش الكرك سنة 637 هـ، تحت قيادة الناصر داود، يفتح بيت المقدس ويطهره من الصليبين للمرة الثانية وصولاً إلى ثورة العرب الكبرى
ومن أراد أن يعرف ماذا تعني كرامة الأردنيين فلينظر للأمس في زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لمحافظة الزرقاء الغالية على قلوبنا حين أعلنها جلالته وبكل وضوح أن القدس والمقدسات هي مهوى أفئدة كل المؤمنين؛ وأننا في الأردن قد نذرنا أنفسنا قيادةً وحكومةً وشعباً للاصطفاف إلى جانبها والانحياز إلى قضيتها العادلة ... وما أجمله من انحياز ... وما أروعه من موقف حينما نقول كلمتنا بلا مواربة، وبلا التباس، وحين نصرخ صرختنا المدوية؛ متناسين كل الضغوطات التي تكالبت على مملكتنا الشجاعة من قطع معونات الإخوة وتهميش الحلفاء، وخبث بعض الأصدقاء، وتماديهم طمعاً بتاج الوصاية الهاشمية الذي لا يليق أصلاً إلا بالهاشميين؛ فقلنا لكل العالم بأن القدس عربية، وأن مقدساتها لنا هوية، وأن أهلها هم نبضنا وهم سقف بيوتنا وهم شمس صباحاتنا الأردنية
وما كانت الكرامة الا تجسيداً لكرامتنا، وما كانت الكرامة الا مشتقةً من مرؤءتنا، وما كانت الكرامة الا تخليداً لقيمة الإنسان الأردني
فسلامٌ على الأردن العربي الهاشمي،
وسلامً على كبريائه ومروءته،
وسلامٌ على دم كل شهدائه الأبرار الذين ارتقوا ليبقى الوطن





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :