facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الى امتحان الثانوية العامه بحلته الجديدة


فيصل تايه
05-05-2019 03:06 PM

اتخذت وزارة التربية والتعليم قرار الفصل الواحد أو الدورة الامتحانية الواحدة لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة تنفيذاً لتوصيات مؤتمر التطوير التربوي ، ليبدأ بالتنفيذ اعتبارا من العام الدراسي الحالي ٢٠١٨ / ٢٠١٩ ، حيث استكملت الوزارة الترتيبات والإجراءات والآليات اللازمة لعقده ، فقد تم إعادة النظر بالخطة الدراسية وتخفيض عدد المواد التي يتقدم لها الطلبة في الامتحان ، كغاية للعمل على تطوير امتحان الثانوية العامة بعد اجراء دراسة معمقة متكاملة تتضمن المجالات المتعلقة بتطوير شهادة الدراسة الثانوية ، في بادرة جدية حقيقية ، وفي ذلك فانني اعتقد ان وزارة التربية والتعليم بدأت تدرك أن الاوان قد آن لاستيعاب الحقائق العلمية والتربوية التي تعكس فهمنا العميق وإدراكنا المتواصل للضرورات الملحة التي تفرضها الحاجات التربوية الحديثة فيما يتعلق بتطوير منظومة الثانوية العامة ، والتي تعتبر أداة من أدوات التقويم النهائي الشامل لابنائنا الطلبه في المدارس في مراحله ما قبل الجامعة ، وفي نظري ان تلك ليست هدفاً غائياً في حد ذاته ، باعتبار أن عملية التقويم ما هي إلا سلسلة متواصلة من حلقات المناشط التعليمية التربوية لإكساب المعلومات والمعارف والمهارات الإبداعية الخلاقة ، والاتجاهات السلوكية والعلمية المتكاملة لإدراك الحقائق والأهداف التربويه المحددة ، اضافة الى نماء القدرات المؤهلة والمبدعة القادرة على العطاء والإبداع.

اننا نعي تماما أن مؤسستنا التربوية الرسمية تخشى أن تواجه الكثير من التحديات التي تفرضها طبيعة التغيرات المتعلقة منها بالثانوية العامة ، ونعي أيضا أن الأمر أكثر من انتهاج مداخل القصد من ورائها أي تغيير منشود ، فقد رافق ذلك تهيئة مسبقة للمجتمع الأردني بشكل عام والمجتمع التربوي بشكل خاص ومجتمع التعليم الثانوي بشكل أكثر خصوصية ، فكثير من التجارب التي كان هدفها النهوض بالثانوية العامة خاصة في دول الجوار كان مصيرها الفشل رغم جودتها ، إلا أنها لم تراع أبسط أبجديات التغيير المتمثل في التهيئة المسبقة وعدم إحداث التغيير بشكل فجائي وعشوائي ، وحتماً فان الإعلام مارس فيها دورًا كبيرًا .

لكننا نأمل وفي ظل آلية نظام التقييم النمطي المكرور المعمول به في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة باستمرار للتجديد ، والابتعاد عن نمط الكلاسيكية القديمة وعشوائية المعايير والدرجات التخمينية غير المدروسة بالشكل الذي لا يمنح الحقوق الكاملة لأبنائنا الطلبة ، والتي تقودنا في مجملها إلى عثرات واضحة تواجه عملية التقويم والاختبارات التقليدية المقننة التي اعتدنا عليها ، حيث انني وبحكم معرفتي المتواضعة بالقياس والتقويم التربوي أعي تماماً أن تلك التقيمات أصبحت اليوم غير مفيدة او مجدية علمياً ولا تربوياً ولا تؤدي الغرض ، فهي لا تواكب مسار العصر التكنولوجي التقني الحديث ومتطلباته في مختلف مناحي الحياة ومجالاتها ، ما يتطلب تنوع اوجه وسائل التقويم تمشياً مع روح العصر العلمي وثورة الاتصالات والمعلومات المتجددة والمتغيرة وتجديد وتحديث آلية التقويم بوضع معايير حديثة ومتجددة دائماً تتضمن جوانب الإبداع العلمي والثقافي والمهاري والابتكاري ، ولو عدنا إلى تاريخ بعض الفلاسفة من مبدعين وعباقرة فقد كانوا من وجهة نظر بعض معلميهم مصابين بالتخلف العقلي او النفسي وإذا بهم يبدعون في مجالات أخرى، ليحققون أهدافهم وتطلعاتهم وطموحاتهم التي كانوا يصبون إليها.. ووصلوا إلى درجة الإبداع المتميز، وأصبحوا من العلماء الذين يشار إليهم بالبنان..

يجب أن ندرك تماماً أن هناك فرقاً كبيراً بين النبوغ العلمي الذي يكون مستقره الوعاء الذهني العقلي المتقد بالتفوق والتميز ، وبين آلية التقويم النمطي العقيم الذي يعتمد على أسس للرسوب أو النجاح في منح العلامات فقط ، بل يجب ان لا يغيب عن أذهاننا أن هناك عوامل عديدة ومتنوعة تؤثر سلباً أم إيجاباً على الطلبة فمنها السيكولوجي والاجتماعي والاقتصادي وغيرها ، ومن هنا تأتي أهمية التقويم الشامل بدءً برياض الأطفال والمرحلة التعليمية الأولى وصولاً إلى المرحلة الثانوية .

إن طلبتنا كم هم اليوم بحاجة إلى الاهتمام بالجوانب السيكولوجية والوجدانية خاصة في الظروف التعليمية الحالية ، واعتقد ان المسؤولية في ذلك تقع على الجميع ، ما يتطلب غرس الثقة والتفاؤل في نفوس أبنائنا ألطلبه ، وتغير نمطية معاملتهم والتحول إلى تضمين الرفق واللين في السلوك اليومي معهم والتخفيف من تلك الانفعالات الحادة ، والتوترات المشبوبة بالرهبة والخوف التي أصبحت صفة ملازمة لشخصياتهم وفي ذلك دعوني أوجه رسالة إلى كل الزملاء التربويين القائمين على عملتي القياس والتقويم بتضمين مناهجنا الدراسية أنماط متعدد من وسائل التقويم وتعويد ألطلبه عليها والابتعاد عن توجيه التعليم داخل الغرف الصفية نحو الإجابات على الأسئلة المتكررة للمادة وتدريبهم على نمطية معينة ، إضافة إلى ضرورة التركيز عن التعمق في دراسة المادة بمحتواها الكلي من المنهاج والابتعاد عن مناهج الظل الخفية التي تنتهجها المراكز الثقافية كبديل قوي عند طلاب الثانوية العامة وهذا يتطلب إشراف ومتابعة أكثر من إدارة التأهيل والتدريب والإشراف التربوي حتى نضمن إحداث تغيير نوعي في سلوك الطلبة ومعارفهم واتجاهاتهم ومهاراتهم ، وتحسين نوعية مخرجات العملية التعليمية بكل جوانبها المتباينة ، وهذا مجرد رأي أطرحه لوزارتنا العتيدة وزارة التربية والتعليم.. متمنين لأبنائنا وبناتنا كل التفوق والنجاح والتميز.

والله من وراء القصد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :