facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما يتغير وجه الدولة فانظر الى رجالاتها


12-09-2009 06:35 AM

في كل بلاد العالم يبدأ الإنسان صغيرا ثم يكبر حسب أسلوب حياته وتعاطيه مع مجريات الأمور ، حسب مواقفه وقناعاته ومبادئه وأفكاره ، واختياره لأي مرحلة يتوقف فيها عن العطاء .
في بلاد العالم ، كل بلد تحترم نفسها وتجتهد لتصنع حاضرها الجميل ومستقبلها الأكثر إشراقا ، تحرص على تربية أبناءها تربية وطنية صالحة مجردة ، حتى يصبح الفاسد أو الخائن أو الإنسان السلبي حالة شاذة ، لذلك فتلك الدولة تحترم أبناءها ثم رجالاتها الذين يصبحون وزراء ومسؤولون وقادة رأي ، ويقدروا الأفضل لصالح وطنهم ، ويسخروا الوقت والجهد والعلاقات في خدمة الشعوب والمؤسسات التي تتكون منها تلك الدول .


في بلادنا نتمنى أن يكون المثل مطابقا ، وأن يكون الرجالات أهلا لثقة الملك فيهم ، ولكن الظاهر أن الكبير يصغر بسرعة خسارة البورصة ، أو تنتج الدولة أطفالا كبارا ، يلبسون عباءات ليست بمقاساتهم ، يتخبطون جراءها بخطواتهم ، حتى إذا ما اعتادوا السير بطريقة صحيحة ، وأصبحت لهم مناهج ، يمسي ليلهم ، ولا يصبح لهم صباح ، فتسقط العباءات عن أكتافهم ، والعمائم عن رؤوسهم ، و نعود جميعا صبيان نتمنى أن نجد مربيا يزجرنا بالعصا حتى لا نخطئ .. باختصار يهمزنا سؤال مبرح :


لماذا يعود بعض مسؤولينا صغارا فجأة ، بلا منهج ولا مدرسة ، ولا زاوية فننتمي لها ؟ أهو تأثير مدرسة المصلحة الضيقة .. التي يناطح تلاميذها الجدد بقرون من طين ، ليثبتوا أن الدولة يجب ان تنسحب من الحياة العامة ، وهم الذين حاربوا الإصلاح الفعلي الذي يتبناه جلالة الملك لمؤسسات الدولة ، وحاولوا فتح صفوف تعليم خاص تنتج في السنة تلاميذ فاسدين ، ينفذوا مهمة "التوحيل " .. فأقدام المسؤولين الحكوميين دائما قصيرة ، ولا تستطيع ان تتجاوز أي مستنقع يفيض عبر مجاري الفساد التي زكمت الأنوف .. فمن المسؤول عن هذا .

كل بلاد العالم تحارب بأي وسيلة للحفاظ على الداخل ومقومات حياتها ورفاهية شعوبها ، وهي تذل ذاتها أحيانا وتتماشى مع سياسات قد لا تقبلها أحيانا أخرى ، خدمة لمصالحها العامة ، وأصلح مصالحها هي توفير الحياة الكريمة العزيزة ، حتى بأقل القليل لمواطنيها .. وفي نفس الوقت لا تسمح لشخوص أن يستأثروا بمكاسب الجميع ، ولا لمسؤولين ان يسطو على مقدرات أمة بكاملها .. ولا تعلن اي حكومة الإفلاس على نفسها ، كي لا ترتهن الى الشركات العالمية الضخمة التي باتت تسيطر على العالم وتتحكم بمصائر البشر وبلادهم .. فهل نحن من هذه البلاد ؟

في كثير من بلاد العالم هناك رموز وطنية ، تكون في صفوف المعارضة يوما ، ثم تنتقل الى صف الحكم يوما آخر ، لتنفذ برامجها الإصلاحية وتطرح أفكارها ورؤاها ، وتنفذ سياساتها التي تحسب أنها هي الأصلح لشعوبها لمواطنيها ، لأبناء مناطقها وأقاليمها ومدنها وقراها وأقاليمها وشيعتها .. ثم لا يضيرها أن تعود مرة أخرى الى صفوف المعارضة مرة أخرى ، لتجلس على قوارع الطرق تنشر الوعي ، وتستنهض همم الشباب والشيوخ للعمل من أجل مستقبل المواطن وأطفال المواطن ، ودجاج المواطن وأغنام وأبقار المواطن ، وتجارته وصناعته .. أليست تلك هي مقومات المعيشة ، وديمومتها تعني التطوير الدائم نحو الأفضل ؟


فهل نملك رموزا كتلك .. أم إن بعضهم يكون الأسد الضاري حينما يترك في الخلاء يكون فتاكا ، وعندما يدخل الى قفص الوظيفة ، وبحبوحة المسؤولية ، ورخاء العيش ، يتحول الى ببغاء يردد سمفونيات رسمية بالية .. وعندما تنتهي فترة صلاحيته ، ويرمى الى الشارع مرة أخرى ، يتحول ثانية الى ثعلب ماكر ، و مدمن مسؤولية وفرض أوامر ، قيبقى يحلم بالعودة الى القفص مرة أخرى .. فلا ينتج فكرة ، ولا يأمر بمعروف .. ويسخر نفسه جريرا هجّاءا لكل بيت مال لا يسرق منه ، ولأي مؤسسة لا يستوظف منها لمحسوب أو نسيب ؟

في الأردن .. كانت هناك رجالات يعتمد عليهم جلالة الملك والشعب ، إذا جلست فنعم من جلس .. وإذا نطقت فخير من نطق ، وإذا ادلهمت الخطوب ، فنعم الفرسان هي ، وإذا احتارت الحكومات والسلطات والمدارس ، فنعم المدرسة الحكيمة التي تزخر بمجلدات من الوطنية والفكر السياسي والديبلوماسي والاقتصادي والإعلامي الترويجي ، رجالات عاصروا نشوء الدولة ودرسّوا أبناءهم ومعارفهم تعاليم التأسيس والبناء ودروس المحافظة على المنجزات والمقدرات وأملاك الدولة ..

رجالات لم يدرّسوا أبناءهم ولم يدرسوا هم في مدارس ليست وطنية ، ليعودوا بفكر الإنحلال السياسي ، والخصخصة الاجتماعية ، والصابئة التاريخية .. فعادوا لا يعرفون سوى تطبيق نظريات بناء بيوت الفيلة لعصافير لا تحلم سوى بأعشاش صغيرة ، ونظريات الانفلات الاقتصادي والانفتاح على المنتج الأجنبي الذي أغرق اقتصاد سد العوز المحلي .. حتى بات الاردن مجتمعا استهلاكيا ، يموت من الجوع خلال شهر لو جف بحر العقبة ، أو عادت شركة " لويدز " لتمنع أو تمنح حسب شروط قادة السياسة الغربية .

لذا فمن الطبيعي أن تعجز البلاد عن ولادة عجول تحرث ترابها ، وأسود تحرس حدود كرامتها ، تحمل فكر نيرا ، وإرادة صلبة ، ترخص نفسها فداء للوطن ولقائده المفدى ، وتموت ليحيا شعبها ...

أعطوني عشرة من الرجالات نقسم أنها مشعلا يستضاء بها يوم الخوف الأكبر .. لا يقترب منهم شك ولا يقين عن فساد لوث أيديهم أو طال أبناءهم .. أعطوني خمسة من الرجالات لو دفناهم غدا ، وجدناهم مديونين لنظافة جيوبهم ، لا مدانين لسواد سمعتهم .

أعطوني شعبا حرا ، يمتلك إرادة العيش اسبوعا واحدا ، دون بيوت وقصور مشيدة ، و سيارات فارهة ، و وفواتير اتصالات باهظة ، دون بيتزا ، أو برغر ، أو قمح أمريكي ، أو أرز استرالي ، أو أجبان دنماركية ، أو مياه "بيريه " ، أو كولا ومشروباتها ، أو منتجات "لا رويال" للعناية بالبشرة ، أو سيجار فاخر ، أو ملاه ليلية .

أعطوني شعبا لا يتفاخر بآبائه وآباؤه خجلون مما آل إليه مصيرهم ، أو لم تفتك بهم الأمراض الاجتماعية ، والجرائم ، والحوادث غير المبررة ، ولا التنابز والاقتتال ، والجشع والطمع والأنانية .................

أعطوني حكومات ، لا تعتمد بكل شيء على جهد و شخص جلالة الملك وتدخله وانقاذه .. تستدرج المنح والمساعدات والقروض ، لتنفق على مشاريع تنموية ، وتحيي بها مواطنيها ، لا أن تسلخ جلد المواطن كلما تنفس صبح وتثاءبت شمس بالضرائب والجبايات القانونية ، لتوفر لـ "كبار رجال الدولة " رواتبهم ومزاياهم وسفراتهم وتقاعدهم .. تقاعدهم ؟ .. إنهم متقاعدون قبل أن يعملوا ومتقاعدون وهم على رؤوس أعمالهم .. إلا فئة رحمها الله ورحمنا بها !!!


حينها فقط سنجد أنفسنا في دولة نبجلها ، تترجم توجيهات وتطلعات جلالة الملك ، دولة بكل ما للكلمة من معنى اصطلاحا ولغة ، دولة تعج بالرجالات التي يوسد لها جلالته الأمر دون خوف من عواقب أحديداب ظهورها ، وتكسر أرجلها ، و فراغ أيديها ، وعمي أبصارها ، اذا ما تصدت للمسؤولية والوظيفة العامة .. رجالات لا يهمنا أي رأس منها حطت عليه إرادة الله ليقود الوطن ، ولتمتلئ بطوننا بالبطيخ الصيفي ، وتنعم أرجلنا بالماء البارد .


أعلم إنني مطيل .. ومتشائم .. ولكن أعطوني حقنة من أمل .. وأجيبوني على سؤال بسيط :

لماذا وقعنا في ورطة المديونية الخارجية ؟ ولماذا لم نسددها حتى بعد عشرين عاما من اكتشاف المصيبة ؟ ومتى سننتهي من قضايا الدين الخارجي والداخلي .. ولماذا كلما ولد طفل أردني ، يتحمل ما لا يقل عن خمسة آلاف دينار ، حصته من دين ٍ لم نستدينه ولم يستفد أكثرنا منه بقدر ما دفعنا ؟

ولماذا نبيع بيوتنا لنشتري أثاثا ؟ ولماذا نبقى كل سنة نجرب حكومة جديدة ومسؤولين جدد ، دون محاسبة ، ولا تقييم .. فيخرجون من النوافذ ليعودوا من الأبواب .. ؟

أعان الله الملك على تحمله وسعة صدره ووفقه يزيح عنا من لا يفقه رؤيا جلالته وسهره من اجل اردننا الصامد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :