facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملموس والمعقول !


الدكتور يعقوب ناصر الدين
30-04-2019 12:36 AM

كانت الرحلة من عمان إلى أم قيس، مرورا بجرش وعجلون، وبالعكس، وكان الضيوف مجموعة من رؤساء وأعضاء مجالس محلية وجمعيات وشخصيات تربوية ممن نسميهم رغما عنا «عرب 48 » ووسط مشاعر الألفة والمحبة، والطبيعة الخلابة، والأجواء الدافئة، فاضت العيون بالدمع كلما عبر أحدهم عن مدى تعلقه بالأردن، وامتنانه لقيادته وشعبه.

وكنا طوال الوقت نرقب تلك الانطباعات المفرحة المبكية ونحن نسمع كلاما نابعا من القلب، وعلى موعد مع صلاة يوم الجمعة، يقول إمام من أعضاء الوفد «ثلاثون عاما لم نحج، حتى فتح لنا الراحل العظيم الحسين بن طلال الطريق إلى مكة والمدينة، وها نحن نصلي اليوم على الأرض الطهور» ويلهج بدعاء من عميق قلبه أن يحفظ الله الأردن الظهير والسند، وأن يبارك فيه أرضا للصمود والرباط والمجد.

في اليوم التالي شارك الضيوف الأعزاء في ندوة بجامعة الشرق الأوسط بعنوان «فرص العمل والاستثمار في قطاع السياحة» تحدث فيها الدكتور طالب الرفاعي رئيس المجلس الاستشاري الأعلى لشبكة تنمية السياحة والسفر للشرق الأوسط، وماري قعوار وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، وعيسى جمو أمين عام وزارة السياحة والآثار، وهيثم الخصاونة مدير صندوق التشغيل والتدريب والتعليم المهني والتقني، والعبد الفقير إلى الله، عن السياحة كأحد أهم عناصر التنمية والنمو الاقتصادي والاجتماعي.

ولم يغب عن بالي كل ما سجلته من ملاحظات حول تواضع البنية التحتية ومرافقها ومنها الطريق المؤدية إلى أم قيس، وغياب القيمة المضافة التي تعكس حيويتها على المجتمعات السياحية، وانتهزت الفرصة على هامش الندوة بعيدا عن الحاضرين لكي أطرح الأسئلة على أنفسنا عن القيمة الحقيقية للقطاع السياحي في بلدنا إذا لم يكن جزءا من إستراتيجية وطنية تحدد واجبات الوزارات ومؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص في تهيئة الأرضية اللازمة، لتنمية السياحة والمجتمعات المحيطة بالمواقع المحيطة بالأماكن السياحية، فضلا عن الاستثمار والتشغيل والصناعات السياحية وغيرها مما نجده في دول لا تملك إلا القليل مما حبانا الله به من طبيعة جميلة، ومواقع لا مثيل لها في أي مكان آخر، وآثارا خالدة تتمثل الحضارات الإنسانية عبر الأزمان كلها !

بين ما نلمسه بجميع حواسنا من تقصير جماعي واضح في واقعنا السياحي، ونحن نفكر كيف نتجاوز أزمتنا الاقتصادية، وبين ما ندركه بعقولنا من حاجة ملحة لاستغلال ثروتنا السياحية على الوجه الأمثل، نواجه الحقائق المقلقة نتيجة الفصل القائم بين خطط الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة، وتحديد المسؤولية المشتركة، بما في ذلك مسؤولية المجتمع نفسه، عندما يتعلق الأمر بالانتهاكات التي تتعرض لها البيئة، أو الاعتداءات على الآثار، وحتى على اللوحات الإرشادية التي تضطر وزارة السياحة لتنظيفها من الإعلانات الملصقة عليها، أو استبدالها بعد كسرها، أو سرقتها، فهل نحتاج إلى مكاشفة وطنية صادقة وحاسمة؟

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :