facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تداعيات أسرلة الجولان


د.حسام العتوم
31-03-2019 12:24 PM

إذا كان هذا العام 2019 شهد توقيعاً غبياً على أسرلة هضبة الجولان السورية من قبل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية غير المتزن دونالد جون ترامب الجمهوري الهوية، والصهيوني الانتماء والولاء، فإن مؤسسات (الإيباك) و(البنتاغون) و (الكونغرس) ليست بعيدة عن ملامحه الصهيونية الأمريكية، والتوقيع الحقيقي على الأسرلة الجولانية جرى عام 1973 من وسط حرب الغفران (تشرين وأكتوبر) وعبر دعم عسكري أمريكي – أوروبي بحجم (الناتو) عالي الجودة، وسبق أن تم تسليح إسرائيل بالنووي منتصف الأربعينات، والخبير فعنونو شاهد على العصر، وحتى قبل ذلك منذ انعقاد مؤتمر (هرتزل) في مدينة بازل السويسرية عام 1897.

وإسرائيل كيان صهيوني عنصري توسعي إرهابي ونازي ارتكز في بناءه على عصابات إرهابية صهيونية في عمق التاريخ المعاصر مثل (شتيرن، والهاجاناه، والبالماخ، والأرجون)، وشكل دولة عام 1948، بعد الادعاء بظلم النازية الهتلرية والهروب من نارها، وتوسع في تشكيلها عام 1967، ودافع عنها عام 1973، وذهب إلى سلام حذر مع العرب يناسب مقاسها الأمني قبل السياسي، وعينيها تحدقان لتحقيق مزيد من التوسع خارج الحدود الاحتلالية، وشعارها ونهج عملها وفي إطار صفقة القرن الحديثة (من النيل إلى الفرات أرضك يا إسرائيل) لا زال ماثلاً ويخطط له على نار هادئة عبر قرن من الزمان وأكثر، وما عصابات تنظيم القاعدة الإرهابية مثل (داعش) و(النصرة)، وغيرهم إلا أدوات ناخرة وسط العرب لتحقيق الهدف الصهيوني الأكبر.

كتب المسعور بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل في كتابه "مكان تحت الشمس"، ص 312 فقط (قلب الجيش الإسرائيلي الأمور رأساً على عقب بعد مضي 18 يوماً فقط "ويقصد حرب 1973"، ووقف على بعد 5 كم عن القاهرة.
ولولا وقف إطلاق النار الذي فرضته الولايات المتحدة والأمم المتحدة، لما كان هنالك أية قوة تمنع الجيش الإسرائيلي من الوصول إلى العاصمة المصرية).
انتهى الاقتباس، وتعليقي هنا هو بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا علاقة لها بوقف إطلاق النار وهي من صبت الكاز على النار في حرب تشرين تحديداً، وهو مؤشر خطير وقتها على نوايا إسرائيل التوسعية التي نتحدث عنها دائماً، وبعد فشل أمريكا في سوريا رغم استقطاب روسيا لها في الساعات الأخيرة من مسلسل الحدث السوري الدموي 2011/2019 تم التفكير والتخطيط المشترك بين تل أبيب وواشنطن لدفع سوريا الجريحة الخارجة للتو من حربها الضروسة المدمرة لبنيتها التحتية مع الإرهاب من جهة، ومع المقاومة الوطنية المعارضة السورية من جهة أخرى لتخوض مع إسرائيل حرباً جديدة غير مضمونة النتائج بالنسبة لسوريا من دون إسناد قوي مشترك روسي – إيراني عسكري ولوجستي، ومن دون حزب سوري مقاوم على غرار حزب الله اللبناني المسلح عسكرياً ليزعج عقلية إسرائيل السياسية والأمنية، فجاء التوقيع الأمريكي المشئوم على الجولان لتصبح إسرائيلية، وبقلم نتنياهو، الذي استله من جيب جاكيته في واشنطن، وهو أمر يعكس فشل إسرائيل في الوصول إلى سلام مع سوريا حول الجولان الهضبة السورية التاريخية بعد مرور 53 عاماً على احتلالها، وبعد 46 عاماً على حرب تشرين التحريرية التي شاركت فيها جيوش سوريا، ومصر، والأردن، والعراق.
وهو ما ألمح له المندوب السوري في الأمم المتحدة السيد بشار الجعفري في مجلس الأمن بتاريخ 28 آذار 2019 عندما قال (إن تخاذل الأمم المتحدة في مواجهة الموقف الأمريكي الخطير لنا يترك أمام الدول والشعوب الرازخة تحت الاحتلال إلا أعمال مبدأ (ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة)، وبكل الأحوال والكلام هنا لي فإن الجولان السورية العربية التاريخ والديموغرافيا يمكن أن تعود بالحرب من دون شروط، وبالتعاون مع الحلف الروسي الإيراني المشترك والعمق العربي بعد أن يتعافى أيضاً ويتوحد، وكان النصر على إسرائيل ممكناً في زمن ترسانة سوريا الكيماوية قبل عام 2013م، لكن لابد من عودة سوريا إلى عرين العرب والتفاف العرب حولها بصدق، ومن الممكن أن يكون لحزب الله المسلح القوي دور مستقبلي في تحرير مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وفي معركة الجولان القادمة، وهو الجاهز حتى لمعركة من أجل فلسطين عندما تنادي وينادي الوطن العربي وقد ينادون.
وزيارة الرئيس اللبناني ميشيل عون بتاريخ 27 آذار الحالي لموسكو ولقاءه الرئيس بوتين حذرت من تداعيات التوقيع الأمريكي الإسرائيلي المشترك على أسرلة الجولان، وطالبت بإعادة اللاجئ السوري إلى وطنه ولرفض التوطين، ويبقى خيار السلام السوري – الإسرائيلي وبالعكس هو الاضعف، ولن يخرج من دون شروط مسبقة لعدة أسباب ومنها أن المنتصر في حرب الـ 1967، و المحافظ على انتصاره ولو جزئياً في حرب تشرين (بعد تحرير القنيطرة وقرية الرفيد الجولانية) مثل إسرائيل تستطيع فرض شروطها على سوريا في زمن ترفض فيه دمشق أية شروط مسبقة وكذلك تل أبيب. فماذا تريد إسرائيل من سوريا لو حصلت على السلام معها مثلاً كما بعض الدول العربية؟ إنها ببساطة راغبة في الاستمرار في السيطرة على مخزون منبع المياه الجولانية الملبي لاحتياجاتها وبحجم يصل إلى الثلث، وحريصة على أن تبقى الجولان خالية من السلاح السوري الثقيل ومنه الصاروخي البالستي، أو ماله علاقة بإيران وحزب الله، وتبحث عن تنسيق أمني مشترك ينهي تواجد المليشيات الإيرانية المسلحة على الأرض السورية وشبكات صواريخها البالستية، وتطمح للتطبيع مع الدولة السورية عبر معاهدة سلام على غرار الأردن، ومصر، وحتى لو استمرت شعوب الأردن، ومصر، وسوريا العربية برفض التطبيع، بينما دول عربية أخرى تُطَبِع سراً. وترمي إسرائيل إلى عقد سلام ناقص مع الفلسطينيين وحتى مع لبنان، وإلى تفكيك سلاح حزب الله المهدد لأمنها رغم عدم تحرشه بها منذ حرب عام 2006 الخاسرة للبنان من حيث عدد الشهداء المدنيين، وقد تمسك الحزب بنشوة النصر على إسرائيل وقتها بكل الأحوال، وإلى التفرغ إلى عقد معاهدات سلام منفردة مع العرب علنية رسمية وغيرها سرية تتصدرها أمريكا ومصالحها الاقتصادية المشتركة على مستوى الدولارات المليارية، وتحويل للميدان العربي لسوق للسلاح الغربي – الأمريكي خاصة، والصفقة الأخيرة المليارية من زاوية الدولارات 350 مليار دولار عام 2017 مع بعض العرب خير مثال، وعلى مستوى المصادر الطبيعية العربية المخزونة تحت الأرض وبشكل وفير مثل النفط، والغاز. ولقد أصبح العالم أمام تحدٍ جديد فإما أن يقبل شريعة الغاب الأمريكية الإسرائيلية. والتعامل مع القضايا العادلة فوق القانون الدولي، وإما الاحتكام لعقل القانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة الواجب أن تنصف قضايا العرب ومنها الجولان والقضية الفلسطينية، ولقضايا العالم الساخنة أيضاً. وهنا يحلو لنا أن نقارن بين المدرستين السياسيتين الأمريكية والروسية تحت مظلتي السلطة والمعارضة، ونعم للقرارات الدولية 242، 338، 497، الهادفة لحلول ناجعة شرق أوسطية، وفي فلسطين والجولان تحديداً. وإسرائيل ومعها أمريكتها هما الخاسرتان في حرب الإعلام وإن ربحا حروباً عسكرية وإقتصادية هنا وهناك.
ويَحضرني هنا أن أُشيد بجهود جلالة الملك عبد الله الثاني في إحلال السلام في الجوار السوري وفي الشرق الأوسط، وأن أبارك لجلالته جائزة مصباح السلام للعام 2019 لدوره في تعزيز حقوق الإنسان، والتآخي، وحوار الأديان، والسلام في الشرق الأوسط والعالم، ولاستضافة اللاجئين. وقول هام لجلالته بأن ليس هناك ما هو أهم في يومنا هذا من العمل من أجل حماية القدس، وتذكيرٌ من قبل جلالته بأهمية الوصاية الهاشمية، وبرسالة عمّان لتثبيت قيم الإسلام الحقيقية، ودعوة ملكية لدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على خطوط 1967 وعاصمتها القدس الشرقية -(إيطاليا 29-3-2019).





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :